قد يكون النوم صعبًا في أوقات الضغوطات، لذا يعد النوم بعمق -ولو فترة قصيرة- في تلك الأوقات ذا نوعية عالية من أفضل ما يمكن. إن النصائح بتجنب الضوء الأزرق واللجوء إلى القراءة وعد الأغنام توصف جميعها أساليب فعالةً للاستغراق في النوم، كذلك فإن لوضعية النوم دور محوري في نوعيته وصحة الجسم.
تحسن الوسادات وضعية النوم؛ بجعلها الرقبة والظهر على سوية واحدة، ما يخفف الضغط عن العمود الفقري. قد يحمل تبديل جانب النوم بعض المنافع أيضًا، وهذا ما يطرح تساؤلًا حول أي جانب من الجوانب أفضل للنوم، الجانب الأيسر أم الأيمن؟
إيجابيات النوم على الجانب الأيسر
تتموضع المعدة عند أغلب الناس أيسر البطن، لذا عند النوم على الجانب الأيسر من المرجح بقاء محتوياتها في مكانها، في حين أن النوم على الجانب الأيمن سيرفع موقع المعدة ويعرض الشخص لخطر كبير لحدوث ارتداد محتواها الحمضي، على الرغم من أن ذلك لا يحدث عند كل الأشخاص.
يحدث الارتداد الحمضي عندما ترجع محتويات المعدة إلى المريء ما يسبب إحساسًا بالحرقة والتآكل وعدم الارتياح، ويؤدي بالنتيجة إلى تشكل قرحات.
لتجنب ذلك يجب أن ينتظر الشخص فترة معينة بعد تناوله الطعام لكي يهضمه قبل أن يستلقي. إذا كان الشخص ممن ينامون على جانبهم الأيمن ويعانون ارتدادًا حمضيًا، قد يفيده تغيير جهة النوم.
إيجابيات النوم على الجانب الأيمن
يتميز النوم على الجانب الأيمن بإيجابيات كما هو الحال مع الجانب الأيسر (الذي يعد مناسبًا للذين يعانون ارتدادًا حمضيًا كما ذكر سابقًا)، فهو الأفضل من ناحية سهولة التنفس للذين يعانون انقطاع التنفس في أثناء النوم.
أجرى باحثون في عام 2011 دراسة على مجموعة من المشاركين قارنوا فيها بين وضعيات النوم المختلفة وشدة صعوبات التنفس.
وجد مؤلفو الورقة أن وضعية النوم لها تأثير مهم في حوادث انقطاع التنفس في أثناء النوم، إذ إن النوم على الجانب الأيمن يُنقص تكرار حوادث الانسداد التنفسي عند المرضى المصابين بمرض معتدل أو شديد.
إن الآليات الدقيقة للارتباط بين النوم على الجانب الأيمن والتنفس الأفضل غير واضحة تمامًا، لكنها دُرست بعمق عام 2018 في بحث أجراه باحثون حول تغيرات تخطيط كهربية القلب في وضعيات النوم المختلفة، ووجدوا أن المرضى المصابين بقصور القلب يفضلون النوم على الجانب الأيمن، إذ من المحتمل أن يكون ذلك آلية حماية ذاتية لتحسين الوظيفة القلبية لا يدركها الشخص نفسه حتى.
لطالما كان هناك جدال حول أي جهة أفضل للنوم، اليمين أم اليسار، وتبين أن جهة النوم المناسبة للشخص تعتمد على حالته الصحية، لكن في حالة النوم على البطن، أو النوم المكبوب كما يطلق عليه العلماء، فالأمور أوضح، إذ إنه يزيد الضغط داخل المقلة -ضغط السائل داخل العينين- أكثر من النوم على أحد الجانبين، ما قد يسبب زرقًا واعتلال عصب بصري ومشكلات في الرؤية.
يؤثر النوم على البطن كذلك في جلد الوجه، إذ إنه يزيد من خطر حدوث التجاعيد، مقارنةً بالنوم على أحد الجانبين الذي يُحدث ضغطًا أقل على الوجه.
تعرف تلك التجاعيد بخطوط النوم أو تجاعيد النوم، وتتشكل نتيجةً لضغط الوجه على الوسادة، حيث يتقابل الانضغاط والشد وفق مبدأ الجاذبية والمقاومة.
تتبدل وضعية الجسم في أثناء النوم بمعدل 20 مرة، وكلما بقي فترة أطول في وضعية معينة ازداد احتمال تأثير ذلك في الجلد. تتشكل تجاعيد النوم في أماكن مختلفة قليلًا عن التي تتشكل فيها التجاعيد الناجمة عن تعابير الوجه، في حين أن النوم على الظهر أفضل وسيلة لتجنب حدوثها، لكنه يسبب صعوبة في التنفس ما يؤدي إلى الشخير وانقطاع التنفس في أثناء النوم.
من السهل معرفة لماذا يصعب على الشخص الاستغراق في النوم عند وجود عوامل عدة متناقضة تؤدي دورًا مهمًا في الوضعية التي يأخذها في أثناء نومه ليبقى مرتاحًا ويحافظ على صحته.
إذا كان الشخص يعاني آلامًا أو مشكلات في التنفس أو الهضم، يجب عليه التحدث مع الطبيب، لكن يجب التأكد أولًا من حصوله على نوم جيد، وتغيير الوضعية خلال النوم لتحسين جودة النوم.
اقرأ أيضًا:
وضعية النوم الافضل: على الظهر أم على الجانب أم على البطن؟
أفضل 15 طريقة لمساعدتك على التخلص من مشكلات النوم
ترجمة: هادي سلمان قاجو
تدقيق: جعفر الجزيري