ما هو النزف تحت الجافية (الورم الدموي تحت الجافية)؟
يحدث النزف تحت الجافية عندما يتجمع الدم على سطح الدماغ تحت الجمجمة، ويمكن أن يكون حالة مهددة للحياة، ويحدث عادة بسبب إصابة في الرأس. يكون النّزف تحت الجافية حادًا أو مزمنًا، ويحدث عادة بسبب إصابات الرأس الشديدة. يستعيد نحو 20% إلى 30% من الأشخاص الوظيفة الكاملة أو الجزئية للدماغ بعد إصابتهم بنزف حاد.
يظهر النّزف تحت الجافية المزمن بسبب إصابات الرأس الطفيفة، وتسمى الخثرة (الجلطة) الدموية على سطح الدماغ أيضًا بالنزف تحت الجافية (الورم الدموي تحت الجافية).
كيف يتشكل النزف تحت الجافية؟
يحدث النزف تحت الجافية عندما يتمزق وريد بين الجمجمة وسطح الدماغ.
النزف تحت الجافية الحاد
إذا تعرضت لإصابة دماغية خطيرة، يمكن أن تمتلئ تلك المنطقة بالدم وتسبب حالة مهددة للحياة، وهذا ما يُسمى النّزف تحت الجافية الحاد، وهو الأكثر خطورة بين أنواع النزف تحت الجافية، ويحدث عادة بسبب:
- حادث سيارة
- ضربة على الرأس
- السقوط
يتشكل النّزف تحت الجافية الحاد بسرعة، وتظهر الأعراض على الفور. يموت نحو 50% إلى 90% من الأشخاص الذين يتطور لديهم نزف حاد بسبب الحالة أو بسبب المضاعفات.
النزف تحت الجافية المزمن
يحدث النّزف تحت الجافية المزمن عادة بسبب إصابات الرأس الطفيفة أو المتكررة، وهذا شائع عند كبار السن الذين يسقطون بشكل متكرر ويضربون رؤوسهم، وتحدث بعض حالات النّزف تحت الجافية المزمن دون سبب واضح.
يمكن أن يكون سبب ارتفاع معدل إصابة كبار السن بهذه الحالة تقلص الدماغ مع تقدم العمر، وهذا يسبب وجود فراغ إضافي في الجمجمة، ما يسمح بتلف الأوردة بسهولة أكبر أثناء الإصابات الرأسية. لا يمكن ملاحظة أعراض النّزف تحت الجافية المزمن بشكل فوري وقد لا تظهر لعدة أسابيع.
علاج النّزف تحت الجافية المزمن أسهل من علاج النزف الحاد، ومع ذلك، فهو قد يسبب مضاعفات مهددة للحياة.
ما هي أعراض النزف تحت الجافية؟
يسبب النزف تحت الجافية الحاد ظهور الأعراض بشكل فوري، ولكن قد لا تظهر أي من الأعراض على الأشخاص المصابين بالنزف تحت الجافية المزمن.
الأعراض الشائعة للنزف تحت الجافية:
- الكلام المتداخل
- فقدان الوعي أو الغيبوبة
- النوبات Seizures
- الخدر (التنميل)
- الصداع الشديد
- الوهن
- مشاكل الإبصار
يجب عليك زيارة الطبيب على الفور إذا عانيت من هذه الأعراض لأنها أيضًا علامات لحالات صحية خطيرة، فقد تتشابه أعراض النزف تحت الجافية المزمن مع أعراض الخرف أو الجلطات أو الأورام أو أي مشكلة أخرى بالدماغ.
كيف يُشخص النزف تحت الجافية؟
يمكن تشخيص النزف تحت الجافية عبر الفحوصات التصويرية، مثل الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي، وتوفر هذه الفحوصات للطبيب نظرة عميقة للأعضاء الآتية:
- الدماغ
- الجمجمة
- الأوردة
- الأوعية الدموية الأخرى
يمكن لهذه الفحوصات أن تكشف إذا كان هناك أي دم داخل دماغك.
قد يطلب طبيبك أيضًا تحاليل دموية لفحص التعداد الكامل لعناصر الدم؛ يقيس التعداد الكامل لعناصر الدم تعداد كرياتك الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، ويمكن أن تشير مستويات الكريات الحمراء المنخفضة إلى فقدان كبير للدم.
قد يفحصك الطبيب جسديًا لمعرفة معدل ضربات القلب والضغط الدموي كأدلة للنزف الداخلي.
ما هي الخيارات العلاجية للنزف تحت الجافية؟
لا يمكن علاج النزف تحت الجافية الحاد إلا في غرفة العمليات. يمكن إجراء عمل جراحي يدعى حج القحف Craniotomy لإزالة التجمعات الدموية الكبيرة تحت الجافية، ويُستخدم عادة لعلاج النّزف تحت الجافية الحاد. يزيل الجراح في هذه العملية قسمًا من الجمجمة من أجل الوصول إلى الخثرة أو النزيف، ثم يستخدم الشفط والإرواء Irrigation من أجل إزالته.
في حالة النّزف تحت الجافية الحاد، قد يكون حج القحف عملية ضرورية لإنقاذ الحياة، ولكن لا تزال خطيرة، فقد بينت إحدى الدراسات أن 18% من المرضى يموتون خلال الأيام الثلاثين التالية للجراحة.
يمكن استخدام المثقب لفتح ثقب لتصريف النّزف تحت الجافية المزمن وكذلك الأمر بالنسبة للنزوف الحادة التي لا تتجاوز سنتيمترًا واحدًا عند النقطة الأكثر سماكة. أولًا، يفتح الجراح ثقوبًا صغيرة في جمجمتك ثم يمرر عبرها أنابيب مطاطية، فينزح الدم من التجمع الدموي إلى الخارج عبر هذه الثقوب.
على الرغم من تنوع معدلات الشفاء، فإن ما بين 80% و90% من المرضى يختبرون تحسنًا كبيرًا في الوظيفة الدماغية بعد هذه العملية. قد يصف طبيبك أدوية مضادة للنوبات لعلاج النوبات التي قد تحدث بسبب النّزف تحت الجافية أو الوقاية منها، ويمكن أيضًا استخدام أدوية لعلاج الإصابات الدماغية. غالبًا ما تُوصف الستيرويدات لتخفيف الالتهاب الدماغي.
مضاعفات النزف تحت الجافية
قد تحدث المضاعفات بعد فترة وجيزة من الإصابة أو بعد فترة من علاج الإصابة، تتضمن هذه المضاعفات:
- الفتق الدماغي Brain herniation، الذي يضغط على دماغك وقد يسبب الغيبوبة أو الموت.
- النوبات.
- ضعف دائم في العضلات أو الخدر.
يعتمد حجم المضاعفات على شدة الإصابة الدماغية، وقد تؤثر الحالات الطبية الأخرى على النزف الحاد أو المزمن. إن الأشخاص الذين يتناولون مضادات التخثر (مميعات الدم) معرضون لخطر أكبر، والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا يعانون أيضًا من خطورة عالية، وخاصة من النوع المزمن.
التوقعات على المدى البعيد
يمكن للنوبات أن تحدث حتى بعد شفائك من النزف تحت الجافية وإزالته، وتعتمد توقعات الشفاء لديك على نوع الإصابة الدماغية التي تعاني منها وموقعها، سيضع طبيبك خطة العلاج والشفاء الأفضل بالنسبة لك.
اقرأ أيضًا:
ترجمة: أحمد رجب
تدقيق: مينا خلف
مراجعة: اسماعيل اليازجي