يُعَد انهيار حضارة المايا الكلاسيكية أحد أبرز ألغاز الحضارة الإنسانية. فخلال القرنين الثامن والتاسع الميلاديين، تطورت ثقافة المايا، وازداد عدد السكان، ونمت المدن إلى دول كبيرة نشطة في سهول المايا الجنوبية، ثم نحو سنة 900 م، هُجرت مدن كثيرة مزدحمة السكان، واختفى شعبها، فقد خلت منطقة احتضنت ملايين البشر من ساكنيها خلال قرنين لا أكثر. ورغم أن شعب المايا في شمال البلاد ازدهروا سنوات طويلة بعد انهيار حضارة المايا الكلاسيكية ، بل لا يزال شعب المايا موجودًا حتى اليوم، كان سقوط المايا الكلاسيكية في السهول الجنوبية غريبًا إلى أقصى حد، لأنه كان مفاجئًا.
النظريات حول أسباب الانهيار
تداول الباحثون نظريات عديدة عن أسباب انهيار حضارة المايا الكلاسيكية، فاقترحوا الحرب والمشاكل السياسية والاجتماعية، والوباء والإخفاق البيئي والجفاف. ولا يزال الأمر موضع جدال بين الباحثين باختصاصاتهم المتعددة، لكن يجب أن نتذكر أن انهيار أي حضارة أمر معقد، وقد لا يكون ناتجًا من سبب واحد فقط. ورغم عدم وجود تفسير بسيط لانهيار (المايا الكلاسيكية)، فإن سرعة هذا الانهيار لا بد أن تكون قد نشأت من عامل خارجي شتت الشعب وجعله يعيش وضعًا فوضويًا، ما سبب تفككه التام لاحقًا.
يقدم لنا البحث في المناخ القديم دليلًا على معاناة المايا قرنين من الجفاف، امتدا بين 800 و1000م. اكتسبت نظرية الجفاف هذه تأييدًا عبر السنين، واستُنتج منها أن الجفاف سبّب سلسلةً من المعوقات التي لم يستطع شعب المايا التكيف معها، فبسبب هذا الجفاف العظيم عانت المايا كارثةً بيئية واضطرابًا سياسيًا ونظامًا اجتماعيًا متصدعًا، وأخيرًا خلقت هذه العناصر ظروفًا رهيبة لم تستطع المايا التغلب عليها، ما سبب انهيارها النهائي.
تزامن الانفجار السكاني مع طلب متصاعد على الموارد المُستهلَكة. اعتمد الناس دومًا على الموارد الطبيعية لبقائهم، وقد كان ازدهار المايا الثقافي والعمراني والاجتماعي مرتبطًا بسهولة وصولهم إلى الغابات الغنية التي أصبحت إزالتها ممارسةً شائعة، فقد أجهد شعب المايا الأرض، واستنزفوها بالزراعة واستهلاك أشجارها وقودًا، والبناء عليها، ما أدى إلى الجفاف العظيم. إن سرعة انتشار هذا الجفاف وشدته أمران فريدان، حتى مع أخذ تغير المناخ طبيعيًا بعين الاعتبار، ومن الواضح أن سوء الاستغلال البيئي سبّب تفاقمًا للجفاف، ووضع المايا على طريق الانهيار الحتمي.
دراسة المناخ القديم
تحتوي رواسب البحيرات على معلومات عن الظروف المناخية التي سادت في الماضي، وتُستعمل عينات اللُّب المستخرجة منها في تحليل تاريخ مناخ أمريكا الوسطى، ما يوفر رؤيةً تساعد على كشف غموض انهيار حضارة المايا الكلاسيكية. وقد أُخذت عينة من اللب بطول 335 سم يرجع عمرها إلى 1300 سنة من حوض (أغوادا زاكاتال) قرب (بيتين) في غواتيمالا، وقُسمت العينة إلى نطاقين: الثاني يمثل الفترة بين 695 و840 م، في حين يمثل الأول الفترة من 840 م حتى الوقت الحاضر.
