قد تزيد الإصابة بنوبة قلبية خطر حدوث السرطان، إضافةً إلى أن الإصابة بأمراض التصلب العصيدي القلبية الوعائية ASCVD لمدة تتجاوز عشر سنوات تضاعف خطر الإصابة بالسرطان ثلاث مرات. يتعرض الناجون من نوبات قلبية لخطر الإصابة بالسرطان أكثر ممن ليس لديهم أي أمراض قلبية وعائية، وفقًا لدراسات قُدمت في الجلسات العلمية لجمعية القلب الأمريكية AHA في تشرين الثاني/نوفمبر سنة 2019.
إضافةً إلى ذلك، فإن الأشخاص الأكثر تعرضًا لخطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية هم أيضا أكثر تعرضًا لحدوث السرطان.
تقول مؤلفة الدراسة إيميلي لاو Emily Lau زميل طب الأمراض القلبية في مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن: «تُعَد الأمراض القلبية والسرطان سببين رئيسيين للوفيات في الولايات المتحدة، ونحن ندرك الآن أن ارتباطهما وثيق، ما يعني إنه علينا نحن الأطباء أن نسعى جاهدين لمكافحة عوامل خطورة الإصابة بالأمراض القلبية، ليس فقط لنتجنب المرض القلبي، لكن لتجنب السرطان أيضًا».
باستخدام بيانات دراسة فرامنغهام لأمراض القلب Framingham Heart Study، قيَّم الباحثون بيانات 12,712 مشاركًا بمتوسط عمر 51 عامًا، لا يعانون أمراضًا قلبية وعائية أو سرطانًا في بداية الدراسة.
استُخدِمت تقديرات الخطورة والواسمات الحيوية biomarkers (مواد تُفرَز إلى الدوران الدموي عند حدوث أذى قلبي) للجمعية الأمريكية لأمراض القلب ASCVD، لقياس معدل الخطورة القلبي. (تقدير ASCVD للخطورة هو وسيلة مساعدة للتنبؤ بخطر الإصابة بمرض قلبي على مدار سنوات)
في أثناء الدراسة الممتدة على مدى 15 عامًا، حدثت 1670 حالة سرطان (19% في القناة الهضمية و18% في الثدي و17% في البروستاتا و11% في الرئتين).
توصل الباحثون إلى التالي:
- ارتبطت عوامل الخطورة القلبية، التي تشمل العمر والجنس وارتفاع الضغط الشرياني والتدخين، مستقلةً بالسرطان.
- الأشخاص المعرضون لحدوث مرض قلبي وعائي عصيدي خلال 10 أعوام بنسبة 20% حسب تقديرات ASCVD، كانوا أكثر عرضةً بثلاث مرات للإصابة بالسرطان، مقارنةً بمن لم تتجاوز هذه النسبة لديهم 5%.
- الأشخاص الذين تطور لديهم مرض قلبي وعائي (نوبة قلبية أو فشل قلبي أو رجفان أذيني) في أثناء فترة الدراسة، ازدادت نسبة خطورة إصابتهم بالسرطان لاحقًا إلى سبعة أضعاف، مقارنةً بالأشخاص الذين لم يختبروا أي حادث قلبي.
- ازدادت نسبة الإصابة بالسرطان عند الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من BNP (واسم حيوي يرتفع عادةً في الفشل القلبي)، مقارنةً بالأشخاص الذين لديهم مستويات طبيعية منه.
يقول توشي م. أوكوسا Tochi M. Okwuosa النائب في مجلس جمعية القلب الأمريكية: «من المثير للاهتمام اكتشاف أن BNP، وهو واسم مرتبط بخطر الفشل القلبي، يرتبط بخطر الإصابة بالسرطان في المستقبل. نستخدم BNP حاليًا لتقدير احتمال تطور فشل قلبي بسبب الأدوية الكيميائية المستخدمة لعلاج السرطان. هذه هي الدراسة الأولى التي تظهر أن ارتفاع BNP يرتبط بخطر الإصابة بالسرطان مستقبلًا».
تقول لاو Lau: «يشترك السرطان مع أمراض القلب والأوعية الدموية في العديد من عوامل الخطورة، مثل استخدام التبغ والتغذية السيئة وقلة النشاط الجسدي. الخطوة التالية هي تحديد الآلية البيولوجية التي تؤدي إلى الارتباط بين هذين المرضين».
وفقًا لإدواردو سانشيز Eduardo Sanchez رئيس قسم الوقاية في جمعية القلب الأمريكية: «إن الكثير من العادات اليومية التي تقلل خطر الإصابة بالأمراض القلبية، تقلل أيضًا خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، لذلك فإن اتباع الإرشادات السبعة لجمعية القلب الأمريكية Life’s Simple Seven يقلل خطر حدوث كلا المرضين».
- تناول غذاء صحي متوازن (بالتركيز على الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة والبروتين الخفيف).
- النشاط الجسدي.
- الابتعاد عن المنتجات المحتوية على التبغ والنيكوتين.
- الحفاظ على وزن جسم صحي.
- الحفاظ على مستويات طبيعية من الكوليسترول والسكر.
- ضبط ضغط الدم.
قالت لاو إن هذه دراسة مبينة على المشاهدة، لذلك هي لا تثبت السبب والتأثير، لكنها تلقي الضوء على الارتباط بين أمراض القلب و الإصابة بالسرطان.
اقرأ أيضًا:
سلسلة امراض القلب – الجزء الاول –
ترجمة: راما الصوا
تدقيق: نغم رابي
مراجعة: أكرم محيي الدين