هل تعلم أن الهواية التي تمارسها، خاصة تلك التي تعتمد على النشاط الحركي قد تنقذك من خطر الموت المبكر عند تقدمك في العمر؟
إذ أظهرت دراسة حديثة أن تعلم رياضة معينة وممارستها، مثل: الجري والسباحة وكرة التنس، قد تكون سببًا في خفض خطر حدوث الموت المبكر لدى البالغين وكبار السن، وذلك استنادًا لبعض البيانات التي جُمعت من 272550 شخصًا بالغًا تتراوح أعمارهم بين 59 و82 عامًا.
كلما واظبت على ممارسة التمارين والنشاطات الحركية كان أفضل، ولو لوقت أو فترة قصيرة.
فحص الفريق البحثي -نظرًا إلى سبعة أنواع مختلفة من التمارين، مثل: الركض والمشي وركوب الدراجة والسباحة وألعاب المضرب والغولف، إضافة إلى التمارين الهوائية- معدل الأيض خلال أداء التمارين.
الأيض هو العملية التي يحول فيها جسمك ما يتناوله من طعام أو شراب إلى طاقة. حتى عندما تكون في حالة راحة، يحتاج جسمك إلى الطاقة لأداء بعض المهام.
قال الباحثون في ورقتهم البحثية: «إن تحليلنا الشامل لأكثر من 270000 من كبار السن، وخلال متابعتنا لهم مدة 12 سنة، قد أوضح فوائد ممارسة أحد هذه التمارين الجسدية في أوقات الفراغ في خفض خطر الوفيات، متضمنة الوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان بين كبار السن».
لُوحظ أنه عند ممارسة جميع أنواع الأنشطة انخفض معدل الموت المبكر من قبل أي سبب بنسبة 13% مقارنةً بأولئك الذين لم يمارسوا أي نشاط.
يعتمد هذا على 7.5 إلى 15 ساعة من معدل الأيض في الأسبوع، وهي الكمية المقترحة من قبل منظمة الصحة في الولايات المتحدة الأمريكية.
تعادل هذه الفترة ممارسة التمارين الهوائية مدة ساعتين ونصف أو خمس ساعات من التمارين الهوائية المعتدلة، مثل: المشي السريع والسباحة وجز العشب. أو ممارسة التمارين الهوائية المكثفة مثل الجري وركوب الدراجات مدة ساعة وربع أو ساعتين ونصف في الأسبوع.
قسم الباحثون أيضًا النتائج حسب نوع النشاط وسبب الوفاة.
مثلًا، أظهر الجري معدل انخفاض واضح في خطر الوفاة بسبب السرطان بنسبة 19% وسطيًا.
أيضًا، تُعد ألعاب المضرب الرياضية خاصة جيدةً في تفادي حدوث الموت المبكر، إذ أظهرت الإحصائيات أن ممارسة هذه الألعاب أدت إلى انخفاض معدل الوفاة بجميع الأسباب بنسبة 16%، وأظهرت أيضًا انخفاضًا بنسبة 27% في الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية.
قال الباحثون: «إن هذه النشاطات تتطلب حدوث حركات متزامنة بين العضلات لتكوين الشكل المناسب، وتتطلب ألعاب المضرب تناسقًا بين حركة العين واليد، إضافة إلى حركات خفة متناوبة عالية الدقة والقوة ما قد يحسن الأداء البدني».
أثبتت الدراسة أن أولئك الذين يمارسون عدد ساعات أكثر من الموصى به، قد انخفض لديهم معدل الوفاة بنسبة أكبر من غيرهم، على الرغم من انخفاض النتائج العائدة عليهم مع زيادة الوقت الذي يقضونه في ممارسة الرياضة.
أما على الجانب الآخر، فإن الأشخاص الذين لم يمارسوا عدد الساعات المطلوبة للنشاطات إنما تمرنوا بطريقة بسيطة، انخفض معدل عامل الوفاة لديهم بنسبة 5% مقارنةً بأولئك الذين لم يمارسوا أي نشاط رياضي.
بينما كانت بعض النشاطات تسجل معدل انخفاض في عامل الموت المبكر بنسبة أكبر من غيرها، فقد أكد الباحثون على أهمية اختيار النشاط الأكثر إمتاعًا بالنسبة إليك، فقد تواظب عليه أكثر من غيره.
قال الباحثون: «قد يكون النشاط الذي يتمتع به الأفراد الأكبر سنًا وغير النشطين، والمواظبة عليه، له فائدة أكبر من اختيار نشاط معين بناءً على تقييم المخاطر المبلغ عنها».
اقرأ أيضًا:
مسحة سريعة للعين تنبئ إن كنت معرضًا لخطر الموت المبكر
النوم في عطلة نهاية الأسبوع قد ينقذك من الموت المبكّر
ترجمة: مرح أبوحمدان
تدقيق: حسام التهامي
مراجعة: عبد المنعم الحسين