يُستدل من سجل غبار الطلع على نشاط زراعي متزايد منذ سنة 695 م، دلالةً على زيادة الاستيطان، بعد أن كانت المنطقة مسكونةً سكنًا متواضعًا فيما مضى، وأكدت سجلات الفحم ذلك حين كشفت عن آثار نيران مصدرها -غالبًا- هو حرق الفلاحين للأرض تمهيدًا لزراعتها. أظهر التقرير أن الحقبتين الممثلتين بالعينتين كانتا متمايزتين بوضوح، وكان واضحًا أيضًا أثر النشاط البشري في البيئة، إذ ظهرت دلائل على إعادة التشجير بعد سنة 840م.
قدمت بحوث المناخ القديم -بواسطة تحليل الترسبات- مساهمات كبرى في مجال إثبات تأثير النشاط البشري في النظام البيئي لسهول المايا الجنوبية خلال الحقبة الكلاسيكية. في هذا الوقت، توسع الاستيطان البشري وتحددت العلاقة بين المايا والطبيعة، إذ أُخليت الأرض للزراعة، وقُطعت الأشجار للنجارة والوقود، وبدأ المشهد البيئي بالتغير، فلم تعد السهول الجنوبية مناسبةً لدعم سكان المايا الناهضين، ويرى البعض أن أسباب إزالة الغابات ليست متماثلة في جميع أنحاء المنطقة، لكن الإزالة ذاتها حقيقة لا شك فيها.
يبدو أنه من الممكن تقسيم وادي كوبان إلى منطقتين: الهضبة، وهي منطقة غابات تحتاج إلى إزالة أشجارها للسكن أو الزراعة. والتلال السفحية، وهي منطقة اعتُمد فيها على أشجار الصنوبر لوقود الطهي أو التدفئة. يُعَد هذا التمييز بين المنطقتين مهمًا، فهو يدل على أنه ليس من الضروري أن يكون سقوط المايا الكلاسيكية قد حدث بنفس الطرق أو في نفس الوقت، ومع أهمية هذه المعلومة، لا شك في أن الاحتياجات المتصاعدة التي سبّبها ازدهار مجتمع المايا، سبّبت بدورها نتائج كارثيةً للسهول الجنوبية وسكانها. فقد تلت إزالة الغابات تعرية التربة، التي جعلت الظروف الرهيبة التي واجهها شعب المايا أسوأ.
كانت بيئة سهول المايا الجنوبية فريدةً من نوعها، فيما يتعلق بتوفر العناصر المغذية لنمو النباتات في هيئة مواد مخزونة في الكتلة البيولوجية الحية، وكونها حساسة للتغيير. فإن اضطربت الدورة الطبيعية لتخزين المواد المغذية وإعادة تدويرها، خصوصًا بفعل النشاط البشري، فإن سلسلةً من الآثار المؤذية ستنطلق لتكون مدمرةً على المدى البعيد، ومنتجةً -باستمرار- لمحاصيل أقل. ولاحظ بعض الباحثين عددًا من السجلات المناخية القديمة من منطقة (بيتين) في غواتيمالا، فاستنتجوا أنه رغم وجود اختلافات مناطقية، كانت تعرية التربة أمرًا واضحًا.
اعتُقد أن وجود كميات كبيرة من طين المايا المترسب في هيئة ركام في قعر البحيرة، كان نتيجة زراعة المنحدرات بعد حرقها، وهو النشاط الذي تسبب في تسريع فقدان التربة للمغذيات. اتصفت الحقبة الكلاسيكية بنشاط زراعي متزايد فرض على شعب المايا تبنيهم تقنيات جديدة ليتكيفوا مع تعقيدات التربة، رغم أن بيانات تعرية التربة تُشير إلى تنوع أوقات ممارسة هذا النشاط الزراعي وأماكنه.
