تقترح دراسةٌ جديدة أن خسارة الوزن تتعلق بأكثر من مجرد عدد السعرات الحرارية التي استهلكت وحرقت، وأن بعض الحميات الغذائية قد تحرق سعراتٍ أكثر من غيرها.
تضمنت الدراسة مشتركين لهم نفس متوسط وزن الجسم ويحاولون إنقاص وزنهم.
وكانت النتيجة أن المشاركين الذين اتبعوا حميةً منخفضة الكربوهيدرات، حرقوا ٢٥٠ سعرًا أكثر من الذين اتبعوا حميةً عالية الكربوهيدرات مع أنهم كانوا يمارسون نفس النشاط البدني.
يقول ديڤيد لادويج “باحث في مستشفى الأطفال في بوسطن ومؤسسة منع البدانة”: «نوع الطعام المستهلك أهم من عدد السعرات التي يتم حرقها في اليوم، وله تأثير هام على التحكم في الوزن على المدى الطويل».
لكن بعض الخبراء يعتقدون أنه سيكون أمرًا سابقًا لأوانه أن يقترحوا اتباع هذا النظام الغذائي على العامة، لأن الآثار الصحية المترتبة لتقليل النشويات على المدى البعيد غير معروفة بعد.
هدفت الدراسة أن تختبر افتراض أن النشويات المصنعة التي ترفع نسبة السكر في الدم، تجعل الخلايا الدهنية تخزن السعرات بدلًا من حرقها.
الدراسات السابقة كنت مدتها أسبوعين أو أقل، أمّا هذه الدراسة فقد جرت على مدار خمسة أشهر.
الدراسة اشتملت على ١٦٤ مشتركًا بالغًا يعانون من زيادة الوزن ويحاولون أن يخسروا ١٠٪ من وزنهم، وتم توزيعهم بشكلٍ عشوائيٍ على أنظمةٍ غذائيةٍ مختلفةٍ (عالية أو متوسطة أو منخفضة الكربوهيدرات) وكانت نسبة النشويات ٢٠٪ أو ٤٠٪ أو ٦٠٪ من طعامهم، لمدة ٢٠ أسبوعًا.
المشاركون الذين تناولوا حصةً صغيرةً من النشويات كانوا يتناولون حصةً أكبر من الدهون.
أما نسبة البروتين والصوديوم والسكر كانت متساوية لدى الثلاث المجموعات.
قام الباحثون بقياس عدد السعرات الحرارية التي حرقها المشاركون يوميًا، ووجدوا أن الذين اتبعوا حميةً غذائيةً منخفضة
الكربوهيدرات حرقوا من ٢٠٩ إلى ٢٧٨ سعرًا حراريًا أكثر من أولئك الذين استهلكوا نشويات أكثر.
لو استمر ذلك الأثر لفترة طويلة قد يخسر المرء ١٠ كيلوغرامات في ثلاث سنوات بدون أي تغيير في عدد السعرات المستهلكة.
التأثير كان أشد للمشاركين الذين كانت أجسامهم تفرز مستوًى عالٍ من الإنسولين، فقد حرقوا ٤٠٠ سعر حراري في اليوم عندما قلّلوا استهلاكهم للنشويات.
ما أكد الافتراض الأصلي للدراسة، أن تقليل النشويات يقلل مستوى الإنسولين في الدم وبالتالي يجعل الخلايا الدهنية تحرق ما تخزنه، وتجعله متوفرًا كمصدر طاقة للعضلات لتستخدمها بسهولة.
مازلنا بحاجةٍ إلى دراسات مستقبلية عدة لنرى إذا كانت هذه الدراسة تنطبق على الصعيد اليومي في الحياة الفعلية وأنها غير مقتصرةٍ على نطاق التجارب فقط.
وعلى الدراسات المستقبلية أن تأخذ بعين الاعتبار أيضًا عوامل التغذية الأخرى مثل الڤيتامينات والمعادن.
وسيقوم الباحث لادويج بدراسة الآثار المترتبة على المدى الطويل على صحة المرء، وتأثير الأنظمة الغذائية الغنية جدًا و الفقيرة جدًا بالكربوهيدرات والسكر.
- ترجمة: جينا عماد كمال
- تدقيق: حسام التهامي
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر