تحول هذا اللون البرتقالي إلى أرجواني بين ليلة وضحاها، والعلماء لا يمكنهم معرفة السبب، وقد صادر الباحثون الشرعيون تلك الفاكهة.
حسنًا لنطرح بعض الأسئلة، هل البرتقال يدعى برتقال لأنّه برتقالي اللون؟ أم هل اللون البرتقالي يدعى برتقالي بسبب البرتقال؟
وفي كلتا الحالتين، يمكن أن تكون تلك ظاهرة غريبة شهدتها أستراليا؛ ولذلك نحتاج إلى إعادة النظر في البرتقال وما يرتبط به، بعد أن تحولت عينةٌ من الفاكهة إلى اللون الأرجواني لسببٍ غير مفهومٍ في الأسبوع الماضي.
يوم الثلاثاء، كانت نيتي موفيت المقيمة في كوينزلاند تقطع البرتقال كوجبةٍ خفيفةٍ لابنها الذي يبلغ عمره عامين.
في البداية بدأ كل شيءٍ على ما يرام وكانت الفاكهة طبيعيةً ولم يكن هنالك أيّ شيءٍ غير اعتياديٍّ حول رائحتها أو مذاقها، تناول ابن موفيت ثلاث شرائح، وتُركت القطع المتبقية على طاولة المطبخ.
في اليوم التالي أدركت العائلة أنّ هنالك شيئًا غريبًا يحدث، عندما رأت موفيت شرائح البرتقال المتبقية على طاولة المطبخ في صباح اليوم التالي واندهشت لكون لونها لم يعد برتقاليًا بعد الآن بل كانت الشرائح ذات لونٍ أرجوانيٍ.
قالت موفيت لصحيفة (The Sydney Morning Herald): «لبقية اليوم وطوال الليل استمرت شرائح البرتقال في تطوير هذا اللون الأرجواني المدهش حقًا».
وأضافت: «الجميع مفتون للغاية بهذا التحوّل العجيب، لكننا يائسون من ناحية العثور على جوابٍ لما حدث».
وكما ترون في الصور التي التقطتها مورفيت فإن الأجزاء المكشوفة من قطع البرتقال قد تحولت إلى ظلالٍ مدهشةٍ من اللون الأرجواني الداكن.
وضّحت موفيت بأنّ المظهر الأرجواني يبدو كقطع الفاكهة المُغمسة في محبرةٍ، والتحول الغريب لم يقتصر على القطع التي كانت موجودةً على طاولة المطبخ طوال الليل فقط، إذ أنّها ذكرت في حديثٍ لشبكة (ABC News): «ذهبت إلى صندوق القمامة لانتزاع الثلاث قطع التي كان يأكلها ابني، وكما هو متوقع لقد كانت أرجوانية اللون بدرجةٍ أكبر من تلك التي تركتها على الطاولة، ما كان يشغل بالي بالمقام الأول هو ما إذا كان لتلك الشرائح أيّ تأثيرٍ ضارٍ على طفلي. لكنه بخير، وهذه بالتأكيد ليست مسرحيةً دراميةً».
من الغريب بما فيه الكفاية أنّ هذه ليست المرة الأولى التي يتحول فيها البرتقال إلى لونٍ أرجوانيٍ بشكلٍ غير متوقعٍ، فقبل ثلاث سنواتٍ، لوحظت هذه الظاهرة الغامضة نفسها من قبل أمٍ أخرى كانت تُقطِع البرتقال لأطفالها، ومن المثير للدهشة أنّ هذه الحادثة السابقة – التي لم يتم تفسيرها بشكلٍ علميٍ فعلاً – قد وقعت أيضًا في كوينزلاند في أستراليا.
عندما دعت موفيت سلطات الصحة المحلية للقدوم من أجل فحص برتقالتها ذات اللون الأرجواني هذه المرة، كانت تلك فرصةً نادرةً لدراسة هذه الظاهرة الغريبة حقًا، حيث ذكرت موفيت لحديثٍ في شبكة (ABC News): «الرجل الذي جاء لجمعها كان متحمسًا للغاية».
وأضافت: «كان الرجل على درايةٍ تامةٍ بالقضية قبل ثلاث سنوات مضت، وقد أخبر الكيميائي الذي اختبر البرتقال في ذلك الوقت منذ ثلاث سنوات بأنّ الآن لدينا واحدةً أخرى».
انتهت خدمات الصحة الشرعية والعلمية في كوينزلاند من أخذ عينات من شرائح البرتقال الملوث للفحص العلمي، بالإضافة إلى السكين التي استخدمت لقطع الفاكهة والمبراة المستخدمة لشحذ السكين أيضًا، ويأمل الباحثون أن يتمكنوا من خلال التحقيق في كل شيءٍ كان على صلة بالفاكهة ذات اللون الأرجواني الحالي من شرح الأساس الكيميائي لهذا التحول البارز في لونها، مع العلم أنّ هذا النوع ذاته من التحقيقات لم يكن مثمرًا قبل ثلاث سنوات.
صرح متحدث باسم الصحة البيئية في كوينزلاند لشبكة (Nine News) بما يلي: «جرت اختباراتٌ عديدةٌ لتحديد وجود أصباغ غذائية صناعية بشكلٍ عامٍ، لكن لم تظهر أيّ إشارةٍ بوجود الملونات الصناعية، وأجرينا أيضًا اختبارًا لتحديد وجود اليود ولكن لم نعثر على أيّ دليلٍ يشير إلى وجود اليود».
في حين يعتقد البعض أن التحول اللوني يمكن أن يكون بسبب بعض المواد الكيميائية التي لم يُكشف عنها بعد في المنازل المعنية – والتي لوثت الفاكهة رُبّما أثناء ملامستها إياها – ، لكن في الحقيقة لا أحد يعرف السبب الحقيقي هنا.
قال أندرو هارتي ممثل (Citrus Australia) لشبكة (Nine News) عام 2015: «هذا أمر غير اعتياديٍ أبدًا، فإنّي لم أرَ قط شيئًا كهذا، وأنا في هذا المجال منذ وقتٍ طويلٍ ويمكنني القول بأنّي متأكدٌ من أنّ البرتقال لن يفعل ذلك أبدًا بشكلٍ طبيعيٍ».
- ترجمة: ليلى خالد
- تدقيق: رند عصام
- تحرير: زيد أبو الرب