يُؤثر الاكتئاب بشكل مباشر على واحد من كل ستة بالغين على مدار الحياة بالإضافة إلى جميع أشكال التلوث من الضوء الصناعي وصولًا إلى البكتيريا التي تعيش بداخل أمعائنا والتي على الأقل تؤثر جزئيًا في ذلك. بالإضافة إلى ما نُشر في JAMA Psychiatry والذي يربط المرض العقلي بالتدخين في سن المراهقة ، أشارت أبحاث سابقة إلى أن تدخين الحشيش، يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب لدى الفرد، في حين أن أبحاثًا أخرى لم تحصل على أي ارتباط عندما أُخذت عوامل أخرى في الاعتبار، وما تزال أبحاث أخرى تُشير إلى أن الحشيش قد يقلل من الأعراض.
نتج عن هذه الأبحاث بعض النتائج المختلطة دون إجماع واضح حول كيفية تأثير الحشيش على صحة العقل أو على الأقل فيما يتعلق بالاكتئاب. حلل باحثون من جامعة أكسفورد بالمملكة المتحدة وجامعة ماكجيل بكندا 11 دراسةً دولية لفحص أعراض استخدام الماريجوانا تحت سن الـ 18 عامًا ونُشرت منذ منتصف التسعينات.
اختيرت هذه الدراسات خاصةً من بين 3142 مقالًا تحلل وتبحث الارتباطات بين تعاطي المخدرات في مرحلة المراهقة والصحة العقلية في وقت لاحق من الحياة، واشتملت هذه الدراسات على أكثر من 23000 شخص. وقالت (أندريا سيبرياني) أستاذة البحوث في الطب النفسي بجامعة أكسفورد، في بيان: «نظرنا إلى آثار الحشيش بسبب أن استخدامه شائع للغاية بين الشباب، ولكن مازالت التأثيرات طويلة المدى غير مفهومة، اخترنا أفضل الدراسات التي أُجريت منذ عام 1993 بعناية بالغة التي شملت المنهجية السليمة للقيام باستبعاد العوامل المربكة، مثل الإصابة باكتئاب سابق».
تُشير الاستنتاجات إلى أن واحدًا من كل 14 حالة اكتئاب عند البالغين تحت سن 35 سنةً يمكن تجنبها بعدم تدخين الحشيش، في المراهقة، ومن الناحية العملية، كان هناك 400000 تشخيص للاكتئاب في الولايات المتحدة لنفس الأسباب، 25000 تشخيص في كندا، 60000 تشخيص في المملكة المتحدة، والأكثر قلقًا هو أن تدخين الحشيش قبل 18 عامًا كان لديه ارتباط بزيادة مخاطر الانتحار بنسبة 350 %.
ويقترح مؤلفو الدراسة أن هذه العلاقة قد تكون مرتبطةً بالمكون النفسي في الماريجوانا، أو تتراهيدروكانابينول، أو THC، فقد وجدت الدراسات الحيوانية وجود ترابط بين تعرض المراهقين لمكونات من THC وتطور الاكتئاب في مرحلة البلوغ، ربما لأنه يغير النمو العصبي الفسيولوجي لأدمغة المراهقين. يجب التأكيد على أن هذه الترابطات كشفت عن وجود علاقة مثيرة للاهتمام ولكن ليس السببية (بالضرورة)، على سبيل المثال، قد لا يكون استخدام الحشيش يسبب الاكتئاب، لكن الميل إلى الإصابة بالاكتئاب يزيد من احتمالية أن يستخدم الشخص الحشيش في المقام الأول، بدلًا من ذلك، قد يكون هناك عامل ثالث أو عوامل (ربما جينية أو بيئية) ترتبط بشكل إيجابي مع استخدام الحشيش والاكتئاب.
وتجدر الملاحظة أيضًا أن الدراسات لم تأخذ في الاعتبار استخدام المشاركين لعقاقير أخرى أو كمية وقوة الحشيش التي كانوا يستخدمونها، والذي بدوره يمكنه أن يؤثر على النتائج ونطاق المخاطر التي ينطوي عليها تدخين الحشيش. وأخيرًا، جاءت النتائج شاملةً لنطاق واسع نتيجةً للانتشار الكبير لهذه المشكلة، إذ تشير إلى أن الخطر على الفرد بسيط نسبيًا.
وتابعت سيبرياني قائلةً: «ترتبط نتائجنا حول الاكتئاب والانتحار بالممارسات الطبية والصحة العامة، على الرغم من أن حجم الآثار السلبية لتدخين الحشيش يمكن أن يختلف بين المراهقين الفرديين وأنه من المستحيل التنبؤ بالتأثير الدقيق على كل مراهق، إلا أن الاستخدام الواسع للحشيش بين الأجيال الشابة يجعلها قضيةً صحيةً عامة في غاية الأهمية». في النهاية، قد يكون هناك ارتباط بين تعاطي الحشيش في مرحلة المراهقة والاكتئاب ولكن مازلنا بحاجة إلى مزيد من الأبحاث لتأكيد وتوضيح السبب الدقيق لذلك.
اقرأ أيضًا:
قد يؤثر الحشيش على التركيب الوراثي للحيوانات المنوية
لماذا تجوع بشدة عندما تتعاطى الحشيش؟
حقيقة أم خرافة؟ الحشيش، يعالج السرطان
ترجمة: أمجد الخصوصي
تدقيق: محمد قباني