تاريخ موجز لعلم الفلك
من بابل إلى هابل
لقد مارس البشر علم الفلك منذ زمنٍ طويل، أين كانوا ينظرون إلى السماء متسائلين عن معنى كلَّ ذلك.
على سبيل المثال، استخدم كل من سكان هارابا والمايا والصينيون القدامى علم الفلك من أجل تتبع الزمن، توجيه مدنهم ومحاولة معرفة المستقبل.
لقد كان الفلك قديمًا عبارة عن مزيجٍ من الملاحظات الدقيقة لمواقع وحركة الأجرام السماوية من جهة، والدين والتنجيم من جهة أخرى.
قام الإغريق بتحديد مواقع النجوم ومنحوا لها أسماءًا. وفي حين غرقت أوروبا في العصور المظلمة الدامسة، قام علماء الفلك في الشرق الأوسط بترجمة الأعمال الإغريقية إلى العربية، محافظين وموسّعين للمعرفة البشريَّة حول السماء.
لكن الصحوة الحقيقة لعلم الفلك بدأت مع نيكولاس كوبرنيكوس (Nicholaus Copernicus)، فهو الذي طوَّر فكرة أنَّ الشمس موجودة في مركز المجموعة الشمسيَّة.
مستعينًا بالملاحظات الممتازة بالعين المجرَّدة لتايكو برايي (Tycho Brahe)، وضع يوهانس كبلر (Johannes Kepler) قوانينه الثلاثة للحركة الكوكبيَّة، وهي التي شرحت لأوَّل مرَّة في التاريخ طريقة حركة الكواكب في المجموعة الشمسيَّة.
أمَّا جاليليو جاليلي (Galileo Galilei) فكان أوَّل شخص يستعمل التلسكوب من أجل النظر إلى الأجرام السماويَّة ــ رغم أنَّه لم يخترع التلسكوب بنفسه ــ واكتشف بذلك الأقمار اللامعة الأربعة لكوكب المشتري، مؤكدًا على وجود أشياء لا تدور حول الشمس في النظام الشمسي.
منذ عصر جاليليو، تقدم علم الفلك بخطواتٍ عظيمة نحو الأمام، لكن وبشكلٍ مفاجىء، حتى سنوات الـ 1920، بقي النقاش مفتوحًا بين علماء الفلك حول ما إذا كانت المجرَّات الأخرى عبارة عن «سُدُمٍ قريبة» أو أنَّها عبارة «أكوانٍ جزيرة بعيدة» مصنوعة من المليارات من النجوم.
وقد اكتشفت أولى الكواكب خارج المجموعة الشمسيَّة سنة 1991، ولم نجد أيَّة كواكب تدور حول نجومٍ عاديَّة حتى سنة 1995.
قد يكون علم الفلك بدأ بخطواتٍ بسيطة في «بابل» العراق قبل آلافِ السنين، لكنه وصل اليوم إلى عصر «هابل»، حيث أصبحت لدينا نظرة أوسع وأدق للكون بمساعدة تلك المعدات الضخمة من التلسكوبات التي تلتقط الإشارات من الأرض، وحتى من السَّماء.
ومن يعلم ما الذي سيخبرنا به المستقبل القريب حول الكون؟!
إعداد : وليد سايس
تدقيق: جمان الرشدان
المصدر