اقترحت دائرة الأسماك والحياة البرية في الولايات المتحدة إدراج الأنواع المهددة بالانقراض نتيجة لما تم التوصل إليه. بطاريق الإمبراطور هي أكبر أنواع البطاريق على الأرض، ومن غير المرجح أن تبقى على قيد الحياة مع نهاية القرن إذا استمرت المعدلات الحالية لانبعاثات الغازات الدفيئة وذوبان جليد البحر، وذلك وفق ما ذكره الباحثون.
كشفت دراسة جديدة أجراها فريق دولي من الخبراء أن 70% من مستعمرات بطاريق الإمبراطور في القارة القطبية الجنوبية قد تنقرض بحلول عام 2050 إذا استمر ذوبان الجليد، وأن 98% من المستعمرات ستختفي بحلول عام 2100 في ظل الظروف الشديدة.
وهذا يجعل الأنواع شبه منقرضة، ما يعني أنه على الرغم من الأفراد المتبقين، فإن الأنواع لن تتعافى، وستموت في نهاية المطاف.
قالت المؤلفة الرئيسة ستيفاني جينوفرييه عالمة بيئية بالطيور البحرية في مؤسسة وودز هول الأوقيانوغرافية في ماساتشوستس: «هذا ليس مفاجئًا بالنظر إلى التغير المناخي السريع والفقدان المتوقع للجليد البحري».
أدت نتائج دائرة الأسماك والحياة البرية في الولايات المتحدة إلى اقتراح تصنيف البطريق الإمبراطور نوعًا مهددًا بالانقراض بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض، وقالت جينوفرير: «إذا نجحت تدابير الحفظ المرتبطة بهذه القائمة، فإن الأنواع ما تزال قادرة أن تبقى على قيد الحياة في العقود المقبلة».
ذوبان البحر المتجمد
المشكلة الرئيسة التي تواجه بطاريق الإمبراطور هي فقدان الجليد البحري في القارة القطبية الجنوبية؛ وذلك نتيجةً لارتفاع درجات الحرارة العالمية. وقالت جينوفرير: «البطريق الإمبراطور يعتمد على الجليد البحري في التكاثر وتغيير الريش والتغذية»، هذا أمر حيوي لبقائهم على قيد الحياة.
تعتمد البطاريق على كمية معينة من الجليد البحري التي يسميها الباحثون المنطقة المعتدلة، خصوصًا عند التكاثر. بالنسبة إلى البطاريق الآباء فإن الجليد داخل هذه المنطقة يوفر التوازن المثالي بين السلامة لتربية الفراخ والغذاء الوفير.
قالت جينوفرير:«إذا كان هناك قليل من الجليد البحري يمكن أن تغرق الفراخ عندما يتكسر الجليد البحري في وقت مبكر. وإذا كان هناك كثير من الجليد البحري، فإن رحلات البحث عن الطعام تصبح طويلة وشاقة، وقد يموت الكبار والفراخ جوعًا».
تتنبأ المحاكاة الحاسوبية بأنه إذا استمرت المعدلات الحالية لفقدان الجليد فإن المنطقة المعتدلة سوف تختفي في أغلب الأماكن على ساحل القارة القطبية الجنوبية، ما قد يتسبب في فشل التكاثر على نطاق واسع ويمنع البطاريق من التعافي.
وقد عانت بعض المستعمرات من فشل في التكاثر بسبب ذوبان الجليد البحري ، ففي عام 2016 أدى ذوبان الجليد البحري إلى فشل كبير في التكاثر داخل المستعمرة في خليج هالي، وذلك عندما غرق 10000 فرخ بعد ذوبان الجليد في وقت مبكر؛ ما أدى إلى غرقهم قبل نمو ريشهم.
ستكون للنتائج الجديدة أيضًا آثار على نطاق واسع للأنواع الأخرى.
قالت جينوفرييه: «بطاريق الإمبراطور هي أنواع دليلية يمكن لتوجهاتها السكنية أن توضح عواقب التغيرات المناخية على الأنواع الأخرى».
تشمل هذه الأنواع البطاريق الأديلية (Pygoscelis adeliae) ونمر البحر (Hydrurga leptonyx)، وفقمة ويديلي (Leptonychotes weddelli).
قائمة جديدة
اتخذت دائرة الأسماك والحياة البرية في الوقت الحالي خطوة تدعو إلى إدراج بطاريق الإمبراطور على أنها مهددة بموجب قانون الأنواع المهددة بالانقراض.
هذه الخطوة مهمة؛ لأن لوائح دائرة الأسماك والحياة البرية تحوي عددًا قليلًا جدًا من الأنواع غير الأصلية في الولايات المتحدة، وإضافة إلى ذلك فإن عدد بطاريق الإمبراطور الحالي مستقر نسبيًا، ويغطي قانون الأنواع عمومًا الأنواع التي هي في أمسّ الحاجة لإدراجها على القائمة.
عبر 61 مستعمرة لبطريق الإمبراطور في القارة القطبية الجنوبية، يقدر ما بين 625000 إلى 650000 بطريق إمبراطور على قيد الحياة وفقًا لدائرة الأسماك والحياة البرية.
قال الباحثون في ورقتهم: «الخطر الذي يشكله ذوبان الجليد البحري على بطاريق الإمبراطور كبير جدًا، لذلك يجب اتخاذ خطوات لحمايتهم».
إذا كانت هذه الأنواع مدرجة في القائمة على أنها مهددة، فإنه لم يعد من الممكن استيرادها إلى الولايات المتحدة لأسباب تجارية، وسيحظر على شركات صيد الأسماك استهداف البطاريق حول القارة القطبية الجنوبية، التي تشمل: قريدس البحر والأسماك الصغيرة والحبار، وسيُطلب من الوكالات الاتحادية أيضًا أن تكفل ألا تُعرض أعمالهم البطاريق وموطنهم للخطر، بما في ذلك انبعاثات الكربون.
غير أن هذا التدبير الأخير كان من الصعب تطبيقه بالنسبة للأنواع الأخرى المتأثرة بالمناخ.
قالت جينوفرير: «أعتقد أنها خطوة مهمة؛ لأن دائرة الأسماك لم تقرر باستمرار إدراج الأنواع المهددة بتغير المناخ، ولا سيما فقدان الجليد البحري، وبالتالي فإن هذا القرار يمكن أن يكون إضافةً سابقة من نوعها».
اقرأ أيضًا:
علماء يلحظون تغير في عادات التنشئة لدى البطاريق بسبب التغير البيئي
ترجمة: عمرو أحمد حمدان
تدقيق: إيناس خير الدين