تُعرف مجرة المثلث التي التقطها تلسكوب هابل باسم مجرة مسييه 33، وتُعد ثالث أكبر مجرة في مجموعتنا من المجرات المرصودة..

تحتل المجرة مسييه 33 (M33) الحلزونية، المعروفة أيضًا باسم مجرة المثلث، المرتبة الثالثة من حيث الحجم في مجموعة المجرات المحلية، بعد مجرتي أندروميدا (M31) ومجرتنا درب التبانة. بقطر يبلغ حوالي 60,000 سنة ضوئية، فإن حجم (M33) يقارب نصف حجم مجرة درب التبانة.

تقع مجرة المثلث على بعد حوالي ثلاثة ملايين سنة ضوئية من كوكبنا، وتعد “مجمّعًا منتجًا للنجوم” حيث تشكّل النجوم بمعدل يفوق عشرة أضعاف ما يُشكل في مجرة أندروميدا المجاورة، وفقًا لما ذكرته وكالة ناسا.

وأوضح مسؤولون في ناسا في بيان: «من المثير للاهتمام أن الأذرع الحلزونية المنظمة والأنيقة لمجرة M33، تشير إلى تفاعلها المحدود مع المجرات الأخرى، لذا فإن ولادتها النجمية السريعة لا تعتمد على التصادم المجري كما هو الحال في العديد من المجرات الأخرى».

بدلاً من ذلك، تتشكل النجوم الجديدة من كميات وفيرة من الغبار والغاز ضمن هيكل المجرة. تؤدي الاصطدامات بين سحب الهيدروجين المتأينة الضخمة، المعروفة باسم مناطق H-II، إلى ولادة نجوم عالية الكتلة يمكن رؤيتها في الصورة الجديدة لتلسكوب هابل. تمثل السحب الكبيرة المحمرة في الصورة جيوب الهيدروجين المتأين، التي تعمل بالتعاون مع التيارات الداكنة للغاز على تغذية عملية تشكيل النجوم السريعة في المجرة.

وصرح مسؤولون في ناسا: «إن الحبيبات التي تظهر في الصورة هي في الواقع أعداد لا تُحصى من النجوم. تُعد مجرة M33، واحدة من أقل من 100 مجرة قريبة تكفي لتلسكوبات مثل هابل لتمييز النجوم الفردية فيها كما يتضح في الصورة».

ومع ذلك، على عكس معظم المجرات الحلزونية، تفتقر مجرة M33 إلى الانتفاخ المركزي الذي يحتوي عادةً على ثقب أسود هائل الكتلة. ونتيجة لذلك، صُنفت مجرة M33 على أنها “مجرة قرصية نقية”، وهو نوع من المجرات يُعتقد أنه يشكل حوالي 15-18% من إجمالي مجرات الكون.

التقطت الصورة الجديدة لتلسكوب هابل، التي صدرت في 21 أغسطس 2024، على أنها جزءًا من دراسة شاملة حول الوسط بين النجمي وآليات تشكيل النجوم وتطورها. يُعرف الوسط بين النجمي بأنه المادة والإشعاع الموجودان في الفضاء بين الأنظمة النجمية في المجرة، الذي يأمل العلماء أن يوفر رؤى حول احتمال التصادم المستقبلي بين مجرة M33 ومجرتي أندروميدا ودرب التبانة.

اقرأ أيضًا:

اتضح أننا كنا مخطئين بشأن تاريخ اصطدام مجرتنا بمجرة أندروميدا!

أي سي 1101 تعرف على أكبر مجرة في الكون والمصير الغريب الذي ينتظرها

ترجمة: سلیمان عبد المنعم

تدقيق: مؤمن محمد حلمي

مراجعة: باسل حميدي

المصدر