تمكنت امرأة فرنسية بنجاح من الحمل والإنجاب؛ فأصبحت أول امرأة تتمكن من ذلك عن طريق تقنية (الإنضاج المخبري) In vitro maturation بعد أن أصيبت بالعقم عقب تلقيها العلاج الكيميائي للسرطان.
شُخصت المرأة التي لم يُفصَح عن اسمها في سن التاسعة والعشرين بسرطان الثدي الغازي للأقنية invasive ductal carcinoma من الدرجة الثالثة، وكان موجبًا لمستقبلات الإستروجين والبروجيستيرون.
عادة ما تُحفظ البويضات وتُجمد قبل بدء العلاج الكيميائي لإعادة تخصيبها لاحقًا، لكن هذه الطريقة تتطلب استخدام علاج هرموني لتحفيز المبيض، وعلى الجانب الآخر، يحمل هذا الخيار مخاطر كثيرة (في حالات كحالة هذه المريضة مثلًا)؛ إذ تؤدي هذه الهرمونات إلى تنشيط الورم السرطاني.
تمكّن الأطباء من الحصول على سبع بويضات غير ناضجة من مبيض المريضة في ستة أيام من وقت تشخيصها دون الحاجة لإخضاعها للعلاج الهرموني الذي قد يستغرق الكثير من الوقت، ما يزيد نشاط السرطان؛ لذا تم إنضاج البويضات لاحقًا في مزرعة مخبرية تحتوي على الهرمونات اللازمة لإتمام هذه العملية قبل تجميدها وحفظها في نيتروجين سائل.
اكتشفت المرأة بعد خمس سنوات عند تعافيها من سرطان الثدي أنها فقدت القدرة على الإنجاب نتيجة للعلاج الكيميائي؛ فلم يكن بمقدور الأطباء استخدام العلاجات الهرمونية لتحفيز المبيض على إنتاج بويضات؛ لأن ذلك يحمل خطورة معاودة السرطان للمريضة؛ لذا لجؤوا إلى إخصاب خمس من البويضات التي جُمدت سابقًا بفضل عملية يطلَق عليها (حقن الحيوان المنوي في السيتوبلازم) intracytoplasmic sperm injection.
يجري في هذه العملية -طبقًا للجمعية الأمريكية للحمل American Pregnancy Association- حقن حيوان منوي واحد داخل سيتوبلازم كل بويضة. نجحت العملية في الحصول على جنين نُقل إلى رحم الأم، واستمر الحمل حتى السادس من يونيو 2019 حين أنجبت السيدة البالغة أربعة وثلاثين عامًا مولودًا ذكرًا وأسمته جول.
يعَد الحفاظ على الخصوبة في مرضى السرطان صغار السن من المجالات الجديرة بالبحث، بالأخص حين تصبح عملية تنشيط المبيض غير ممكنة عند النساء. لحسن الحظ، يفتح الإنضاج المخبري IVM أبواب الأمل متيحًا فرصة الإنجاب لاحقًا للسيدات اللائي يخضعن للعلاج الكيميائي.
يشرح البروفيسور ميشيل جرينبرج Michaël Grynber: تظل عملية الحفاظ على الخصوبة جزءًا مهمًا لدى مرضى السرطان صغار السن الذين يخضعون للعلاج.
ما تزال الطريقة الأكثر شيوعًا عند النساء هي تجميد البويضات Egg vitrification بعد تنشيط المبيض باستخدام الهرمونات وحفظها إلى حين انتهاء العلاج. تكمن المشكلة لدى بعض المريضات في صعوبة تنشيط المبيض لعدم وجود وقت كافٍ في حالة ضرورة بدء العلاج فورًا أو في حالة وجود محاذير لتنشيط المبيض».
يمكن اعتبار الإنضاج المخبري IVM خيارًا مثاليًّا للحفاظ على خصوبة المرأة، بالأخص حين تُدمج تلك العملية مع حفظ الأنسجة من المبيض بالتبريد، ليتسنى إخصابها وإعادة زراعتها في الرحم مستقبلًا.
اقرأ أيضًا:
الإخصاب الاصطناعي أو الإخصاب خارج الجسم (أطفال الأنابيب)… كل ما يجب أن تعرفه
دراسة: العديد من مرضى سرطان الثدي لا يحتاجون العلاج الكيماوي من الأساس
ترجمة: أحمد عياد
تدقيق: عون حداد
مراجعة: تسنيم الطيبي