تعد الهواتف التي سنذكرها في هذا المقال الأكثر تأثيرًا في السوق في وقتها، بل وعلى مر السنين بفضل تصميمها وسماتها وتأثيرها.
من المرجح أن مهندسي موتورولا، مارتن كوبر وجون ف. ميتشل، لم يكن لديهما أي فكرة عن تأثير اختراعهما -للهاتف الجوال- على البشرية جمعاء عندما أجريا أول مكالمة في 3 أبريل 1973.
كان الهاتف الجوال الأصلي ، Motorola DynTAC، مثل طوبة ضخمة من مادة كوّنت كلها البطارية بتكلفة بلغت 4000 دولار. في حين نال DynTAC قصب السبق في طرح فكرة الهاتف الجوال للناس، ازدادت شعبية الأجهزة المحمولة التي نحملها جميعًا في جيوبنا على مر السنين وصُممت بتكلفة أقل وأنسب.
ما الذي يجعل الهاتف مؤثرًا؟ لا يقتصر الأمر على المبيعات وحدها. يجب أن يقدم الهاتف ميزة جديدة أو وظيفة جديدة أو طريقة جديدة تمامًا للقيام بالأشياء. يجب أن يكون له تأثير دائم على ما يأتي بعده.
تندرج الهواتف التالية ضمن قائمة هيئة أندرويد للأجهزة الأكثر تأثيرًا لإحكام سيطرتها على السوق الأكبر.
موتورولا ستارتاك (1996)
لقي موتورولا ستارتاك StarTAC رواجًا فوريًا حتى عندما بلغ سعره 1000 دولار. وكان أول هاتف مشهور ووصل إلى إجمالي مبيعات عالمية قدرت بستين مليونًا. وراجت ظاهرة امتلاك الهاتف بين صفوف صانعي الأفلام أيضا، ما جعله يظهر في الأفلام والبرامج التلفزيونية أواخر التسعينيات بفضل قابليته للطي، وأثّر في أجيال من الهواتف القابلة للطي.
بيع ستارتاك في عدد من النماذج المختلفة على مر السنين وابتكر طريقة تخولنا إرسال الرسائل القصيرة وتلقيها، وخاصية التنبيه بالاهتزاز، وبطاريات خارجية قابلة للتحويل. كان حجمه صغيرًا جدًا في ذلك الوقت، ويبلغ وزنه 88 غرامًا فقط. إذا كنت تود تبديد بعض المال فإن اقتناء هاتف موتورولا ستارتاك هو الحل الأنسب.
نوكيا 9000 كومينوكيتر (1996)
كان جهاز الاتصال نوكيا 9000 سابقا لعصره، ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة ضمن قائمتنا للهواتف الأكثر تأثيرًا. يمكن تسميته سلفًا للهاتف الذكي الحديث في الميزات، ولكن ليس بالضرورة في الشكل، فقد كان يُفتح من الجانب. ومقترنا بحاسوب محمول مصغر ومودم بيانات يستهدف مستخدمي الأعمال التجارية.
وشملت الميزات الرئيسية وحدة المعالجة المركزية 24MHz إنتل مع 8MB من الذاكرة مخصصة للتطبيقات وبيانات المستخدم. تباهت الشركة كذلك بلوحة مفاتيح QWERTY كاملة وشاشة عرض 640 × 200. يتضمن جهاز الاتصال نوكيا 9000 هاتفًا يعمل بشكل كامل من الأمام، ومنصة ذكية خفيفة الوزن لإرسال واستقبال الرسائل الإلكترونية وتصفح الشبكة وتشغيل تطبيقات العمل في الداخل. كان وحشًا يبلغ وزنه 397 غ.
كانت تكلفة الهاتف 1000 دولار عندما بيع. وقد حفز عدة أجيال كان بمثابة سلف لهواتف التراسل المتقدمة، التي كانت مشهورة في منتصف العقد الأول من القرن العشرين.
نوكيا 3310 (2000)
برز هاتف نوكيا 3310 لسببين: لمتانته الأسطورية وخاصية المراسلة الفورية الشبيهة بالدردشة. كان هاتف 3310 تحديثًا لجهاز مُطور مشهور بالفعل، 3210
لم تُسوّق نوكيا هاتف 3310 كآلة متينة، لكنه كان كذلك، إذ يمكن أن يتعامل غلافه الخارجي البلاستيكي مع جميع أنواع العبث. قدّم هاتف نوكيا 3310 أيضًا أغطية Xpress القابلة للتغيير التي سمحت للمالكين بتخصيص هواتفهم بألوان وأنماط مختلفة. أضاف الهاتف بذكاء تطبيق محادثة سمح للناس بإرسال رسائل أطول من الرسالة النصية المألوفة ذات 160 حرفًا. جعل ذلك الهاتف مشهورًا جدًا بين المولعين بالرسائل النصية.
