فيما يلي جملة لم نتوقع كتابتها إطلاقًا: استُلهمت هذه المقالة من دونالد ترامب الذي يتباهى بحجم وقوة أزراره النووية على تويتر.
نأمل أن يكون هذا مجرد حالة غضب لا تمت للواقع بصلة.
الحقيقة المقلقة إنه إذا أمَر ترامب بإطلاق ضربة نووية، فمن المحتمل أن يحاول الناس، على أمل، إيقافه.
ولم تمر مدة طويلة منذ أن صرح الجنرال جون هايتن، الذي يشغل في الواقع منصب قائد القوات النووية الأميركية، قائلًا: «نحن لسنا أناسًا أغبياء».
مضيفًا أنه سيقول للرئيس أن إطلاق هذه الغارة ليس أمرًا قانونيًا ولن يسمح بحصوله.
ومع ذلك، يبقى من السهل على ترامب، في الحقيقة أن يأمر بإطلاق ضربة نووية.
بأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار، فمن المنطقي تمامًا أن تكون متوترًا من طريقة الدبلوماسية غير العقلانية التي يتبناها الرئيس غير العقلاني.
والتي نأمل ألا تمتد عسكريًا أيضًا.
تذكرنا تغريدة ترامب المطعمة بالحديث عن السلاح النووي أن كل هذا الحديث عن الزر النووي، الذي كان على الأرجح استعارةً مجازيةً مثيرةً للرعب في هذه الحالة، هو على المستوى الفني، سخافة، فضلًا عن كون خطابه تحريضيًا بشكل لا يُصدق.
لا يوجد “زر”، ومن المؤكد أنه لن يكون على منضدة في المكتب البيضاوي، لأنه بكل بساطة سيكون عُرضةً للحماقات والاندفاعات.
بالمناسبة، الزر الأحمر الموجود على منضدته صُمم خصيصًا لاستدعاء كبير الخدم حاملًا الدايت كولا.
إن الحصول على الموافقة على إطلاق ضربة نووية في الولايات المتحدة أمر أكثر تعقيدًا بكثير من هذا، لكن ربما كان من المفاجئ أن يبدو الأمر بسيطًا على هذا النحو، إلا إذا كان في حالة كون الدمار الشامل، أو إطلاق ضربة نووية تكتيكية صغيرة في البداية، أصبح من متطلبات اليوم.
لذلك، دعونا نعرف كيف يسير هذا الأمر:
اقتراب نهاية العالم
وفقا لبيتر فيفر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ديوك الذي تحدث في مؤسسة فوكس الإعلامية حول هذه القضية، فإن هناك سيناريوهان يمكن للرئيس، الشخص الوحيد القادر على الأمر بإطلاق الضربة النووية، اتباعهما للقيام بذلك.
في الحالة الأولى، أن يستيقظ/تستيقظ في يوم من الأيام ويقرر/تقرر إحداث كارثة.
لحسن الحظ، من المؤكد أن هذا الأمر لم يأذن به أي مسؤول من قبل.
بدلًا من ذلك، سوف تُقدم لهم نصائح من قبل مستشاريهم العسكريين الذين يخبرونهم حينها أنه في حالة عدم مهاجمة الدولة المعينة في الوقت الحالي، فإنهم سيدمرون الولايات المتحدة، لذا فإن هذه الضربة الوقائية تمثل فرصةً جيدةً لمعرفة طريقة التصرف مع الأمر والمضي قدمًا.
سيكون مستشاروه من العسكريين والمدنيين، متضمنين أيضًا القائد الأعلى رتبةً في القيادة الاستراتيجية الأمريكية المتمركزة في أوماها، الذي هو الآن الجنرال، الذي ذُكر آنفًا، جون هايتن.
سأل موقع (IFLScience)آليكس والرشتاين، الأستاذ المساعد في معهد ستيفنز للتكنولوجيا والخبير الشهير في تاريخ الأسلحة النووية، حول احتمالية قيام شخص ما بمنع إطلاق ضربة نووية.
وقال: «من الصعب الحكم على احتمالية حدوث الأشياء التي لم تحدث من قبل أو على الأنظمة التي تكون عملياتها محاطةً بالسرية».
وأضاف: «من السهل تخيل كبار القادة يجدون طريقةً تمنع الرئيس من القيام بشيء يرون أنه غير دقيق، غير عادل، أو غير قانوني (على سبيل المثال، توجيه ضربة نووية إلى مدينة حليفة بدون سبب).
لكن هناك العديد من الحالات التي تكون فيها الشرعية والتبرير غير كافيين للقيام بالأمر، وحتى القادة أقروا بأنهم غير متأكدين مما يحدث في مثل هذه الحالات».
«أعتقد أن أي شخص يظن أن هذا النظام الذي يُكلف تريليون دولار لن يعمل كما يجب عليه أن يعمل، السماح للرئيس بأن تكون لديه القدرة السريعة على استخدام الأسلحة النووية إذا أعتقد أن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله، فهو متفائل».
