يوجد الكثير من الأدوية التي قد تتداخل بعمل بعضها البعض، هذا فضلًا عن التداخلات التي تحدث مع بعض المشروبات والأطعمة، ومع ذلك لا يجب أن يثير هذا الأمر القلق، فالكثير من هذه التفاعلات لن تكون خطرة إن تمت المباعدة بين مواعيد تناولها، ولاجتناب حدوثها هذه بعض الحلول المقترحة:
أهم التداخلات الدوائية التي يجب أن تتجنبها
الستاتينات (Statins) وعصير الجريب فروت (الزنباع أو الليمون الهندي):
تُوصف هذه الأدوية التي تعمل على خفض نسبة الدهون بالدم للعلاج والوقاية من أمراض القلب الوعائية والسكتة الدماغية، وأحد أهم التداخلات الملحوظة لها مع عصير الجريب فروت أنه يؤدي إلى بطء تفكيكها في الجسم ما يؤدي إلى زيادة وجودها في الدم وبالتالي زيادة الأعراض الجانبية، ومن المهم معرفة ذلك لأن الأشخاص الذين يستخدمون هذه الأدوية يُنصَحون أيضًا بإدخال تعديلات على نظامهم الغذائي كإضافة المزيد من الخضروات والفواكه.
الوارفرين (Warfarin) والخضروات الورقية الخضراء:
يُوصَف الوارفرين كمضاد لتخثُّر الدم (مُميّع للدم) في العديد من الحالات كالتهاب الوريد الخثري العميق (DVT) والرجفان الأذيني(AF)، فهو من الأدوية الشائعة والتي تحتاج لمراقبة دورية للتأكد من صحة الجرعة الموصوفة، وأحد أهم تأثيرات النظام الغذائي على عمله وإنقاص مفعوله هو تناول المكملات والأغذية الحاوية على الكثير من فيتامين- ك (K) كالخضروات الورقية والشاي الأخضر، ولذلك يفضل تجنب هذه الأغذية عند تناولها أو مراجعة الطبيب بالنظام الغذائي المتبع لتحديد الجرعة المناسبة وتجنب العواقب الخطرة الناتجة عن نقص تأثيره.
مضادات الاكتئاب والإيبوبروفين:
يؤدي استخدام مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية(SSRIs) –وهي إحدى فئات الأدوية المضادة للاكتئاب- كالسيتالوبرام (Citalopram)، جنبًا إلى جنب مع مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAIDs) كالإيبوبروفين (Ibuprofen) إلى زيادة خطر حدوث نزف معوي علوي، ويتميز النزف بأعراض مختلفة مثل: البراز الداكن (البراز الزفتي أو الأسود)، التشنجات المَعدية، القيء الدموي، والإحساس بالتعب والدوار، ومن الممكن تجنب هذا الخطر باستخدام أدوية تقي المعدة، ولكن حتى هذه الأدوية قد تتداخل مع مضادات الاكتئاب وعلى ذلك يجب اختيارها بحكمة.
الميترونيدازول والكحول:
يعتبر الميترونيدازول (الفلاجيل-Flagyl) من المضادات الحيوية شائعة الاستخدام، وهو أحد الأدوية التي يجب اجتناب تناول الكحوليات بشكل تام عند استخدامها، وذلك لأن التداخل بينهما يؤدي إلى حالة شديدة من الغثيان والقيء، ويُفَضَّل ألّا تُستَهلَك هذه المشروبات الكحولية حتى بعد يومين من تاريخ آخر جرعة من الميترونيدازول.
عشبة القديس يوحنا (St John’s Wort) وحبوب منع الحمل:
تعتبر هذه النبتة من الأعشاب الشائعة، وتُستَخدَم لمعالجة أعراض الاكتئاب الخفيف، والبعض يعتقد أنها لا يمكن أن تكون ضارّة فقط لكونها وصفة عشبية، ولكنها على العكس تمامًا، فهي تتدخل بعمل الكثير من الأدوية –ومنها حبوب منع الحمل- بشكل يسرع تفكيكها وبالتالي تصبح أقل فعالية، وعلى ذلك قد يؤدي هذا التداخل إلى ارتفاع خطر حدوث حمل نتيجة انخفاض الفعالية.
مكملات الكالسيوم والأدوية الأخرى:
يزداد استخدام مكملات الكالسيوم وفيتامين (د) مع التقدُّم بالعمر لتقوية العظام والوقاية من الكسور، وعلى الرغم من الفائدة الكبيرة التي تقدمها هذه الأدوية، إلا أنها قد تؤثر على الطريقة التي يمتص بها الجسم بعض الأدوية كالأدوية المعالجة من الملاريا وبعض المضادات الحيوية والأدوية المستخدمة في علاج قصور الغدة الدرقية، ومع ذلك ترك فترة زمنية من 2- 6 ساعات بين تناول هذه المكملات والأدوية قد يكون كافيًا لتجنب التداخل بينهما.
في حال كنت تستخدم أحد هذه الأدوية المذكورة أعلاه، فمن المهم معرفة تداخلاتها الدوائية والطريقة الأنسب لتجنبها مع مناقشة ذلك مع طبيبك، كما يجب ألا تتوقف عن استخدام أي منها دون استشارته، إذ قد يؤدي أي تغيير مفاجئ في نظام تناول الدواء إلى عواقب أهم من هذه التداخلات.
- ترجمة: دانيا الدخيل
- تدقيق: مينا خلف
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر