يملك جميع البشر هرمون التستوستيرون في أجسادهم. يشكل التستوستيرون لدى الإناث جزءًا صغيرًا من الهرمونات لديهن، لكنه مع ذلك يؤدي دورًا بالغ الأهمية.

يساهم التستوستيرون لدى الإناث في:

  • صحة العظام.
  •  الوظيفة الإدراكية.
  •  مستويات الطاقة.
  •  المزاج.
  •  الكتلة العضلية.
  •  صحة المبيضين.
  •  الرغبة الجنسية.

يعد التستوستيرون أحد الأندروجينات -الهرمونات الجنسية، وينتجه المبيضان والغدد الكظرية. يؤثر انخفاض مستويات التستوستيرون في المزاج، والرغبة الجنسية، وصحة الجهاز الحركي. لا يتلقى نقص هرمون التستوستيرون لدى الإناث الاهتمام الكافي.

تقول مختصة الغدد الطبيبة ديفيا يوغي-مورين: «قد تكون مستويات هرمون التستوستيرون منخفضة في الدم لدى إحدى السيدات، لكن لا يوجد حتى الآن حالة تُعرف بنقص التستوستيرون لدى النساء. يمثل هذا الموضوع نقاشًا لا يزال محتدمًا في كل من مجالي الغدد والطب العام منذ سنوات عدة».
يسبب انخفاض هرمون التستوستيرون أعراضًا ظاهرة قابلة للعلاج أحيانًا، وإن لم يعترف بها حتى الآن حالةً طبية بالفعل.

أعراض انخفاض التستوستيرون لدى النساء:

وضحت الطبيبة يوغي-مورين أن أعراض انخفاض التستوستيرون قد تكون خفية، لكن لا يعني ذلك أن لا داعي لعلاجها. ما يلي بعض أعراض انخفاض مستويات التستوستيرون الأكثر شيوعًا:

انخفاض الرغبة الجنسية (الخلل الجنسي)

يمثل انخفاض الرغبة الجنسية العرض الأكثر شيوعًا لانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، ويتضمن:

  •  قلة الأفكار والتخيلات الجنسية.
  •  صعوبة الوصول إلى اللذة الجنسية.
  •  اضطراب البرود الجنسي، الذي يصيب نحو 10% من النساء الأمريكيات.
  •  قلة الإفرازات المهبلية.

تشجع الطبيبة يوغي-مورين النساء اللائي يواجهن أعراض انخفاض الرغبة الجنسية بزيارة الطبيب. قد يشير انخفاض الرغبة الجنسية إلى بعض الأمراض المزمنة مثل السكري أو اضطرابات الغدة الدرقية. يهدف الطبيب حينها لاستبعاد الإصابة بهذه الأمراض في سبيل إيجاد العلاج المناسب.

تقول: «لا يُعد انخفاض الرغبة الجنسية أمرًا يحب الناس التحدث عنه، وذلك رغم شيوعه بين النساء. ينصح الأطباء مرضاهم باستشارات الصحة العقلية عوضًا عن النظر في الأسباب الجسدية الكامنة وراء الخلل الجنسي، حتى حين يتشجع المريض أخيرًا للتحدث عن مشكلاته. يؤدي انخفاض مستوى التستوستيرون وغيره من الهرمونات دورًا مهمًا في الرغبة الجنسية، إذ يجب تقييم مستويات الهرمونات هذه بالكامل ودوريًا».

مشكلات الصحة العقلية:

يسبب انخفاض مستويات التستوستيرون أعراضًا مبهمة تحاكي أعراض بعض الاضطرابات العقلية. قد يؤدي الخلل الجنسي المرافق لانخفاض مستوى هرمون التستوستيرون إلى الإصابة بمشكلات الصحة العقلية.

قد يشعر من يعاني انخفاض مستويات التستوستيرون بـ :

  •  القلق.
  •  الاكتئاب.
  •  الانفعال.
  •  الإرهاق.
  •  تقلب المزاج.

