في عام 2021، سيظهر الذكاء الاصطناعي بقوة على المدى القصير والطويل، وفيما يلي بعض من أكبر توجهات الذكاء الاصطناعي للعقد القادم.
يؤثر الذكاء الاصطناعي في مستقبل كل صناعة وكل إنسان على هذا الكوكب تقريبًا، إذ يأخذ الذكاء الاصطناعي دورًا أساسيًا بوصفه المحرك الرئيسي للتقنيات الناشئة مثل البيانات الضخمة والروبوتات وإنترنت الأشياء (IoT). وفي 2021 سيستمر بأداء دوره الرئيسي الابتكاري التكنولوجي في المستقبل المنظور.
سيشهد العقد التالي تطورًا سريعًا غير مسبوق، وتبنيًا للتقنيات الحالية والناشئة، وسيندفع التسريع الرقمي إلى الأمام. إضافةً إلى ذلك، سيجعل هذا التطور الصناعات جاهزة مسبقًا لإدارة حالة عدم اليقين في المستقبل.
أدت النجاة من جائحة Covid-19 خلال عام 2020 إلى تغيير سريع في توجهات المستهلكين، إذ إن مخاوف الأمان والخصوصية المعقدة والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي والتأثير المتزايد لتغيير المناخ ستدفع الصناعات إلى دمج مخاطر انهيار أنظمة التشغيل في التخطيط طويل الأمد.
نشرت المنظمة العالمية للملكية الفكرية ويبو WIPO تقريرها الأول في 2019، وما تزال نتائجه صحيحة ليومنا هذا فيما يخص الذكاء الاصطناعي، إذ تتبع التقرير تطور التقنيات بتحليل البيانات المتعلقة بأنشطة الابتكار، فأشار إلى اتجاهات واضحة في تسجيل براءات اختراع لابتكارات الذكاء الاصطناعي، ولدى اللاعبين الكبار في مجال الذكاء الاصطناعي من الصناعة والأوساط الأكاديمية، وفي التوزيع الجغرافي لحماية براءات الاختراع والمنشورات العلمية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
بوسعنا تمييز اتجاهات التكنولوجيا بالنظر إلى تحليلات براءات الاختراع، ولهذا السبب كان تجميع آراء الخبراء أساسيًا في تقرير ويبو، إذ تعمق في التطور التاريخي لابتكار الذكاء الاصطناعي، وتحليل التوجهات في براءات الاختراع، والمؤلفات العلمية منذ نشوء الذكاء الاصطناعي قبل عقود مضت. ويوضح التقرير التقسيم حسب التقنيات والتطبيقات الوظيفية ومجالات التطبيق، ولا شك أن قراءة التقرير ضرورية لأي شخص يحاول فهم تطور الذكاء الاصطناعي ومقتضياته ووضعه الحالي وإلى أين يتجه.
وطبقًا للتقرير، نرى استخدام العديد من التقنيات المتعلقة بالذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات، ويتضح ذلك من العدد الكبير من براءات الاختراع في الذكاء الاصطناعي التي تشير إلى صناعات متعددة، فتتصدر مايكروسوفت حاليًا السباق بأكبر عدد (ما يزيد عن 18300) من براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي، وتتبع خطاها العديد من الشركات الأُخرى مثل IBM وسامسونج وكوالكم وجوجل.
وتستكشف شركات التكنولوجيا فرصًا لاستنساخ الذكاء البشري عند الآلات باستمرار، إضافة إلى ظهور التعاون بين الإنسان والآلة. وبالنسبة للكثيرين، تطرح مناقشة اتجاهات الذكاء الاصطناعي أحد أهم التساؤلات: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل البشر حقًا في المستقبل؟ والإجابة القصيرة هي: نعم، بوسع الذكاء الاصطناعي أن يستبدل البشر وسيفعل ذلك، بل في الحقيقة يحدث ذلك بالفعل الآن، ويطلق عليه التطور التكنولوجي.
وكما هو الحال مع أي نوع من التطور، لا يمكن إيقاف التطور التكنولوجي، وإلا سيتوقف تطور الجنس البشري وتقدمه. ففي السابق كانت الروبوتات تشغل الوظائف البشرية كما في الصناعات التحويلية، أما اليوم، فتحتوي الروبوتات أحد أشكال الذكاء الاصطناعي مدمجًا فيها، ما يضمن عملها بشكل جيد ومعرفة الوظيفة التي تقوم بها.
إننا نعيش خلال الثورة الصناعية الرابعة، وبطبيعة الحال، سيرفض بعض الناس التكيف مع التغيرات، ولكن التغير هو ما يقود التطور، والذكاء الاصطناعي -شئنا أم أبينا- هو واحد من أكبر الاتجاهات التقنية لعام 2021 وما بعده، وسيصبح منتشرًا في كل ركن من أركان حياتنا اليومية.
الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي الأخلاقي
يتصدر الطلب المتزايد على الذكاء الاصطناعي الأخلاقي قائمة التوجهات التكنولوجية الناشئة التي يمكننا توقعها في عام 2021، فطبقًا لشركة فورستر سيتطلب العقد القادم من مديري تقنيات المعلومات الاستجابة للتسريع الرقمي وإدارة عدم اليقين استباقيًا، وكل ذلك مع الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي.