مارس معظم فلاحي المايا زراعة القطع والحرق، ومع النمو السكاني نمت الحاجة إلى البضائع، فتجاهل الفلاحون تدوير الأرض الضروري لمنع بوارها، وذلك تحت ضغط إنتاج مزيد من البضائع، فشهدت التربة مزيدًا من التدهور. كما قاد تفتت التربة وفقدان الرطوبة نتيجة إزالة الغابات إلى ظروف معيشية غير ملائمة، ومن الواضح أن هذه الظروف قد لعبت دورًا كبيرًا في الجفاف العظيم الذي ضرب السهول الجنوبية، مع أخذ التغيرات المناخية الطبيعية بعين الاعتبار.
قد يكون الجفاف أهم منعطف شهدته حضارة المايا الكلاسيكية في تاريخها، إذ أطلق الشرارة الأولى لفوضى مصائبها، وأعد الجفاف العظيم -وهو عامل خارجي لا يتحكم فيه الإنسان- المسرح للتقلبات السياسية والاجتماعية والاقتصادية. ثبت حدوث الجفاف العظيم من طريق أدلة عديدة مُستقاة من دراسة المناخ القديم، خصوصًا ما جرى منها على عينات البحيرة وصواعد الكهوف، وقد أُخذت العينات الصاعدة (الصواعد هي رواسب كلسية في أراضي المغارات والكهوف) بطول 92 سم من كهف (ماكال خاسم) في غرب دولة بليز (اختيرت لأن موقعها قرب مدخل الكهف جعلها حساسةً للظروف البيئية في خارجه). واستُنتج من ذلك أن الحقبة ما قبل الكلاسيكية (100-550 م) شهدت ظروفًا مناخيةً رطبة سمحت بتوسع المايا واستيطانها في المنطقة.
مالت الظروف المناخية إلى الجفاف بعد سنة 100 ق.م، ووُجدت آثار سلسلة من موجات الجفاف تزامنت أربع منها مع انخفاض سكاني لدى المايا: 141 م، و517 م، و780 م، و910 م، ومع أن بعض هذه الموجات لم تحصل خلال الحقبة الكلاسيكية، فهي تمثل العلاقة بين المايا واستجابتها للظروف الجافة. ولوحظت حقبة من الجفاف -في لب ترسبات البحيرة- امتدت بين سنتي 585 م و862 م (مع هامش خطأ 50 سنة أكثر أو أقل).
عُثر على هذه الحقبة في المنطقة الثانية من العينة اللُّبية (التي تغطي السنوات 280 – 1080 م)، ورغم إنها ليست جزءًا من حضارة المايا الكلاسيكية، لكنها تتزامن مع فجوة المايا التي استمرت بين 525-536 م، و590-681 م. تمثل فجوة المايا فترةً زمنية تراجع فيها البناء، وهُجرت بعض المناطق واضطربت أحوال المجتمع، والتشابهات بين هذا الجفاف وذاك الذي سبب انهيار المايا الكلاسيكية (سنة 862 م) واضحة ومتوافقة مع انحطاط المايا. لا شك في أن الجفاف -مترافقًا مع عوامل اخرى- كان سببًا وراء التعقيدات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والدينية، وهي التعقيدات التي واجهت المايا وقادتها إلى نهايتها.
عواقب الجفاف
لعب التدهور البيئي دورًا أساسيًا في سقوط المايا الكلاسيكية، يُظهر ذلك تاريخ الاستيطان والتقدم والممارسات الزراعية. وكانت شدة الظروف البيئية بقدر المشاكل المجتمعية التي ظهرت استجابةً لهذه الظروف، فإزالة غابات السهول الجنوبية، وتعرية التربة، وسلسلة موجات الجفاف التي عاناها الشعب، كلها أدت إلى تقهقر حضارة المايا، لكن استجابة السكان الخاطئة هي التي تسببت في انهيارهم.
تضاءلت قوة المجتمع، وانهارت الحضارة التي كانت -يومًا ما- مزدهرة، بسبب الظروف المناخية الموجودة سابقًا في سهول المايا الجنوبية، إذ هزت سلسلة الكوارث البيئية -التي أصابت شعب المايا- الأرض، فتداعت أهم المجالات الأساسية للمجتمع، وصارع الشعب الظروف البيئية المتغيرة، وبدأ يشك في استقرار إمبراطوريته وثباتها. ومع مرور الزمن وسوء الأحوال، فقد شعب المايا ثقتهم في حكامهم، وتشككوا في إيمانهم، فاستنزفوا أسباب معيشتهم.
