يونيو الماضي، قام فريق من علماء الفلك المسلح بشبكة من التلسكوبات عبر العالم برصد جسم مضيء على غير العادة ، وعند إجراء مزيد من التحقيق، اكتشفوا أنهم قد عثروا على المتعر الأعظم الأقوى على الاطلاق. و ما هو أكثر من ذلك، أن الخبراء يعتقدون أننا قد لا نرى مستعر أعظم مضيء بهذا الشكل مرة أخرى.
المستعر الأعظم هو نوع من الإنفجارات الكونية التي تولدها النجوم عالية الكتلة، و التي تكون في العادة قد إقتربت من نهاية حياتها. الإنفجار يقضي على معظم النجوم وكذلك أي شيء قريب منها . متوسط المستعر الأعظم الخاص يولد ما يقرب من 10 للقوة 44 جول من الطاقة تقريبا نفس القيمة التي تنتجها شمسنا في أكثر من 10 مليار سنة . مستعر أعظم فائق مضيئ واحد ، مثل ما تم محاورته هنا، يمكن أن ينفجر مع ما يصل إلى 50 مرة أكثر من الطاقة التي ينتجها إنفجار المستعر الأعظم العادي.
أما بالنسبة للمستعر الأعظم الفائق المضيئ، و الذي يدعى ASASSN-15lh، فهو لم يحطم الرقم القياسي لأقوى مستعر أعظم فحسب.. أنما طمس ذلك وفاق متوسط المستعر الأعظم بمئتي مرة، كما أفاد الفريق في ورقة نشرت في مجلة science .
ولسوء الحظ ، نحن لا يمكننا أبدا أن نأمل بأن نرى هذا الانفجار بالعين المجردة لأن مصدره بعيد جدا – انه قادم من مجرة تبعد عنا 3.8 مليار سنة ضوئية.
وقامت شبكة التلسكوبات، واسمها ” المسح الآلي الكلي لسماء المستعر الأعظم (ASASSN) ” ، بملاحظة هذا المستعر الأعظم و هي بالأصل معنية للتعرف على الأجسام اللامعة مثل هذه، و كما و اكتشفت أكثر من 250 مستعر أعظم آخر .
وفي قمة ذروة لمعان المستعر الأعظم العظيم هذا، قام العلماء باحتساب قوة الإشعاع له، وكان الإشعاع أقوى من إشعاع شمسنا بحوالي 570 مليار مرة، ولتوضيح مدى ضخامة الرقم تخيل أن نجمع 100 مليار نجم من مجرتنا درب التبانة لحساب قوة لمعانها معاً، ومع ذلك سيكون لمعان المستعر الأعظم الضخم أكبر ب20 مرة
”
يقول البروفيسور في جامعة اوهايو كريزيستوف ستانك: “علينا التساؤل كيف أن هذا ممكناً، مع العلم أن إشعاع مثل هذا يحتاج إلى كمية هائلة من الطاقة التي لا بد أن تأتي من مكان ما”
جاء تساؤل ستانك في قلب اللغز الذي حير العلماء لأكثر من عقد من الزمن، فهم في البداية شرعوا بالبحث في السماء عن احداث لإشعاعات قوية لمعرفة ما العملية الفيزيائية التي تسبب الإنفجارات في الفضاء
بشكل عام، فإن العلماء يعتقدون بأنهم على معرفة جيدة عن أسباب حدوث المستعرات العظيمة العادية، لكن عندما يتطرق الأمر إلى المستعرات العظيمة الضخمة، فإنهم يقفون في حيرة من أمرهم.
“الإجابة الصريحة في مثل هذا التوقيت عن مثل هذا السؤال أننا فعلياً لا نعرف ما هو مصدر الطاقة و القوة للمستعر الأعظم هذا” يعقب سابو دونغ، بروفيسور في علم الفلك في جامعة بكين
نظرية أخرى مفادها أن نوعا من النجوم دو كثافة عالية جدا، تدعى بالنجوم النيوترونية، و هي المصدر الرئيسي (للشيء)، كما و النجوم النيوترونية هي من أكثر الأجرام السماوية كثافة في الكون، ويعتقد أنها ما يتبقى من النجم بعد المرور بمرحلة المستعر الأعظم
ويعتقد ان العديد من النجوم النيوترونية تدور حول محورها – بنفس الطريقة التي تدور بها الأرض حول محورها. وفي بعض النجوم النيوترونية، يكون الدوران سريع بحيث يولد مجالات مغناطيسية قوية. ويسمي الفلكيون هذه االنجوم ” magnetars “.
نظرية واحدة هي أن الحقول المغناطيسية للmagnetars قوية بحيث يمكن ان تزود بالطاقة اللازمة لتوليد لمعان شديد من المستعرات العظيمة الضخمة . لكن إذا كان هذا هو الحال، فإن ذلك يعني أنه من أجل إنتاج نوع لمعان يرى من ASASSN-15lh،ف سيتعين على ال magnetars أن تدور 1000 مرة في الثانية.