بعد التحديث الأخير لقائمة أفضل 500 حاسوب فائق السرعة في العالم، تصدر القائمة الحاسوب «فوجاكو» الذي صُنع في معهد ريكن وشركة فوجيتسو للتكنولوجيا في اليابان، إذ استطاع أداء 415 كوادريليون (415 بيتافلوب) عملية حسابية في الثانية محطمًا الرقم القياسي السابق الذي حققه الحاسوب فائق السرعة «سومت» الذي طورته شركة «آي بي أم» بما يعادل 2.8 ضعفًا، ما نقل الحاسوب سومت إلى المركز الثاني.
تصل هذه الآلة في بعض المهام المحددة إلى ذروتها في أكثر من 1000 بيتافلوب (1 إيكسافلوب)، وبالمقارنة، فإن الجيل القادم من إكس بوكس -الذي سيأتي لاحقًا هذا العام- يقدم 12 تيرافلوب (نحو 100 بيتافلوب) في قوة المعالجة الرسومية.
في حين قد تمتلك حاسوبًا محمولًا يحتوي على معالج ثنائي أو رباعي النواة، يستخدم فوجاكو رقاقةً خاصةً من 48 نواة صنعتها شركة فوجيتسو، ويضم 158,976 رقاقة.
يحتاج الحاسوب فائق السرعة إلى قدر كبير من قوة الحوسبة ليتغلب على الحواسيب الأخرى ضمن قائمة أفضل 500 حاسوب، لكن فوجاكو تصدر القائمة بعد إنفاق أكثر من 1.2 مليار دولار أمريكي خلال أكثر من 6 أعوام.
لن يعمل الحاسوب الضخم بكامل طاقته قبل العام المقبل، لكن الخبراء استغلوا قوة معالجه الهائلة جيدًا، فهي الآن تعمل في معهد ريكن في كوبي اليابان، إذ يساهم هذا الحاسوب -الملقب حديثًا بأسرع حاسوب فائق السرعة- بإيجاد طرق لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وقد قدم بالفعل بعض التحليلات الذكية لكيفية انتشار قطرات الرذاذ المعدي في الهواء.
يُذكرنا هذا أن تلك الأنظمة الكبيرة التي يصل حجمها إلى حجم غرفة، لا تسجل الأرقام القياسية فحسب، بل تعالج جميع أنواع الحسابات الصعبة التي تنطوي على أعداد هائلة من المتغيرات، من التنبؤات المناخية حتى نمذجة المركبات الكيميائية على المستوى الجزيئي.
بالإضافة إلى كونها المرة الأولى التي تتصدر فيها اليابان قائمة أفضل 500 حاسوب منذ عام 2011، يُعد فوجاكو أول حاسوب عملاق يُصنع باستخدام معالج «أي أر أم»، ويحصل على المركز الأول في القائمة، إذ تعد معالجات «أي أر أم» أبسط وأكثر كفاءة في استهلاك الطاقة من الأنواع الأخرى، لذلك تستخدم غالبًا في الأجهزة المحمولة، حيث يلزم تقليل استهلاك الطاقة والحرارة، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن رقائق «أي أر أم» أقل قوة، إذ يعتمد الأمر كثيرًا على كيفية استخدام البرنامج لها، والمكونات الأخرى المثبتة إلى جانبها. ربما سمعت حديثًا أن شركة آبل ستحول أجهزة حواسيبها المحمولة إلى معالجات «أي أر أم» بدلًا من معالجات إنتل في العامين المقبلين.
نُشرت قائمة أفضل 500 حاسوب للمرة 55، فهي تصدر مرتين في العام لمتابعة تطور قوة المعالجة الحاسوبية، يحتوي هذا الإصدار على آلات تضخ طاقة تعادل 2.23 إيكسافلوب، وبذلك يرتفع إجمالي الطاقة عما كان عليه قبل ستة أشهر، 1.65 إيكسافلوب.
من غير المتوقع استمرار الرقم القياسي الجديد طويلًا، إذ تُحضَّر الحواسيب فائقة السرعة التي تستطيع الحصول على متوسط يفوق إيكسافلوب من الطاقة، لتكون جاهزة للعمل في المرة القادمة التي ستُعلن فيها قائمة أفضل 500 حاسوب.
اقرأ أيضًا:
تمكن الفيزيائيون لتوهم من صنع أكبر محاكاة تفصيلية للكون في التاريخ
هل يستطيع الحاسوب الكمومي أن يهزم فيروس كورونا القادم؟
ترجمة: رياض شهاب
تدقيق: راما الهريسي
مراجعة: صهيب الأغبري