يشير الدليل الأثري المؤرخ بالقرن السابع الميلادي إلى حقبة من النمو السياسي المتين والتقدم المتواصل، وبتزايد الهجرة وعدد السكان، خُلقت الحدود، وظهرت دول كبرى، إذ شجعت الأرض الزراعية الكافية الاستيطان الذي ترافق مع التقدم المجتمعي. ومع نجاح مدن المايا المدوي، أُقيمت أبنية معمارية عظيمة وأُسس نظام تراتبي واشتعلت المنافسة بين الدول. ومع نمو الدول ظهرت المنافسات بين المدن، ومن أمثلتها المنافسة بين مدينتي (تيكال) و(كالاكمول)، فإذا انتصرت إحدى المدينتين على الأخرى، استولى الحاكم المنتصر على المدينة المهزومة خالقًا وضعًا أكثر إرهاقًا للسكان. جعل هذا التقليد شعب المايا يتساءلون بشأن قيمة ولائهم، إذ لم يعد بقاء الحاكم في منصبه مؤكدًا.
تزامنت المنافسة العنيفة بين الدول القوية مع مسألة الظروف البيئية المتدهورة، التي خيمت على المنطقة، وهي مسألة توقع فيها الشعب من حاكمه أن يتدبر حل مشاكلها بوصفه متصلًا بالآلهة والأسلاف. وحين ضرب الجفاف العظيم المايا لجأ الشعب إلى الصلوات والطقوس الدينية وتقديم الأُضحيات، آملين أن يوقفوا الجفاف وينجوا من غضبه. في نفس الوقت كانت البيئة السياسية في سهول المايا الجنوبية متنوعة مع توترات موروثة من أواخر الحقبة الكلاسيكية. فاقمت هذه الأحداث من الظروف الصعبة التي كان شعب المايا يواجهها أصلًا، وفُقدت مكاسب المايا الحياتية مع تحطم البنية السياسية، فبدا المستقبل عابسًا.
تمركزت حياة المايا الكلاسيكية حول الفنون والعلوم والرياضات والدين، ومع تدهور البيئة والبنية السياسية، هُددت ثقافة المايا، وهُدد استمرار ازدهارهم. وبانتشار التهديد ازداد إحباط سكان مدن المايا، وبدأوا يشعرون بالعواقب على المستوى الشخصي، فلم يستطيعوا الحفاظ على محاصيلهم بسبب التدهور البيئي، وبزيادة الأحوال سوءًا ازداد ضعفهم ويقينهم بعدم قدرة الأجيال القادمة على مواجهة الحالة البيئية الكارثية التي تعيشها المنطقة.
إضافةً إلى ما سبق، وبسبب التدهور الحاد في بيئة المنطقة، انقرضت أنواع كثيرة، فانعدمت قدرة سكان المايا على الوصول إلى البروتين الضروري لهم، ما أدى إلى سوء التغذية والمجاعة. لعب الدين دورًا مهما في ثقافة المايا، إذ كرسوا الكثير من وقتهم لممارسة الطقوس والشعائر الدينية، لكن إيمانهم بدأ ينهار في ظل ما شهدوه من ظروف. إن انهيار مجتمع ما، سواء كان حثيثًا أو تدريجيًا، يكون ملحوظًا مع توالي الأجيال، ومع تمييزنا للاختلافات المناطقية، تزايد ضعف المايا مع مرور السنين.
ساهم التدهور البيئي بالتأكيد في المشاكل المجتمعية التي واجهت سكان المايا في الحقبة الكلاسيكية في السهول الجنوبية، ويبدو أن المأزق المأساوي الذي وُضعوا فيه جعل انهيار حضارتهم حتميًا. تفسخ النظام السياسي أساسًا بسبب المنافسة وفقدان الثقة في الحاكم، تلاه تساؤل شعب المايا في أمر وجودهم نفسه، جراء فقدان الإيمان ومشاهدة كل تلك القوى الخارجية تهدد معيشتهم.