لم تكن المنظمات التي تتبنى التعلم الآلي وتقنيات الذكاء الاصطناعي الأخرى تلقي بالًا لتأثيرها الأخلاقي، لكن الأمور تغيرت اليوم، ويتوقع المستهلكون والموظفون أن تتصرف الشركات بمسؤولية عند تبني الذكاء الاصطناعي. وفي السنوات القليلة القادمة، ستختار الشركات عمدًا القيام بالأعمال مع شركاء ملتزمين بأخلاقيات البيانات ومتبنين لممارسات تولي البيانات التي تعكس قيمها الخاصة وقيم عملائها كذلك.
ومن المسائل الأخلاقية المُلحة في الذكاء الاصطناعي:
- فقدان الوظيفة وعدم المساواة في الثروة، فالناس قلقون بشأن فقدان الوظائف في المستقبل.
- من المسؤول إذا أخطأ الذكاء الاصطناعي؟
- هل يجب السماح لأنظمة الذكاء الاصطناعي بالقتل؟
- التفرد، وكيفية حفظ السيطرة على الذكاء الاصطناعي.
- كيف يتعامل الذكاء الاصطناعي مع البشر؟
- تحيز الذكاء الاصطناعي.
روبوتات المحادثة المدعومة بالذكاء الاصطناعي
تُحسن روبوتات الدردشة المدعومة بالذكاء الاصطناعي (الذكاء الاصطناعي التحادثي) سرعة الاستجابة والتجربة الشخصية للعميل، وطبقًا لفورستر، يتطور الذكاء الاصطناعي التحادثي إلى أتمتة أفضل لخدمة العملاء. ويستخدم روبوت الدردشة المدعوم بالذكاء الاصطناعي تقنيات معالجة اللغة الطبيعية (NLP) والتعلم الآلي ليحقق فهمًا أفضل لما يقوله الإنسان وما يحتاجه ويوفر تواصلًا طبيعيًا قريبًا للمستوى البشري، وبكلمات أُخرى، تحاكي هذه الروبوتات المحادثة البشرية.
الأتمتة الذكية: إعادة صياغة طريقة الأتمتة
تغير جائحة Covid-19 توجهات أتمتة المؤسسات بسرعة نحو عمليات المكاتب الخلفية ومرونة الأعمال. وستوضح الأتمتة الذكية مزج أتمتة العمليات الروبوتية والرقمية مع الذكاء الاصطناعي العملي والأدوات قليلة الاعتماد على الكود، ستساعد هذه التقنيات الأعمال على أن تكون أكثر كفاءة ومرونة بينما توسع عملياتها.
سيزداد الطلب على البيانات الموثوقة بالنسبة للذكاء الاصطناعي
طبقًا لتوقعات فورستر، سيشهد عام 2021 كل ما هو جيد وسيئ وقبيح في البيانات المقدمة للذكاء الاصطناعي، إذ تأتي في شكلين: بيانات مجمعة لتتيح للمستخدمين بناء مجموعات بيانات لتدريب الذكاء الاصطناعي، وبيانات مجمعة لتكون مزيفة وتفعل العكس بأن تخلّ ببيانات التدريب لتضليل الذكاء الاصطناعي.
تواجه الشركات ضغوطًا متزايدة من المجموعات المعنية بمصالح المستهلكين ومن المنظمين لتوفير وصول الذكاء الاصطناعي للبيانات، ويتضمن هذا مسارات تدقيق البيانات لضمان الامتثال والاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وفي عام 2021، سيبدأ بلوك تشين (Blockchain) والذكاء الاصطناعي بتوحيد الجهود بجدية أكبر لدعم مصادر البيانات وسلامتها واستخدامها.
سينتشر الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي (ML) في حالات الاستخدام الجديدة
في عام 2021، ستدفع الشركات الجريئة الذكاء الاصطناعي إلى آفاق جديدة، وسيشمل هذا الاجتماعات الهولوغرافية للعمل عن بعد، والتصنيع الشخصي حسب الطلب. سيجعلون عملية التخطيط الاستراتيجي مشابهة للألعاب، ويبنون المحاكاة في غرف الاجتماع، وينتقلون إلى تجريب ما يسمى الحافة الذكية.
سيزيد الذكاء الاصطناعي من احتياجات الأتمتة والواقع المعزز في مكان العمل
تتوقع فورستر في عام 2021 أن أكثر من ثلث الشركات المتكيفة والنامية ستطلب مساعدة الذكاء الاصطناعي فيما يتعلق بتواصل العمل وعدم التعطل سواء من العاملين في الموقع (من يقومون بعمل مادي) أو من العاملين من المنزل (العاملين في مجال المعرفة).
يتضمن هذا تطبيق الذكاء الاصطناعي لاستخراج المستندات بذكاء، وزيادة وكلاء خدمة العملاء، وتتبع مؤشرات عودة العمال للعمل، أو الروبوتات شبه المستقلة للتباعد الاجتماعي.
على المنظمات إيجاد طريقة لتطبيق الذكاء الاصطناعي بأمان وجرأة وأخلاقية، لتظهر بقوة على المدى القصير والطويل في السنوات القادمة.
اقرأ أيضًا:
إزالة الالتباس بين الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي والتعلم العميق
بحث جديد يعلم الذكاء الاصطناعي آلية حركة البشر باستخدام فيديوهات الإنترنت
ترجمة: الحسن علي حسن
تدقيق: محمد حسان عجك