أضافت شركة نوكيا العديد من الميزات اللطيفة الأخرى مثل تطبيق تذكير وساعة توقيت وآلة حاسبة وعدة ألعاب من ضمنها لعبة الثعبان.
مع بلوغ المبيعات العالمية 126 مليونًا، تبين أن هذا الهاتف لم يتفوق هذا نظيره 3210 الذي حقق أرباحا بلغت 160 مليون، لكنه كان أكثر تأثيرًا عمومًا بفضل أدوات المراسلة.
بالم/هاندسبرينج تريو 180 (2002)
قد يجادل البعض حول أي نسخة تريو هي الأكثر أهمية، بيد أن الشأن محسوم لصالح هاتف تريو 180 الذي جمع بين المساعد الرقمي الشخصي وقدرات الاتصال الهاتفي في نفس الجهاز في خط تريو. تلك وحدها كانت خطوة أولى كبيرة لبالم وهاندسبرينغ.
هذه القطعة المثيرة للاهتمام تضمنت شاشة عرض ولمس مقاوِمة وأحادية اللون، ولوحة مفاتيح QWERTY، إضافةً إلى غطاء قابل للقلب يغطي الشاشة ويعمل سماعة أذن عند فتحه. وشملت المواصفات الأخرى 16MB للذاكرة ومعالج دراغونبول 33MHz. مهّد هذا الهاتف الطريق أمام نسخ التريوس اللاحقة وعلى وجه الخصوص هاتف تريو 600 و650 اللذين اشتهرا بين صفوف رجال الأعمال في ألفينات القرن الماضي.
موتورولا رازر 2004
كان موتورولا RAZR واحدًا من تلك الهواتف التي رغب الجميع في الحصول عليها، ما أهله ليكون ضمن قائمتنا من الهواتف الأكثر نفوذًا عن جدارة. وقد ارتقى بعامل الشكل إلى مستوى أرقى بفضل خطوطه المصقولة وبناءه المعدني. بيع هذا الهاتف بمبلغ 400 دولار.
كان من أهم هواتف الموضة وبيعت أكثر من 130 مليون وحدةً منه. على غرار ستارتاك، فقد لقي حظوة عند لمشاهير وفي هوليوود، وقلد المنافسون تصميمه.
كان موتورولا RAZR أيقونة في وقته. أحيت موتورولا مؤخرًا هاتف RAZR من جديد لتلتحق بالمنافسة في فئة الهواتف القابلة للطي.
بلاك بيري كيرف (2007)
وكما كان الشأن مع خط (بالم) من (تريوس)، يمكننا أن نناقش طوال اليوم: أي هواتف بلاك بيري هو الأكثر تأثيرًا؟ هل هو الإصدار 6210 أم الـ 7290؟
نحن نرشح كيرف لأنه كان أول خطوة حقيقية تخطوها الشركة الأم ريسيرش إن موشين في طريق إبهار السوق الجماهيرية وقد نجحت في تحقيق ذلك محققة قدرًا كبيرًا من الأرباح التي خُصصت لصنع مجموعة واسعة ومتنوعة من أجهزة كيرف على مر السنين.
كان بلاك بيري كيرف أول هاتف ذكي امتلكته شريحة كبيرة من الناس.
أخذ كيرف ميزة كريَّة التعقب الشهيرة من هاتف بلاك بيري بيرل ووضعها في جهاز أسهل استخدامًا من أجهزة البلاك بيري الأقدم، وتميز بلوحة مفاتيح QWERTY كاملة وشاشة ملونة.
تمتلك بعض الأجهزة معالج 312MHz إضافة إلى طاقة تخزين تبلغ 64MB وذاكرة وصول عشوائي بحجم 16MB وكاميرا، وقد زُودت بعض الهواتف بخدمة وايفاي وأخرى بنظام التموضع العالمي.
آيفون أبل (2007)
ربما يُعد الآيفون الأصلي الهاتف الأكثر تأثيرًا في السوق. لم يكن صاحب المبيعات الأكبر ولا أفضل قطعة من بين الأجهزة، لكنه كان مجموعةً من الأفكار نُفذت بشكل جيد لأول مرة في جهاز واحد.
