ماهية (الهذيان – Delirium)
الهذيان؛ تغير مفاجئ في الدماغ يظهر على شكل تشوش ذهني واضطرابات عاطفية. يسبب الهذيان صعوبةً في التفكير والتذكر والنوم والتنبه والمزيد. قد تختبر هذه الحالة عند الانقطاع عن الكحول أو بعد الجراحة أو مع (الخرف – Dementia) أو بسبب تعاطي بعض أنواع الأدوية. الهذيان مؤقت في العادة وغالبًا يمكن معالجته بنجاعة.
أنواع الهذيان:
يُصنَف الهذيان تبعًا لسببه وحدته ومميزاته إلى:
- (الهذيان الارتعاشي – Delirium Tremens): يُعد نوعًا حادًا من حالات الهذيان، ويصيب عادةً محاولي التوقف عن شرب الكحول، بالأخص عند أولئك الذين تناولوا الكحول بكميات كبيرة على مدى عدة سنوات.
- (الهذيان مفرط النشاط – Hyperactive Delirium:) يتميز الشخص المصاب بالحذر وعدم التعاون.
- (الهذيان قاصر النشاط – Hypoactive Delirium): يُعد هذا النوع الأشيع بين الأنواع. يميل المصاب به للنوم كثيرًا، ويقل انتباهه ويتشوش عند القيام بالأفعال اليومية. قد يفوّت الشخص وجبات أو مواعيد مهمة.
يمتلك بعض الناس مزيجًا بين الهذيان مفرط النشاط وقاصر النشاط، إذ يتغير ويتذبذب المصاب بين الحالتين.
ماذا يسبب الهذيان؟
قد تصادم الأمراض التي تسبب الالتهابات والعدوى مثل (الالتهاب الرئوي – Pneumonia) عمل الدماغ، بالإضافة إلى ذلك قد يؤدي أخذ أدوية معينة (كأدوية ضغط الدم) أو سوء استخدام الأدوية لاضطراباتٍ كيميائية في الدماغ. وقد يكون الهذيان ناتجًا عن الانقطاع عن الكحول وأكل مواد سامة أو شربها أيضًا.
لا يحصل الدماغ على الكمية الكافية من الأوكسجين، عندما تعاني من مشاكل في التنفس بسبب الربو أو حالة أخرى. يستطيع أي وضع أو عامل يغير وظيفة الدماغ بشكل ملحوظ تسبيب تشويشًا ذهني حاد.
من يُعتبَر معرضًا للإصابة بالهذيان؟
إن تجاوز عمرك 65 سنة، أو كنت تعاني من عدة حالات طبية، فأنت تواجه خطرًا أكبر للإصابة بالهذيان.
الذين يواجهون خطرًا أكبر للإصابة بالهذيان هم:
- مرضى خاضعين للجراحة.
- الأشخاص المنسحبون من تعاطي المخدرات أو شرب الكحول.
- الأشخاص الذين عانوا من حالات سابقة أذت الدماغ (كالسكتة الدماغية أو الخرف).
- الأشخاص الذين يختبرون ضغطًا عاطفيًا حادًا.
قد تساعد العوامل التالية في الإصابة بالهذيان:
- قلة النوم.
- أخذ أدوية معينة (كالمهدئات، وأدوية ضغط الدم، والمنومات، والمسكنات).
- الجفاف.
- قلة التغذية.
- العدوى (كالتهاب المجرى البولي).
أعراض الهذيان
يؤثر الهذيان على عقلك ومشاعرك وتحكمك في العضلات وأنماط النوم. قد تعاني للوصول إلى التركيز، وقد تشعر بالحيرة والضياع، وقد تتحرك أبطأ أو أسرع من المعتاد، وتختبر تقلبات مزاجية.
تتضمن الأعراض الأخرى:
- عدم التفكير أو التحدث بوضوح.
- تدني جودة النوم أو قلته والإحساس بالنعاس.
- اضعاف الذاكرة قصيرة الأمد.
- فقدان التحكم العضلي (مثل؛ سلس البول).