البسكويت وكرات القدم
عند هذه النقطة، إذا اتفق الجميع على أن توجيه الضربة قانوني وأن أمريكا مهددة، فسوف يرسل أمرًا إلى البنتاغون، حيث سيطلب من المسؤول الأعلى في غرفة الحرب في البنتاغون التأكد من أن البيان قادم من الرئيس نفسه، وليس من متمرد أو أنها رسالة كاذبة من طرف آخر.
كما لاحظت بلومبرغ، وهذا ينطوي على شيء يعرف باسم البسكويت، والذي يحتوي على الرموز الذهبية للحصول على إذن إطلاق الضربة.
أولاً، يقرأ المسؤول رمز الهجوم، وهي سلسلة من الحروف الصوتية من الأبجدية العسكرية، مثل برافو تشارلي Bravo Charlie أو ألفا زولو Alpha zulu، ويطلب الرئيس بعد ذلك من مساعده العسكري الموجود دائمًا إحضار “كرة القدم النووية” الشهيرة، وهي حقيبة محاطة بغلاف من الجلد الأسود، من أجل الحصول على “الشفرة الذهبية” الواردة والتي تحوي “البسكويت” البلاستيكي والجواب، ما يؤكد أنه بالفعل هو/هي.
وقال والرشتاين: «قد يعتقد معظم الناس أن كرة القدم النووية تحتوي على الرموز التي تسمح ب “إطلاق الضربة النووية”.
كلا، إنها في الحقيقة مجرد إجراء للرئيس للتأكد أنه هو الرئيس بالفعل، وأنه هو من أصدر الأوامر».
لا توجد طريقة واحدة لإطلاق الضربة النووية.
حيث يمكن إطلاق الصواريخ من البحر والبر على حد سواء، وفي الماضي، كان إطلاق الضربة النووية يتم من خلال عمليات قصف بالقنابل الجوية أو القذائف النووية.
سيناقش الرئيس ومستشاروه العسكريين والقيادة الاستراتيجية الأمريكية خطة الهجوم المُعدة مسبقًا، أو الخطة الجديدة التي يرغبون بتنفيذها.
ثم يرسلون رسالةً مشفرةً إلى جميع أطقم الإطلاق المخولة.
سجلت قناة CNBC News ملاحظات على أن هذه الرموز المسماة ب “نظام التوثيق المختوم” تستقبلها جميع الأطقم في غضون ثوانٍ معدودة، ثم تتحقق منها.
إذا اختيرت الصواريخ الباليستية العابرة للقارات (ICBMs)للتحليق من الغواصة، يقوم أربعة من أفراد الطاقم، بما في ذلك القبطان والقائد التنفيذي، بتوثيق الأمر بمقارنة رموز SAS مع الرموز الواردة في مكان آمن على متن السفينة.
يتعين على الجميع الاتفاق على هذا “التوثيق” قبل إعداد الصواريخ لإطلاقها.
على الأرض، تكون فرق الإطلاق متفرقةً جغرافيًا تمامًا، وتكون موزعةً في خمس مجموعات، ما يعني ضرورة وجود نظام مختلف قليلًا.
على طاقم الصواريخ أن يقوم بنفس عملية التوثيق قبل فتح قفل إطلاق الصواريخ من مختلف المخازن.
يجب على جميع الأطقم الخمسة استخدام مفاتيحهم في نفس الوقت، وإلا لن يتم إطلاق الصواريخ.
على ما يبدو، هناك العديد من الطرق التي يمكن من خلالها إنشاء نظام ما، ومهما اختلفت، فكلها تمثل “أكثر ما تخافون منه”، سواء أكان ذلك هجومًا مفاجئًا أو قادةً مارقين أو أفرادًا غير مستقرين.
بالمناسبة، يشير والرشتاين إلى أن الكثير من الحديث حول قدرات الضربة النووية الأمريكية (كما هي مفهومة) “تتمحور حول سيناريو الرئيس المجنون”، الذي يتضمن شخصًا يقترح أكثر الأشياء غرابة ممكنة.
من الجدير بالذكر أن لدينا سجل تاريخي غني لرؤساء يتمتعون بحسن النية والرؤى، وهم يصدرون أحكامًا مدهشةً في مواقف صعبة، ويصدرون أحكامًا عظيمةً عندما يتم منحهم خيارات عسيرة من قبل الجيش، ويكونون غير قابلين للخطأ بوجه عام.
قال والرشتاين: «إن النظام الذي يضع كل القوة في يد شخص واحد سيكون بالضرورة خطرًا إلى حد ما» مشيرًا إلى أنه ربما هناك نظام مختلف متاح يتوافر فيه الأمن، لكنه لا يستثمر الكثير من السلطة في عدد قليل من الأفراد.
لكن على الأقل، على الرغم من ذلك، يمكننا أن نشعر بالامتنان لأنه ليس هنالك زر واحد يمكن لشخص ما الضغط عليه عن طريق الصدفة.
- ترجمة: حسام صفاء
- تدقيق: أحلام مرشد
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر