يمثل الوعي بالعلامة التجارية مصطلحًا تسويقيًا، يصف درجة إدراك المُستهلِك للمُنتَج من اسمه. ويُعَد خلق الوعي بالعلامة التجاريّة خطوةً رئيسية لترويج منتج جديد أو لإحياء علامة تجارية موجودة. في الحالة المثالية يشمل الوعي بالعلامة التجاريّة الصفات التي تميزه من منافسه في السوق.
كيف يعمل الوعي بالعلامة التجارية؟
تحظى المنتجات والخدمات ذات الدرجة العالية من الوعي التجاري غالبًا بنسبة أعلى من المبيعات. وعندما يواجه المستهلكون العديد من الخيارات يفضلون غالبًا شراء العلامة التجارية المعروفة أكثر من سواها.
لنأخذ صناعة المشروبات الغازية مثلًا، نجد أنه يصعب التمييز بين أكثرها بصرف النظر عن العبوة، ويعتمد العملاقان بيبسي وكوكاكولا على الوعي بعلاماتهم التجارية لجعل المستهلكين يطلبونها. استخدمت هذه الشركات استراتيجيات الإعلان والتسويق على مر السنين ما زاد الوعي بعلاماتهم التجارية، ومن ثم تُرجم إلى مبيعات مرتفعة.
يخدم الوعي المرتفع بالعلامة التجارية العلامات التجارية المهيمنة، مثل خندق اقتصادي يمنع المنافسين من اكتساب حصة إضافية في السوق.
اعتبارات خاصة
اعتبارًا من عام 2019، أمضى مستخدمو الإنترنت نحو 43 دقيقة يوميًا على فيسبوك و28 دقيقة على سناب شات و27 دقيقة على إنستجرام. لذا ليس من الغريب أن تنفق الشركات الكثير لتعزيز الوعي بالعلامة التجارية عبر هذه المنصات. أدى ذلك إلى أشكال جديدة من الترويج يولّد فيها المستهلكون مناقشات حول المنتجات والخدمات التي يفضلونها
سيشارك المستهلكون حتمًا تجاربهم التي لم تعجبهم، ويتكيف المسوقون مع هذا الواقع، وأصبح من المهم جدًا للشركات أن تستجيب لردود الأفعال السلبية، مع تقديم حلول فورية للمستهلكين. ويزداد الوعي بالعلامة التجاريّة عمومًا عندما يرى المستهلكون مشاركات وسائل التواصل الاجتماعي ويتفاعلون مع تحديثاتها. ولكي يكون الوعي بالعلامة التجاريّة مثمرًا يجب أن يتمكن المستهلكون من الاتصال بالشركات بسلاسة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
طرق أخرى لخلق الوعي بالعلامة التجارية
أن وسائل الإعلام المطبوعة ليست قوية كما كانت في الماضي، مع ذلك ما زال البعض يقرأون الصحف والمجلات. لذلك قد تجذب الإعلانات ذات الموقع الاستراتيجي -مثل موقع مميز في القسم المناسب من الجريدة أو في المنشورات المتخصصة- انتباه المشاهد وتخلق الوعي بالعلامة التجارية. مثلًا قد تعلن شركة جديدة مقبلة على التداول في فوركس -سوق صرف العملات- في مجلة متخصصة في التجارة العالمية والعملات، لخلق وعي بالعلامة التجارية بين المستثمرين.
يمكن أيضًا استخدام الإعلان بالوجود فعليًا في بعض الأماكن لخلق وعي العلامة التجارية، وتعَد المنتجات الدافعة للشراء مناسبة جدًا للتوزيع والإعلان في المتاجر، فمثلًا قد تلجأ شركة تسوق قطع حلوى جديدة إلى توزيع المنتج في موقع نقطة البيع لخلق وعي بالعلامة التجارية.
تُعَد رعاية الفعاليات أيضًا طريقة فعالة أخرى لخلق الوعي بالعلامة التجارية، إذ تسمح الفعاليات الخيرية والرياضية وجمع التبرعات برؤية بارزة لاسم الشركة وشعارها.
مثلًا توزع شركة التأمين الصحي حزمًا صحية مجانية تحمل العلامة التجارية للشركة في ماراثون خيري، ما يربط العلامة التجارية بفعل حسن النية وشعور طيب تجاه المجتمع، ما يزيد بدوره من الوعي بالعلامة التجاريّة ويصقل صورتها.
الخلاصة:
- يشير الوعي بالعلامة التجارية إلى أن يألف المستهلك مُنتَجًا أو خدمة معينة.
- تسعى حملة التوعية بالعلامة التجارية إلى تعريف الجمهور بمنتج -جديد أو موجود بالفعل- وتمييزه من مُنافسيه.
- أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أداةً جديدة مهمة لتسويق الوعي بالعلامة التجارية.
اقرأ أيضًا:
المؤشر الاقتصادي والتنبؤ باقتصاديات السوق
السر وراء عبقرية التسويق في شركة أبل
ترجمة: شولميث أبانوب
تدقيق: محمد حسان عجك
مراجعة: أكرم محيي الدين