بينما هو أمر صعب أنْ يتمّ تحديد عدد الوفيات الناتج عن المقاومة البكتيرية من كل أنواع البكتيريا للمضادات الحيوية، إلا أنّ منظمة الصحة العالميّة تُقدر عدد الوفيات الناتج عن مقاومة النظام العلاجي للسُل وحده يصل إلى 150 ألف وفاة سنويًا.
إنّ عدد الوفيات الناتج عن المقاومة البكتيرية سنويًا يفوق ضحايا الأعمال الإرهابيّة على مستوى العالم بكثير. لهذا فهمنا لتطور البكتيريا ولعلم الميكروبيولوجيا هام جدًا، خصوصًا وبعد أن أعلنت منظمة الصحة العالمية مؤخرًا في تقرير جديد وهام لها في أننا سنقبل على “عصر ما بعد المضادات الحيوية”، وحذرت من سيناريو فتّاك إذا لم تتحرّك الشركات الصيدليّة حول العالم. ولكن، ما هي المقاومة البكتيرية؟
مقاومة المضادّات الحيويّة هي قدرة الكائن الحيّ الدّقيق على تحمّل مفعول المضاد الحيوي. هي نوع خاصّ من أنواع مقاومة الأدوية. تنشأ مقاومة المضادّات الحيويّة طبيعيّا عن طريق الإصطفاء الطبيعي بواسطة الطفرات العشوائيةّ. مفعول المضاد الحيوي يُشكّل ضغطًا بيئيّا على البكتيريا لكن الطفرات التي تظهر في بعض الخلايا البكتيريّة تجعلها تنجو من مفعول المضاد الحيوي. بعد ذلك، تنتقل هذه الميزة إلى النّسل المقبل الّذي يتميّز بكونه جيلا ذا مقاومة كاملة للمضاد الحيوي.
بيّنت عدّة دراسات أنّ طريقة استعمال المضادات الحيوية تؤثّر بصفة كبيرة على تطوّر عدد الكائنات الحيّة الدّقيقة المقاوِمة. فرط استعمال المضادات الحيوية ذات الطيف الواسع، مثل سيفالوسبورين من الجيل الثّاني والثّالت، يسرّع عمليّة تطوّر مقاومة المثيسلين. هناك عوامل أخرى تتمثّل في التّشخيص الطّبّي غير الدّقيق، وصف الطّبيب أدوية غير ضروريّة، الاستعمال غير المناسب للمضادّات الحيويّة من طرف المريض، إلى جانب استعمال المضادّات الحيويّة كموادّ إضافيّة لطعام المواشي لتشجيع نموّها.