يتضمن علم الفلك الكثير من الصيغ والمعلومات، لكن السؤال هو، كيف يمكننا تطبيق هذا العلم في حياتنا على الأرض؟
كيف لهذه المعلومات أن تساعدنا في عالمنا اليوم؟
قليلة هي التطورات التقنية التي يعود الفضل فيها إلى علم الفلك أو إلى برامج اكتشاف الفضاء -التي تنفصل بطبيعة الحال عن الوظائف التي يشغلها أغلب علماء الفلك- وتعد ذات فائدة على الأصعدة الأخرى.
نادرًا ما تؤثر البحوث الفلكية -بحد ذاتها- بشكل مباشر على حياتنا، لكن غالبًا ما يخترع العلماء -في سعيهم للوصول إلى نتائج لبحوثهم- أدوات جديدة وتقنيات تؤدي إلى ابتكار أجهزة تكنولوجية بتطبيقات واسعة النطاق.
تتضمن أحد الأمثلة على هذه التقنيات؛ المستقبلات الراديوية منخفضة الضوضاء (المستخدمة في الهواتف النقالة وتطبيقات أخرى كثيرة)، والحوسبة المتوازية، بالإضافة إلى النسبية التي لولاها ما كان نظام تحديد المواقع العالمي-GPS دقيقًا.
رغم ذلك، لا يسعنا أن ننكر حقيقة أن علم الفلك ليس له أي فوائد عملية في حياتنا.
يعود السبب الرئيس لنشأة علم الفلك إلى فضول البشر ورغبتهم في سبر أغوار الكون، فالبشر بطبيعتهم تواقون لمعرفة أصل الكون، كيف نشأ، وأين مكاننا فيه، وما هي الأجرام الأخرى التي يحتوي عليها.
نحن فضوليون بطبيعتنا، وعلم الفلك يثري حياتنا بهذه الطريقة.
قد يعترض البعض بقوله أن علم الفلك ليس المجال الوحيد من نشاطات الإنسان التي تثير هذا التساؤل؛ فمن الممكن أن نتساءل أيضًا عن الفائدة التي تعود علينا من الفن أو الدين أو الموسيقى.
لعلم الفلك تاريخ حافل في التطبيقات العملية في الحياة اليومية.
ففي قديم الزمان، كانت معرفة الأبراج وحركة النجوم والشمس في السماء علوم لا تقدر بثمن في مجال تطوير الملاحة.
في الواقع ما زالت هذه العلوم تُستخدم إلى اليوم؛ فالمعرفة الدقيقة لمواقع النجوم تساعد الأقمار الصناعية على توجيه نفسها في الفضاء.
على كل حال، يمكننا القول أن غالبية المهمات التي ينجزها علماء الفضاء لا تتضمن تحديد مواقع النجوم وقياساتها، بل يُعنى اختصاصهم بدراسة الظروف الفيزيائية لمواقع بعيدة في الكون، وهو ما يطلق عليه اسم الفيزياء الفلكية.
- ترجمة: آلاء أبو شحوت.
- تدقيق: جعفر الجزيري.
- تحرير: عيسى هزيم.
- المصدر