تمثل التغيير الكبير الذي قدمته أبل في تصميم الشاشة، بالتأكيد امتلكت الهواتف الأخرى في ذلك الوقت شاشات كبيرة، لكن العديد منها كان معتمدًا على سلسلة من الأزرار للتحكم في أجزاء من واجهة المستخدم. مع الآيفون، تعامل الزبائن مع واجهة المستخدم بأكملها على شاشة اللمس نفسها. تمثل دور الزر الرئيسي في السماح بالخروج من التطبيقات وأخذك مرة أخرى إلى الشاشة الرئيسية.
أحرز جهاز آيفون تقدمًا كبيرًا آخر وهو المتصفح الذي ساهم في تقديم تجربة تصفح للأنترنت أكثر ثراءً بكثير إذا ما قورنت مع الهواتف الأخرى في السوق، التي اقتصرت على عرض المواقع في شكل نصوص فقط. دُمج متجر آي تيونز للموسيقى في الآيفون فكان صفقةً كبيرة في ذلك الوقت.
HTC Dream/T-Mobile G1 2008
كيف بإمكاننا ألا نحب أول هاتف أندرويد؟ كان هاتف HTC Dream ، الذي باعته شركة T-Mobile تحت إسم G1، أول هاتف أندرويد يصل إلى السوق. من المؤسف أنه كَانَ آلة هجينة.
كان الجهاز ذا جودة منخفضة بسبب آلية الدوران الغريبة التي تتحكم في عرض الشاشة المنزلقة. كانت أزرار لوحة المفاتيح QWERTY طرية، وكان الأداء العام للهاتف متواضعًا، لكنه علمنا الكثير.
على سبيل المثال، بعد أن اكتسح الجهاز رفوف السوق في وقت قصير، علم الناس أن البوت لودر يمكن أن يُفتح للوصول إلى صلاحيات الروت. ما فسر سبب رواجه الفوري داخل مجتمع المبرمجين.
قد لا يكون دريم أفضل ما ابتكرته HTC، ولكن مكانتها تعززت شركةً رائدةً مبكرة في مجال الأندرويد ومهد السبيل لما سيكون عليه الأندرويد فيما بعد.
جوجل نيكسوس واحد (2010)
صُنع نيكسوس واحد (Nexus One) من قبل HTC أيضا بتفويض من جوجل وعُرض لأول مرة في الأشهر الأولى من عام 2010. كان الهاتف أول من جسد فكرة أندرويد الأصلي، إذ شُغّل بنسخة نقية من نظام التشغيل من جوجل أو HTC.
حقق نكسوس واحد المراتب الأولى في عدة مجالات. باعت جوجل الهاتف مباشرة للمستهلكين، مفتوحًا، وسمحت لهم باستخدام بطاقة SIM. وقد وضع هذا الهاتف حجر أساس متجر جوجل الإلكتروني وخط هواتف نيكسوس بالكامل (ولاحقاً بيكسل) على مر السنين، وكان قطعة مؤثرة جدًا في فضاء أندرويد. وعندما يتعلق الأمر بأكثر الهواتف نفوذًا، يستحق نيكسوس واحد بالتأكيد مكانًا في قائمتنا.
سامسونج جالاكسي نوت (2011)
أخيرًا وليس آخرًا، لدينا Samsung Galaxy Note – نموذج 2011 الأصلي. مثّل هذا الهاتف قفزة كبيرة لسامسونج حرفيا حققت الشركة نجاحًا مبهرًا بفكرة الهاتف ذي الشاشة العملاقة المدعوم بقلم. منذ ذلك الحين، صنعت سامسونغ هاتف جالاكسي نوت جديد كل عام والهاتف ما يزال يمثل ذروة التصميم والتكنولوجيا والبرمجيات المصنوعة من طرف الشركة الكورية.
بعد وقت قصير من تصميم هاتف نوت، بدأ متوسط حجم الشاشة للهواتف الذكية بالاتساع. حتى أن أبل قررت أن تتبع خطى سامسونغ، فقد قدمت فيما بعد جهاز آيفون 6 بلس، الذي كان أول جهاز آيفون مصنوع بشاشة كبيرة، ما يجعل سامسونج جالاكسي نوت في قائمتنا من الهواتف الأكثر تأثيرًا مبشرًا بعصر من الهواتف الذكية ذات الحجم الكبير.
وهذا يختتم قائمتنا من الهواتف الأكثر تأثيرًا. فما رأيك؟ هل وجدت هاتفك المفضل ضمن قائمتنا؟
اقرأ أيضًا:
ترجمة: فاطمة البجاوي
تدقيق: محمد الأسطى