تراجع القدرة الإدراكية:

يمثل كل من الخلل الجنسي والاضطرابات العقلية العرضين الأكثر شيوعًا لانخفاض مستويات التستوستيرون لدى النساء، لكنهما ليسا العرضين الوحيدين.

بينت الدراسات أن التستوستيرون قد يحمي الدماغ من تراجع القدرة الإدراكية وخطر الإصابة بالخرف. قد يؤدي انخفاض مستوياته إلى حالة من الضياع وفقدان التركيز.

تشير الطبيبة يوغي-مورين: «يواجه بعض الناس صعوبة في التركيز بمهامهم اليومية نتيجة هذا النقص، وذلك رغم كونه عرضًا غير شائع لانخفاض التستوستيرون».

تتضمن بعض الأعراض الأقل شيوعًا:

  •  جفاف البشرة.
  •  التعب والوهن.
  •  الضعف العضلي.
  •  تساقط الشعر.
  •  صعوبات النوم.

ما أسباب انخفاض مستوى التستوستيرون لدى النساء؟

معرفة الأسباب الكامنة وراء انخفاض مستويات التستوستيرون ضرورة لاختيار العلاج الأنسب. قد تنخفض مستويات التستوستيرون بسبب:

العمر:

تنتج الإناث ثلاثة أضعاف كمية التستوستيرون والبروجسترون قبل سن انقطاع الطمث، على هذا يمثل العمر أحد أشيع أسباب انخفاض التستوستيرون. يتناقص إنتاج التستوستيرون، مثل الإستروجين، طبيعيًا مع التقدم في العمر، تدريجيًا منذ الدورة الطمثية الأولى وحتى انقطاع الطمث.

ينخفض مستوى الإستروجين إلى النصف ببلوغ الأنثى 40 عامًا، في حين تستقر مستويات هرمون التستوستيرون بعد انقطاع الطمث.

استئصال المبيضين

يعتمد الجسم في إنتاج معظم التستوستيرون على عضوين، هما الغدد الكظرية والمبيضين. تضطر بعض النساء لاستئصال المبيضين لعلاج مرض ما أو لتقليل خطر إصابتهن بالسرطان.

وضحت الطبيبة يوغي-مورين: «تخسر المرأة أحد مصانع التستوستيرون في جسدها عند إجراء عملية استئصال للمبيضين، ما يسبب انخفاض مستوى التستوستيرون عن الطبيعي».

قصور الكظر

تساهم الغدد الكظرية بإنتاج جزء كبير من التستوستيرون وغيره من الهرمونات الأخرى في الجسم. يؤدي قصور الكظر لانخفاض تصنيع الهرمونات، ومنها التستوستيرون.

قد تسبب كل من أمراض المناعة الذاتية أو الإيقاف المفاجئ للأدوية الستيروئيدية حدوث القصور الكظري.

اضطرابات الغدة النخامية

الغدة النخامية غدة بحجم حبة البازلاء توجد في قاعدة الدماغ، وتنتج الهرمونات التي توجه غدد الجسم لإنجاز مهامها. تؤثر اضطرابات الغدة النخامية في عمل الهرمونات المسؤولة عنها. إحدى هذه الغدد الغدة الكظرية، التي تصنع هرمون التستوستيرون.

«قصور النخامية مرض نادر يتمثل بانخفاض فعالية الغدة النخامية. لا تفرز الغدة النخامية هرموناتها الموجهة بصورة وكميات صحيحة، ما يعيق عمل الغدد الكظرية، ما يفسر كون انخفاض هرمون التستوستيرون أحد أعراض هذا القصور».

الأدوية

قد يشكل انخفاض مستويات التستوستيرون أحد الأعراض الجانبية لبعض الأدوية مثل:

  •  مانعات الحمل الفموية: تهدف هذه الحبوب لتقليل مستويات الإندروجيات في الجسم، ومنها التستوستيرون.
  •  الستيروئيدات القشرية: تثبط هذه الأدوية تصنيع التستوستيرون عند تناولها على المدى الطويل.

