يفقد من يعانون من انعدام التلذذ اهتمامهم بالتجارب التي كانوا يستمتعون بها سابقًا وتنخفض قدرتهم على الاستمتاع، وهو عرض رئيسي للاضطراب الاكتئابي ولكنه قد يكون عرضًا لاضطرابات نفسية أخرى. وبعض ممن يعانون انعدام التلذذ ليست لديهم أي أمراض نفسية.
الأعراض
هناك نوعان رئيسيان لانعدام التلذذ: اجتماعي وجسدي.
انعدام التلذذ الاجتماعي هو فقدان الاهتمام بالتواصل الاجتماعي وعدم الاستمتاع بالمواقف الاجتماعية. بينما انعدام التلذذ الجسدي هو عدم القدرة على الشعور بالمتع الحسية كالأكل واللمس والجنس.
من أعراضه:
- الانسحاب الاجتماعي.
- قلة العلاقات والانسحاب من العلاقات السابقة.
- مشاعر سلبية تجاه الذات والآخرين.
- انخفاض القدرات العاطفية، قلة التعابير اللفظية وغير اللفظية مثلًا.
- صعوبة التأقلم مع المواقف الاجتماعية.
- الميل إلى إظهار مشاعر مزيفة، كالتظاهر بالسعادة في حفل زفاف.
- فقدان الشهوة الجنسية أو قلة الاهتمام بالحميمية الجسدية.
- مشاكل جسدية مستمرة كتكرار الإصابة بالأمراض.
الأسباب
انعدام التلذذ من أعراض الاكتئاب الجوهرية، ولكن لا يعاني بالضرورة كل مرضى الاكتئاب من انعدام التلذذ. وقد تسببه بعض الأدوية الموصوفة لعلاج الاكتئاب كمضادات الاكتئاب ومضادات الذهان خاصة.
الشيزوتيبيا هي نظرية سايكولوجية مفادها أن بعض الصفات قد تكون عوامل خطورة للإصابة بالاضطرابات الذهانية كالفصام. وانعدام التلذذ الاجتماعي هو عامل خطورة للإصابة بالفصام.
قد يحدث انعدام التلذذ نتيجة تعاطي المخدرات أو القلق والتوتر الكبيرين.
عوامل الخطورة
إن التاريخ العائلي للاكتئاب أو الفصام يزيد من خطورة الإصابة بانعدام التلذذ، ومن العوامل الأخرى:
- حدث مسبب للتوتر أو الصدمة.
- تاريخ من التعرض للإهمال أو إساءة المعاملة.
- مرض يؤثر على نوعية الحياة.
- مرض خطير.
- اضطرابات الأكل.
النساء معرضات للإصابة بانعدام التلذذ أكثر من الرجال.
التشخيص
قد يسأل الطبيب بعض الأسئلة عن المزاج العام، ويفضل كتابة قائمة للأعراض قبل رؤية الطبيب، فذلك يساعد الطبيب في فهم أفضل للمشكلة ويشخصها بدقة.
قد يجري الطبيب فحصًا جسديًا لاستبعاد المشاكل الجسدية، وقد يطلب تحاليل خاصة بعوز الفيتامينات أو الغدة الدرقية التي قد تكون سببًا لاضطرابات المزاج.
العلاج
يصعب علاج انعدام التلذذ إذ يجب علاج الاضطراب النفسي المسبب له أولًا.
خطوة العلاج الأولى هي تلقي المساعدة الطبية الاختصاصية، قد يكون مقدم الرعاية الصحية الأولي الخيار الأول لاستبعاد مشاكل صحية تسبب انعدام التلذذ، ثم يُحوّل المريض إلى اختصاصي نفسي عند غياب المشاكل الجسدية.
من الضروري وجود علاقة جيدة بين المريض والمعالج، وقد يقوم المريض بعدة استشارات مع اختصاصيين نفسيين مختلفين قبل تحديد العلاج الملائم.
قد يتضمن العلاج بعض الأدوية كمضادات الاكتئاب، أو أدوية أخرى في حالات مختلفة. يجب الالتزام بتناول الأدوية وإخبار المعالج عن الآثار الجانبية المزعجة لتعديل الجرعة الموصوفة. تختلف تأثيرات الأدوية باختلاف الأشخاص، فالدواء الذي يفيد شخصًا ما قد لا يفيد شخصًا آخر.
العلاج بالصدمات الكهربائية هو علاج الاكتئاب الأكثر فعالية، وقد يستخدم في بعض الحالات، ولكن الخبراء يفضلون إبقاءه خيارًا أخيرًا خاصة لدى من يعاني من اكتئاب غير معقد، وفيه يثبت الطبيب أقطابًا كهربائية على رأس المريض ويمرر فيها تيارًا كهربائيًا يسبب نوبة دماغية صغيرة ويكون المريض مخدرًا تخديرًا عامًا خلال العملية التي تجرى عادة عندما لا تنجح العلاجات الأخرى.
التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة يوجه حقلًا مغناطيسيًا لتحفيز الخلايا الدماغية، ويستخدم فيه تيار كهربائي أصغر من المستخدم في العلاج بالصدمة الكهربائية ولا يتطلب تخديرًا عامًا. ويستخدم هذا العلاج أيضًا لدى مرضى الاكتئاب غير المستجيبين للعلاجات الأخرى.
الخيار العلاجي الأخير هو تحفيز العصب المبهم، يزرع فيه جهاز طبي يشبه الناظمة القلبية في صدر المريض يرسل إشارات كهربائية منتظمة إلى الدماغ لتحفيزه وهو يستخدم كالعلاجين السابقين لدى المرضى الذين لا يستجيبون للعلاجات الأخرى.
الخلاصة
إن فقدان الشعور بالمتعة يؤثر على نوعية الحياة، وتجب استشارة الطبيب فورًا عند الشعور بذلك. يجب البدء بالشعور بالاستمتاع عند بدء العلاج إذ يختفي انعدام التلذذ عند معالجة الاكتئاب.
اقرأ أيضًا:
الاكتئاب: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
الفصام: الأعراض والأسباب والعلاج
ترجمة: ليلان عمر
تدقيق: سمية المهدي