حين نما عدد سكان المايا وازدهروا في حضارة نشيطة، ازداد الطلب على السلع ما أدى إلى استغلال الموارد، وقادت احتياجات الكتل الاستيطانية والطلب على الوقود والأخشاب وتطور الزراعة إلى إزالة الغابات بفظاعة، وكانت النتيجة تعرية للتربة سببها سوء إدارة الممارسات الزراعية واستنزاف النظام البيئي.
بدأت هذه الأوضاع سلسلةً من ردود أفعال شعب المايا، ساهمت بدورها في مزيد من الاضمحلال. كانت البنية السياسية لمجتمع المايا الكلاسيكية تواجه -أصلًا- منافسةً عنيفة، تزايدت مع مرور الوقت ونمو المدن. إضافةً إلى ذلك، عُدَّ الوضع البيئي المخيف أمرًا ترجع مسؤوليته إلى الآلهة، ومن ثم إلى حاكم المايا، فلما ساء الوضع أكثر بدأ الشك يلقي بظلاله على شرعية الحكام، وإيمانهم الديني، بل مسألة وجودهم نفسه.
المناقشة
إن البحث في سقوط المايا الكلاسيكية خلال القرنين الثامن والتاسع مناقشة متعددة الاختصاصات، وهي تجري منذ سنوات. اعتمد الناس -الآن وفي الماضي- على الأرض كي يعيشوا، والطبيعة هي المتحكمة في العالم والوجود الإنساني معًا، كما تشهد حضارة المايا الكلاسيكية. هذا النقاش القديم حول علاقة الإنسان بالطبيعة طويل ومعقد، لكن لا يجوز إقصاؤه من الذهن عند البحث في سلسلة الأحداث التي تلت التدهور البيئي في سهول المايا الجنوبية. ورغم كل المساهمات المعتبرة من حقلي علم المناخ القديم وعلم الآثار، لم يحدث اتفاق عالمي بشأن سبب سقوط المايا الكلاسيكية، وأيضًا فإن الأدلة المتعلقة بمصير ملايين البشر الذين استوطنوا السهول الجنوبية معدومة، هل ماتوا أم هاجروا شمالًا؟
الأرجح هو إمكانية حدوث الاحتمالين معًا: هاجر بعض سكان المايا، وبقي بعضهم في مدنهم يحاولون التغلب على الصعاب، لكنهم فشلوا فمات -في النهاية- أكثرهم. إن سقوط المايا اللاحق مرتبط بالعوامل البيئية والاجتماعية معًا، لكن لا خلاف على أن البيئة المتدهورة هي ما خلق الوضع الحرج الذي تتابعت فيه حلقات سلسلة الأحداث الكارثية اللاحقة.
وفي حين حدثت تغيرات مناخية طبيعية إبان الحقبة الكلاسيكية في سهول المايا الجنوبية، يشير عدد كبير من الأبحاث إلى التأثير الأساسي لمستوطنات المايا وتعقد حضارتها ونشاط سكانها على المنطقة ونظامها البيئي. يمكن تفسير سقوط المايا الكلاسيكية بالجفاف العظيم الذي ضربها وآثاره اللاحقة. يحتاج الناس -بالطبع- إلى استخدام الموارد التي توفرها الأرض، حتى يبقوا على قيد الحياة، لكن من الضروري فعل ذلك بحذر شديد، إذ إن هذه الموارد ليست أبدية. وختامًا علينا النظر نحن والأجيال القادمة، إلى التحذير الذي أرسله إلينا انهيار حضارة المايا الكلاسيكية: لا ينفصل البشر عن عالم الطبيعة، بل هم جزء منه.
اقرأ أيضًا:
حضارة المايا أكثر تعقيدًا مما اعتقدنا
الزراعة المكثفة سبّبت تفاقم الجفاف في مدينة من مدن المايا القديمة.
ترجمة: الحسين الطاهر
تدقيق: عبد الرحمن عبد
مراجعة: أكرم محيي الدين