تزداد حياتنا تعقيدًا وانشغالًا بشكل مطّرد، ولهذا السبب قد يبدو نشاطُ النومِ غير ذي فائدة.
ولكن هذه الفكرةُ قاصرةٌ عن استيعابِ أنّ أجسامنا قد تكون مشغولة بنشاطاتٍ حيويةٍ خلال نومنا.
ولنتعرّف على ما تقوم به أجسامنا خلال النوم، قام الفنان “جان ديهم-Jan Diehm” بتفصيل مراحل النوم التي نمرّ بها، وماذا يحصل خلالها، وكم تستغرق من الوقت.
وعلى نفس المنوال، قامت “لورا شوكر” من “هافينجتون بوست” بذِكر مراحل النوم المختلفة.
فتعالوا معنا لنتابع القصة.
المرحلة الأولى: تكون في الوقت ما بين اليقظة والنوم، حيث يسهُل إيقاظ الشخص.
وإذا ما استيقظ أحدهم في هذه المرحلة سيشعر بأنه لم ينمْ أصلًا.
المرحلة الثانية: “فيليب جيرمان-Philip Gehrman”، بروفيسور علم النفس في جامعة بنيسيلفانيا، أمريكا، يُسمّيها “النوم الطبيعي” إذ نقضي نصف الوقت الذي نُمضيه في النوم.
وتشرح “شوكر” ما يجري في هذه المرحلة: تكون موجات الدماغ بطيئة (مع احتمال حدوث نبضاتٍ سريعة)، وتقلّ نبضات القلب وينخفض ضغط الدم بانتظام. وهذا يعني بأنّ القلبَ والأوعية الدموية يقضيان معظم الليلِ في الحصول على راحةٍ ضرورية.
المرحلة الثالثة: وهي مرحلة النوم العميق، وبها تكون الموجات الدماغية بطيئةً وعالية السعة.
وبشكلٍ عام فإن جميع نشاطات جسمنا تُبطِئُ عملها في هذه المرحلة من النوم كي ترمم أنفسها. وعادةً ما يقوم في هذه المرحلة من النوم العميق بعضُ المصابين باضطرابات النوم إما بالمشي أو الكلام أو حتى الأكل.
المرحلة الرابعة: وتُسمّى بمرحلة “حركة العين السريعة REM”، وبها تحصل الأحلام.
ويذكر “جيرمان” بأنّ الخبراء يسمّونها “النوم المتناقِض” لأن أجسامنا تكون في حالةِ ارتخاءٍ تامّ بينما يكون الدماغ نشِطًا كما في حالة اليقظة. ومن نافل القول بأنّه في هذه المرحلة تتحرك العينان بسرعة. وتكون العضلات في حالةِ شلل تام، لكيلا يحصل تفاعلٌ حركيّ مع مُجريات الأحلام، وتختلف بها نبضات القلب وسرعة التنفّس.
ويخمّن الباحثون بأنّه في مرحلةٍ ما مِن مراحل النوم تقومُ أجسامنا بتنظيم الهرمونات لضبط شعورنا بالجوع، كما يقوم الدماغ بحصر الذكريات ويتشرّب المعلومات التي تعلّمناها في اليوم السابق.
وأخيرًا نقول بأنه رغم أن معظمنا لن يحصل على قسط النوم الذي ينصح به بعض الخُبراء (من 7 إلى 10 ساعاتٍ كل ليلة)، لكننا صرنا نعرف ماذا يحصل خلال نومنا.
- ترجمة: رامي أبو زرد
- تدقيق: جعفر الجزيري
- تحرير: ناجية الأحمد
- المصدر