كيف يُشخَص الهذيان ؟
أسلوب تقييم التشوش
سيراقب طبيبك أعراضك ويفحصك ليرى إن كان بإمكانك التفكير والتحدث والتحرك بشكل طبيعي. يستعمل بعض المختصين (أسلوب تقييم التشوش – Confusion Assessment Method) (CAM) لتشخيص الهذيان أو التأكد من عدم وجوده.
سيراقب الطبيب ما يلي:
- تغير تصرفاتك خلال النهار، وخاصة إن كنتَ مُدخَلًا إلى المشفى.
- تستصعب في الانتباه أو فهم الآخرين عندما يتحدثون.
- تتحدث بكلام غير مترابط.
الاختبارات والفحوصات الطبية
قد تتسبب عوامل كثيرة في حصول تغيرات كيميائية في الدماغ، لذلك سيحاول طبيبك أن يحدد سبب الهذيان عبر القيام باختبارات تتعلق بأعراضك وتاريخك الطبي.
قد يلزم اختبار واحد أو أكثر مما يلي للعثور على اختلالات:
- فحص تركيب الدم.
- فحوصات الرأس (كالأشعة المقطعية).
- فحوصات الكحول والمخدرات.
- فحوصات الغدة الدرقية.
- فحوصات الكبد.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية.
- فحوصات بولية.
كيف يعالَج الهذيان؟
قد يتضمن العلاج أخذ أدوية أو التوقف عن أدوية معينة، وذلك اعتمادًا على مسبب الهذيان. من المهم الحصول على تشخيص دقيق عند الكبار بالسن، إذ تتشابه أعراض الهذيان مع أعراض الخرف ولكن العلاج مختلف تمامًا.
الأدوية
سيصف الطبيب أدويةً لمعالجة الأسباب الكامنة وراء الهذيان. على سبيل المثال: إذا كان سبب هذيانك نوبة ربو حادة، قد تحتاج إلى جهاز استنشاق أو جهاز تنفس للحفاظ على التنفس. إذا كانت العدوى البكتيرية سبب أعراض الهذيان، قد يصف لك مضادات حيويةً.
في بعض الحالات قد يوصي الطبيب بالتوقف عن شرب الكحول أو التوقف عن أخذ أدوية معينة كـَ(الكودين – Codeine) أو أدوية أخرى تضعف أجهزة الجسم. إن كنت هائجًا أو مفرط النشاط أو مكتئبًا، قد توصف لك جرعات صغيرة من واحد من الأدوية التالية:
- مضادات اكتئاب لتخفيف الكآبة.
- مهدئات لتسهيل الانقطاع عن الكحول.
- مُحصِرات الدوبامين للمساعدة عند حصول تسمم دوائي
- (ثيامين – Thiamine) للمساعدة في منع التشوش.
الإرشاد النفسي
إن كنت تشعر بالحيرة والاضطراب، سيساعدك الإرشاد النفسي في استجماع أفكارك. يُستخدم الإرشاد النفسي أيضًا لمعالجة الناس الذين نتج هذيانهم عن تعاطي المخدرات أو شرب الكحول. يكمن العلاج في مساعدة الفرد على الامتناع عن تعاطي هذه المواد التي سببت الهذيان. على أية حال، يهدف الإرشاد النفسي بتقديم شعور بالراحة لك وإعطائك مكانًا وبيئةً آمنةً للتحدث ومناقشة أفكارك ومشاعرك.
التعافي من الهذيان
يكون التعافي الكامل من الهذيان ممكنًا عند تلقي العلاج الصحيح. قد يستغرق الأمر عدة أسابيع لتستطيع التفكير والتحدث والإحساس بجسدك كما كنت سابقًا، وقد تحدث آثار جانبية من الأدوية الموصوفة لمعالجة هذه الحالة.
اقرأ أيضًا:
هل يسبب نقص الاستقلاب الهذيان؟
كيف يمكن أن تكون ثملًا بدون نقطة كحول واحدة؟!
ترجمة: إيلي عساف
تدقيق: تسنيم الطيبي