في الطبيعة صفة مميزة وغريبة تتعلق بحركة بعض الحيوانات حيّرت علماء الأحياء لفترةٍ طويلة والآن تمّ حلّها من قبل مجموعة من المهندسين: لماذا تتجه بعض الحيوانات – مثل الصرصار والسّحلية – باتجاهٍ معاكس لهدفها فتبدو وكأنها تتحرك بكامل جسمها من جانب إلى آخر مع أنها تتحرك إلى الأمام (حركة الحرباء يمكن أن توضح الفكرة أكثر لأنها تتحرك ببطء). أي مهندس يبني روبوتًا سيتجنب هذه الحركة لأن فيها خسارة للطاقة من دون هدف واضح.
نتائج بحث مجموعة من الباحثين تدل على أنّ هذه الحركة ليست عديمة المعنى، وإنما توفر للحيوان كلا من الاستقرار والقدرة على المناورة، هاتين الصفتين من المستحيل أن يوجدا في نموذج واحد هندسيًا. لقد أدرك الأخوان رايت ذلك عند بنائهما للطائرة، لذلك جعلا طائرتهما عديمة الاستقرار ولو قليلا ليحصلا على القدرة على المناورة. عندما يكون أي حيوان أو مركبة مستقرا حركيًا بشكلٍ كامل فإن الجسم سيقاوم التغيُّر في الاتجاه، على عكس القدرة على المناورة التي توفر للكائن قدرة سريعة على تغيير اتجاهه، على حد قول أحد الباحثين فإن الحيوانات بهذه الحركة الصغيرة وبطاقة قليلة تتمكن من توفير كلاً من الميزتين.
الباحثون درسوا حركة سمكة صغيرة تُدعى سمكة السّكين الزجاجية وهي بطول 3 انشات، تُفضل الإختباء بداخل التراكيب الأنبوبية للإحتماء من المفترسين في بيئتها. الباحثون قاموا بدراسة حركة زعانفها عن طريق تصويرها بالتصوير البطئ بمعدل 100 صور في الثانية ووجدوا أنّ زعانف السمكة تتحرّك في إتجاهين متعاكسين. تمّ انشاء نموذج رياضي لحركة السمكة ونتائجها وجهت العلماء نحو استنتاج أن هذه الحركة توفر الاستقرار والمناورة، كما تمّ اختبار النتائج على روبوت يقلّد حركة زعانف السمكة.