قام ثلاثة من الباحثين من فرنسا والدنمارك بجمع البيانات التي تمّ الحصول عليها على مر القرون العديدة الماضية لتطوير نموذج يصوّر الانحراف الذى يتخذه المجال المغناطيسى الأرضى نحو الغرب، نتائج الدراسة نشرت في دورية (Nature). يعتقد الباحثون أن هذا قد يساعدهم على التنبؤ باتجاه الانحراف للمجال في المستقبل.
عرف العلماء والمستشكفون منذ قرون أن المجال المغناطيسى الذى يحيط بكوكبنا ينحرف. ربابين السفن وثقوا ملاجظاتهم عن ذلك في مذكرات تعود إلى القرن السادس عشر. استنتجت الأبحاث على مر السنوات الماضية أنّ المجال المغناطيسى ينتج عن حركة النواة السائلة في باطن الأرض حول النواة الصلبة، والتي تتسبب في تكوين تيارات تسمى بتيارات الحمل، ومعلوم أيضًا أن المجال المغناطيسى يحمى الكوكب من الجسيمات المشحونة التي تأتى من تدفق اللأشعة الشمسية ومن دونها فلن توجد حياة على كوكب الأرض.
من الصعب شرح السبب في وجود هذا الانحراف في الأجزاء السفلية من نصف الكرة الغربي مما هي عليه في الأجزاء الشمالية أو الشرقية.
في هذا البحث الجديد، استخدم الباحثون البيانات القديمة والجديدة (سجلات السفن، وبيانات الأقمار الصناعية)، لتقديم سببين وراء هذا التحول.
السبب الأول، هو أن اقتران الجاذبية الحادث بمحاذاة النواة الداخلية مع الوشاح يضطر الصلب السائل في الطبقة الخارجية من النواة لأن يتدفق بصورة كبيرة منحرفًا في اتجاه الغرب. السبب الثاني هو أنّ اختلاف النمو المتزايد في النواة الداخلية أسفل إندونيسيا يسبب طفو غير متماثل في النواة الخارجية الامر الذي يجعلها غير متماثلة رأسيا من أعلى إلى أسفل فتسبب في تغاير حراري واضح وتركيز للتغيرات المغناطيسية في القطاعات الطولية أسفل المحيط الأطلنطي.
بالجمع بين السببين، يرى الباحثون أنه من الممكن تطوير نموذج محاكاة يصف بدقة عالية الانحراف الذي حدث في القورن الماضية، وقد يمكن استخدامه لتوقع نمط الانحراف في المستقبل. هذا شيءٌ هام لأنّ التغيُّرات في المجال المغناطيسي للأرض له أثر على الأجهزة الإلكترونية، كما أنه من الجيد معرفة إلى متى سيحمينا هذا المجال من الشمس.