مؤشرات تابعة لدراسة الوقت في الكون تشير إلى وجود هياكل غير مرئية تطفو في مجرة درب التبانة. يمكن استخدام إشارات من النجوم النابضة لاكتشاف كواكب ضخمة شاردة أو ربما المادة المظلمة.

النجوم النابضة من أفضل الساعات في الكون، إنها نتيجة انفجار مستعر أعظم، إذ تترك خلفها نجمًا نيوترونيًا يدور بسرعة ويطلق نبضات من الضوء. تلك النبضات هي دقات هذه الساعات الكونية، ويمكن استخدامها لاكتشاف الأشياء غير المرئية التي تطفو في مجرة درب التبانة.

الفكرة الأساسية وراء هذا البحث تأتي من نظرية النسبية العامة، فوجودك داخل حقل جاذبية يؤثر على مرور الوقت، لذلك افترض البروفيسور جون لوسيكو إمكانية قياس ذلك في حال علمنا بدقة كبيرة عدد مرات وميض هذه النجوم النابضة باتجاهنا.

لحسن الحظ، كانت العديد من مجموعات العلماء تعمل على إعداد فهارس دقيقة من هذا النوع، وإن الهدف من تلك الفهارس هو إنشاء مجموعة توقيت النجوم النابضة، باستخدام النبضات ومعرفة التوقيت بدقة كافية، ومن الممكن استخدام هذه الأجسام النجمية مرصدًا لموجات الجاذبية قد يمتد لآلاف السنين الضوئية، لكن الحصول على الدقة اللازمة كان إنجازًا مذهلًا حقًا.

قال البروفيسور جون لوسيكو من جامعة نوتردام لموقع IFLScience: «إن النجم النابض لا يوجد في عزلة، وهذه النبضات تأتي من النجوم النابضة ذات فترات الميلي ثانية، والعديد منها يوجد في أنظمة ثنائية، لذلك فهي تتحرك، إذ إنها في مدار حول جسم آخر، ما يعني وجوب إزالة كل تلك الحركة ومنها حركة الأرض حول الشمس، للحصول على وقت الوصول الفعلي».

إذا أُزيلت الحركة، سنحصل على الفاصل الزمني الدقيق للنبضات، وإذا مر جسم ضخم أمام نجم نابض، تصبح فجأة النبضة الموجية أطول، إذ إن جسمًا بكتلة الشمس سيخلق تأخيرًا قدره 10 ميكروثانية، ما يعد ضئيلًا بالنسبة لتوقيتات البشر، ولكن بالنسبة للدقة في مصفوفة توقيت النجوم النابضة، فإنه له قيمة كبيرة.

قال لوسيكو لموقع IFLScience: «كان هناك 12 اقتراحًا جاءت من ثمانية نجوم نابضة مستقلة، فاستخدم الفهرس النجمي 65 نجمًا نابضًا ذا الفترة الزمنية الميلي ثانية، وقد تُتبّّعت لمدة تصل إلى 10000 يوم. إن لبعض الأحداث دلالة إحصائية كبيرة، وقد تكون الكتل المعنية صغيرة نسبيًا، إذ إن أحدها بلغ نحو خمس كتلة الشمس».

إذا كانت هذه الاكتشافات المرشحة حقيقية، فالسؤال هو: ما هي؟

قد تكون كواكب ضخمة شاردة، أي أجسام كوكبية طُردت من أنظمتها الكوكبية، وقد تكون أجسامًا نجميةً صغيرةً مثل القزم البني أو القزم الأبيض، وربما تكون أيضًا كتلًا من المادة المظلمة تطفو في أنحاء المجرة.
أوضح الفلكي لوسيكو عدم إمكانية تحديد ماهيتها حتى الآن.

قال البروفيسور لوسيكو لموقع IFLScience: «لقد حُذِّرت من عدم تسميتها كواكب، وعدم تسميتها مادة مظلمة، لذلك أسميها فقط تركيزات كتلة؛ فبالنظر إلى موجات الراديو، لا يمكن تحديد ماهيتها، لا أستطيع حتى أن أضمن أنها مظلمة، إذ قد تكون قزمًا بنيًا أو نوعًا من القزم الأبيض أو شيئًا آخر».

إن البحث هو عمل مثير في طور التقدم ولوسيكو حريص على سماع أفكار وآراء العلماء الآخرين بشأن العمل، إذ قال لنا: «أبحث عن أشخاص لينتقدوا، لأن ذلك يعطيني أفكارًا لما يجب العودة إليه والتحقق منه والشك بشأن النتيجة».

قدم البروفيسور لوسيكو نتائجه في اجتماع الفلك الوطني هذا الأسبوع في جامعة هال.

اقرأ أيضًا:

رصد أحد أسرع النجوم النابضة بسرعة تقارب مليونين ونصف كيلو متر بالساعة

رصد نوع جديد من النجوم النابضة في مجرتنا

ترجمة: زين العابدين بدور

تدقيق: نور حمود

المصدر