انفجر بركان مونا لوا النشط الأضخم في العالم في هاواي للمرة الأولى منذ نحو 40 عامًا يوم 27 نوفمبر من العام الحالي، ما أدى إلى اجتياح عشرات الهزات الأرضية للمنطقة -إحداها بقوة 4.2 ريختر- عقب انفجار قمة كالديرا في البركان.
أصدر المسؤولون تحذيرًا بشأن تساقط رماد بركاني في جزيرة هاواي الكبرى، وطلبوا من السكان توخي الحذر.
وفقًا لوكالة هاواي السياحية، لم تهدد تدفقات الحمم حياة السكان القاطنين في المنحدر أسفل انفجار البركان، وما تزال الرحلات الجوية قائمةً حتى الآن.
كتب مسؤولون من هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إشعار خطر قائلين: «لم تتجاوز تدفقات الحمم منطقة القمة، أي أنها لا تهدد حياة سكان المنحدر حتى هذه اللحظة». لكنهم حذروا قائلين: «بناءً على الحوادث السابقة، قد تكون مراحل انفجار مونا لوا الأولى شديدة النشاط بصورة تؤدي إلى تغير موقع تدفقات الحمم، وتقدمها بسرعة».
أشار التحذير الذي أُصدر تزامنًا مع مرصد البراكين في هاواي -التابع لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية- إلى أن المرصد يستعد لتنفيذ رحلات استطلاع جوية في أقرب وقت ممكن لتقييم المخاطر ووصف انفجار البركان بصورة أفضل، وأن الرياح قد تحمل في طريقها غازًا بركانيًا، وقد تحمل رمادًا دقيقًا وزغبًا.
يتكون الزغب الذي يسمى (شعر بيلي) من خيوط رفيعة قوامها الزجاج البركاني الناتج عن الحمم الباردة، وقد تحمله الرياح القوية عاليًا. يُعد الزغب حادًا كفايةً لتمزيق الجلد والأعين. وفقًا إلى هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، يشغل بركان مونا لوا ما يزيد عن نصف مساحة جزيرة هاواي الكبرى، ويتربع فوق المحيط الهادئ على ارتفاع 4169 مترًا.
يُعد البركان نشطًا إلى حد ما، فقد انفجر 33 مرةً منذ أول انفجار موثق له عام 1834. سُجل آخر انفجار له عام 1984 عندما دفع بتدفقات حمم قرب مدينة هيلو. دخل بعد ذلك بركان مونا لوا فترة خموله الأطول في التاريخ المسجل.
تزايدت مؤشرات التحذير من انفجار البركان تدريجيًا منذ سبتمبر هذا العام، إذ تعقب علماء الجيولوجيا ارتفاعًا في تواتر الهزة الأرضية. بدأ ذلك بهزات أرضية تراوح عددها بين 5 إلى 10 هزات في اليوم الواحد خلال شهر يونيو، وارتفع بعد ذلك ليصل إلى نحو 40 هزةً يوميًا خلال شهر أكتوبر.
اقرأ أيضًا:
تداعيات انفجار بركان تونغا وتأثيرها في تسارع الاحتباس الحراري
ما تداعيات حدوث انفجار بركاني كبير في عصرنا هذا؟
ترجمة: ربيع شحود
تدقيق: ميرڤت الضاهر