نفخة البطن -أو الانتفاخ- مصطلح طبي يشير إلى خروج الغازات الموجودة في الجهاز الهضمي عبر فتحة الشرج، وتُعرف أيضًا بإطلاق الريح. وهي عملية طبيعية، تحدث عند تراكم الغازات في الجهاز الهضمي بإحدى طريقتين:
- دخول غازي الأكسجين والنيتروجين إلى القناة الهضمية في أثناء البلع.
- تكوُّن غازات ثاني أكسيد الكربون والميثان والهيدروجين نتيجةً للهضم.
أسباب انتفاخ البطن:
تراكم الغازات في الجهاز الهضمي أمر طبيعي، إذ يطلق الشخص العادي الريح نحو 10 مرات في اليوم. لكن إذا زاد إطلاق الريح واستمر مدةً من الوقت فقد يدل على الإصابة بانتفاخ زائد، ولذلك عدة أسباب:
1- ابتلاع الهواء:
يُعَد ابتلاع القليل من الهواء عند تناول الطعام أو شرب الماء أمرًا طبيعيًا، لكننا قد نُصاب بالانتفاخ الزائد عند ابتلاع كميات كبيرة من الهواء، ما يسبب التجشؤ أحيانًا.
من أسباب ابتلاع الهواء:
- مضغ العلكة.
- التدخين.
- عادة مضغ الأشياء كأغطية الأقلام.
- المشروبات الغازية.
- تناول الطعام بسرعة.
2- النظام الغذائي:
تؤدي بعض الأغذية إلى تراكم الغازات في الجهاز الهضمي، مثل:
- الفاصوليا.
- الكرنب (الملفوف).
- البروكلي.
- الزبيب.
- العدس.
- الخوخ.
- التفاح.
- الأطعمة الغنية بالسوربيتول أوالفركتوز (سكر الفاكهة) مثل عصائر الفواكه.
يستغرق هضم هذه الأطعمة وقتًا طويلًا، ما يسبب وجود الغازات كريهة الرائحة. أيضًا فإن الجسم لا يمتص بعض الأطعمة امتصاصًا كاملًا، فتعبر من الأمعاء إلى القولون دون أن تُهضم، ويحتوي القولون كميات كبيرة من البكتيريا، التي تفكك الطعام وتُنتِج غازات تتراكم مسببةً انتفاخ البطن.
أسباب النفخة المفرطة ومضاعفاتها:
قد يرجع الانتفاخ إلى أسباب أخرى سوى تناول الأطعمة الغنية بالسكريات والكربوهيدرات أو دخول الهواء إلى مجرى الطعام، مثل حالات طبية معينة، تتراوح بين حالات مؤقتة ومشاكل هضمية أكثر تعقيدًا، منها:
- الإمساك.
- التهاب المعدة والأمعاء.
- عدم تحَمُّل بعض أنواع الأطعمة، مثل اللاكتوز.
- القولون العصبي.
- داء كرون.
- داء السكري.
- الداء الزلاقي (البطني).
- اضطرابات الأكل مثل فقدان الشهية أو فرط الشهية.
- التهاب القولون التقرحي.
- متلازمة الإغراق أو الإفراغ السريع.
- الارتجاع المَعِدي المريئي.
- التهاب البنكرياس المناعي.
- القرحة الهضمية.
علاج انتفاخ البطن:
توجد عدة طرق لعلاج انتفاخ البطن حسب سبب الانتفاخ، وتوجد أيضًا بعض العلاجات المنزلية، مثل:
- الحمية الغذائية: بالتقليل من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات صعبة الهضم، أو استبدالها بكربوهيدرات يسهل هضمها، مثل الأرز والبطاطس والموز.
- تسجيل كل ما تتناوله على مدار اليوم، لتعرف الأغذية التي تسبب الانتفاخ فتتجنبها، أو تتناولها بكميات أقل مستقبلًا.
- تناول عدد أكبر من الوجبات الصغيرة: تناول 5-6 وجبات صغيرة في اليوم بدلًا من 3 وجبات كبيرة، لتسهيل الهضم.
- مضغ الطعام جيدًا: تجنب كل ما يسبب دخول الهواء إلى القناة الهضمية، كابتلاع الطعام دون مضغه جيدًا، والتدخين ومضغ العلكة.
- ممارسة الرياضة: تساعد التمارين الرياضية على تحسن عملية الهضم ومنع الإصابة بالانتفاخ.
- تناول الأدوية المُتاحة دون وصفة طبية: مثل أقراص الكربون التي تمتص غازات الجهاز الهضمي، ومضادات الحموضة، والمكملات الغذائية مثل ألفا جالاكتوسيديز. لكن مفعول هذه الأدوية مؤقت وتُعطي إحساسًا مؤقتًا بالراحة.
متى تجب استشارة الطبيب؟
تجب استشارة الطبيب عند الإصابة بانتفاخ غير مبرر، أو إذا صاحب الانتفاخ أحد الأعراض التالية:
- تورُّم في البطن.
- ألم في البطن.
- قيء.
- إسهال أو إمساك.
- فقدان مفاجئ في الوزن.
- حرقة المعدة.
- دم في البراز.
التشخيص:
يجري الطبيب فحصًا سريريًا ويسأل المريض عن أعراضه، متى بدأت، وما هي محرضاتها، ويطلب في بعض الأحيان تحليلًا للدم للتأكد من خلو الجسم من الالتهابات أو حالات عدم تحمل الطعام، أو أي مشاكل صحية أخرى قد تسبب الانتفاخ.
ينصح الطبيب بعد ذلك باتباع الخطوات المذكورة آنفًا، كتسجيل ما تتناوله من طعام وتغيير النظام الغذائي، أو استشارة اختصاصي تغذية لو لزم الأمر. ثم يصف علاجًا عند تحديد سبب الانتفاخ، أو يطلب المزيد من التحاليل والفحوص لضمان تشخيص أدق للحالات الشديدة.
تجنُب انتفاخ البطن:
يمكن تجنُب انتفاخ البطن بتناول الأطعمة التي لا ينتج من هضمها الكثير من الغازات، مثل:
- اللحوم والدواجن والأسماك.
- البيض.
- الخضراوات، مثل الطماطم والخس والكوسا والبامية.
- الفواكه، مثل التوت والعنب والشمام والأفوكادو.
- الكربوهيدرات: الخبز الخالي من الغلوتين، والأرز.
تختلف أجسامنا في درجة تحمُّلها لأنواع الطعام المختلفة، لذا نحتاج أحيانًا إلى تغيير حمياتنا الغذائية لتجنب الإصابة بانتفاخ البطن.
تأثير الانتفاخ على المدى البعيد:
لا توجد آثار سلبية بعيدة المدى لعدم علاج انتفاخ البطن، لكن قد تزداد الحالة سوءًا إذا كان سبب الانتفاخ مشكلات هضمية أو عدم تحمل الطعام، وقد تظهر أعراض إضافية عند إهمال العلاج.
قد تسبب الإصابة بالانتفاخ مشكلات أخرى، مثل الحرج الاجتماعي أو الاضطرار إلى تغيير العادات الغذائية، وقد تؤثر سلبًا في المزاج عندما تجبرنا على تغيير نمط حياتنا تغييرًا جذريًا.
من الضروري الالتزام بحمية غذائية صحية، ومراجعة الطبيب لو أحسست أن انتفاخ البطن يؤثر سلبًا في حياتك.
اقرأ أيضًا:
هل عليك القلق بخصوص نفخة البطن؟
ترجمة: محمود مرزوق
تدقيق: وئام سليمان
مراجعة: أكرم محيي الدين