أشارت الطبيبة يوغي-مورين: «قد يقلل أي نوع من أنواع الأدوية المحتوية على الإستروجين من مستويات التستوستيرون في الجسم، وإن وُجِد الأول بكميات قليلة مثل العلاج بالهرمونات البديلة المستخدم بعد سن انقطاع الطمث. يوجه ذلك النساء اللائي يعانين أعراض انخفاض التستوستيرون ويتناولن أدوية تحوي الإستروجين إلى أن الأدوية هي السبب الكامن وراء هذا النقص».

كيف يُشخَّص انخفاض مستوى التستوستيرون لدى النساء؟

قد يصعب تشخيص انخفاض التستوستيرون لدى النساء. لا تُشخَّص غالبًا هذه الأعراض، أو تشخص بصورة غير صحيحة، وذلك لأنها تحاكي أعراض اضطرابات أخرى مثل:

  •  القصور الكظري.
  •  فقر الدم أو عوز الحديد.
  •  قصور الغدة النخامية.
  •  الاضطرابات العقلية.
  •  فترة ما قبل انقطاع الطمث.

يستعين الطبيب باختبارات دم لقياس مستوى الأندروجينات فيه. تصعّب التغيرات الهرمونية التشخيص الدقيق لنقص الأندروجينات. يتراوح المستوى الطبيعي لهرمون التستوستيرون لدى النساء بين 15 و70 نانوغرام في الديسيلتر، إذ يتبدل مستواه بالدم في هذا المجال تبعًا للعمر والعوامل الصحية الأخرى.

علاج انخفاض التستوستيرون لدى النساء:

لم توافق منظمة الغذاء والدواء الأمريكية حتى الآن على أي علاج بديل لهرمون التستوستيرون لمعالجة النساء المصابات بنقصه.

تقول الطبيبة يوغي-مورين: «قد تحقق علاجات التستوستيرون الاستجابة المرجوة، إذ تزيد من الرغبة الجنسية. لكنها تترافق ببعض الأعراض الجانبية، مثل زيادة حب الشباب، ونمو الشعر، والاضطرابات المزاجية. لا تزال المعلومات حول أمن وفعالية علاج هرمون التستوستيرون للنساء محدودة للغاية، ولا توجد أي بيانات حول الاستخدام طويل الأمد لها».

تتمثل الطريقة الأكثر فعالية لعلاج انخفاض مستوى التستوستيرون بعلاج السبب، مع الأخذ بعين الاعتبار أن بعض الأسباب مثل التقدم بالعمر لا تعالج. يهدف الأطباء لعلاج الأعراض إذا لم يستطيعوا علاج الأسباب، مثل علاج:

  •  الخلل الجنسي: بعلاجات استبدال الإستروجين المهبلية، ومضادات الاكتئاب، والأندروجينات الموضعية سوى التستوستيرون.
  •  الاضطرابات العقلية: تستفيد المريضات عادة من العلاج السلوكي المعرفي والأدوية.

«لا يسبب نقص التستوستيرون عواقب خطيرة ما دامت الهرمونات الأخرى لا تزال ضمن المجال الطبيعي، خصوصًا غيره من الأندروجينات. تنصح النساء باتباع الإرشادات الموصى بها للصحة الوقائية المخصصة لكل فئة عمرية، خصوصًا اختبارات الكثافة العظمية وفحص هشاشة العظام، نظرًا إلى دور التستوستيرون المهم في صحة العظام وقوتها».

اقرأ أيضًا:

انخفاض هرمون التستوستيرون قد يؤثر في صحة القلب ويزيد من خطر الوفاة

وسائل منع الحمل الجديدة للذكور لا تؤثر في مستويات الرغبة الجنسية أو هرمون التستوستيرون

ترجمة: رهف وقّاف

تدقيق: ريم الجردي

المصدر