يوجد المهبل -أو للدقة العضو الأنثوي، الفَرج بجميع أجزائه- بعدة أشكال، وأحجام وألوان. حتى أن رائحته تختلف بين امرأة وأخرى، وهذا طبيعي. تقلق العديد من النساء من فكرة كون أعضائهن التناسلية غير طبيعية أو تقليدية. لكن الطبيعي هو الاختلاف والتنوع، إذ لا يوجد نمط واحد هو الطبيعي والتقليدي. النمط الوحيد الطبيعي لكِ هو نمطك أنتِ، وما دام هذا النمط لا يتضمن الألم أو عدم الارتياح، فكل شيء بخير.
أما زلت قلقة؟
لا بأس، إليك بعض الصور لتدركي مدى التنوع الذي تستطيع أن تكون به منطقتك الخاصة، واقرئي الآتي لتتعلمي أكثر عن مظهرها.
ما الشكل النموذجي الأكثر شيوعًا؟
عندما يتحدث الناس عن شكل المهبل، يقصدون عادةً الشَفرين أو ما يسمى بالشفاه المهبلية.
تُسمى الشفاه الخارجية اللحمية للفرج الشَفَر الكبير (The Labia Majora). أما الشفاه الداخلية -التي تحيط عادة بالطريق المؤدي إلى الفتحة المهبلية- تُسمى الشَفَر الصغير (The Labia Minora).
حتى لو أخذتْ الأشفار الخاصة بكِ نمطًا شائعًا، فمن المحتمل أن تحمل صفات معينة تميزها كليًا عن الأنماط الأخرى المنتشرة. تحمل بعض الأشفار صفات متنوعة من عدة أنماط معًا تجعل من الصعوبة تصنيفها في خانة معينة.
أتريدين نظرة أكثر تفصيلًا؟
اجلبي مرآة محمولة باليد واذهبي إلى مكان خاص. الآن ستكتشفين تشريح جسدك الخاص وتتعلمين أكثر عنه.
النمط الأول: مهبل بشفرين داخليين غير متناظرين:
يُعرَف هذا النمط بأن أحد الشفرين الداخليين أطول من الآخر، أو أسمك، أو أكبر منه. من الشائع أن يملك المهبل شفرين صغيرين داخليين غير متساويين أو متناظرين.
النمط الثاني: مهبل بشفرين خارجيين منحنيين:
تخيلي في هذا النمط أن الشفرين الخارجيين يُشبهان معًا حدوة حصان مقلوبة، عندها ستبدو الحدوة كانحناءين مدورين يلتقيان عند النهاية في نقطة. حال كنتِ تملكين هذا النمط، ستلاحظين وجود شفرين صغيرين مكشوفين للخارج، وقد يبرزان أسفل الشفرين الكبيرين.
النمط الثالث: مهبل بشفرين صغيرين بارزين:
كثيرًا ما يُوصَف هذا النمط عندما يكون الشفران الصغران أطول من الشفرين الكبيرين وأبرز منهما. قد يكون هذا الاختلاف في الطول غير ثابت. فقد يبرز الشفران الصغيران قليلًا أو بوضوح.
النمط الرابع: مهبل بشفرين خارجيين بارزين:
في هذا النمط، يمتد الشفران الخارجيان بارزين للأسفل على الفرج. فقد يكون الجلد سميكًا ومنتفخًا أو رقيقًا ورخوًا قليلًا، أو قد يكون وسطًا بين الشكلين.
النمط الخامس: مهبل بشفرين داخليين طويلين متدليين:
وهو أحد أشكال نمط الشفرين الداخليين البارزين. وفيه يتدلى الشفران الداخليان مسافة 3 سنتيمتر أو أكثر، متجاوزين الشفرين الخارجيين بالطول. حتى أنهما قد يبرزان أحيانًا من السروال الداخلي. إذ قد تلاحظين بروز القليل من الجلد أو الطيّات الإضافية.
النمط السادس: مهبل بشفرين خارجيين طويلين متدليين:
وهو أحد أشكال نمط الشفرين الخارجيين البارزين. فيه يميل الشفرين لأن يكونا كبيرين بالحجم، ويكون الجلد غالبًا رقيقًا ورخوًا. ومثل النمط السابق، قد يَبرز الشفران الكبيران خارج السروال الداخلي. أيضًا قد يكشف هذا البروز القليل من الشفرين الداخليين.
النمط السابع: مهبل بأشفار صغيرة مفتوحة:
يكون الشفران الكبيران في هذا النمط مسطحين يستندان إلى عظم العانة، ويتباعدان قليلًا عن بعضهما، فيسمحان للشفرين الصغيرين بالظهور.
النمط الثامن: مهبل بأشفار صغيرة مغلقة:
يكون الشفران الكبيران في هذا النمط غير متباعدين، بل مُغلقين، يخفيان خلفهما الشفرين الصغيرين تمامًا. تشيع مشاهدة هذا النمط ضمن المنتجات الترفيهية الخاصة بالبالغين، لكنه في الحقيقة من أقل الأنماط انتشارًا.
النمط التاسع: مهبل بأشفار داخلية واضحة.
يتساوى في هذا النمط الشفران الصغيران والكبيران بالحجم. لا يكون ظهور الشفرين الصغيرين ناجمًا عن تدليهما خارج الشفرين الخارجيين، بل بسبب الوضع الطبيعي للشفرين الخارجيين أو بروزهما نحو الجانبين.
ما الطول والعرض المتوسط لأشفار المهبل؟
ليس لدينا الكثير من المعلومات عن قياسات الأشفار المهبلية. تقتصر معلوماتنا على دراستين صغيرتين، أُجْريت الأولى سنة 2006 والثانية سنة 2014.
وفقًا للدراستين، فإن متوسط طول كل من الشفرين الكبيرين الأيمن والأيسر 12 سم. أما الشفران الصغيران، فطول الأيسر 10 سم وعرضه 6.4 سم، وطول الأيمن 10 سم وعرضه 7 سم.
هذه البيانات تمثل مجموعة من القياسات المسجلة. مع أن هاتين الدراستين تمثلان بداية جيدة لدراسات أفضل، فإنهما تمتلكان بعض العيوب، فمثلًا لم تحدد أي من الدراستين:
- الفرق بين طول أو عرض الشفرين الكبيرين الأيمن والأيسر.
- النسبة المتوسطة بين الشفرين الكبيرين والصغيرين طولًا أو عرضًا.
- تأثير عامل العمر في متوسط حجم أجزاء المهبل.
لكنهما أوضحتا حقيقةً مهمة، أن كل شفر على حدة قد يكون أطول أو أقصر، أو أسمك أو أنحف من الآخر. هذا الاختلاف طبيعي.
بصرف النظر عن قيمة متوسط حجم الأشفار، ففي حال كان شفراك الصغيران أو الكبيران حسّاسين أو ميّالين للألم أو شعرت بعدم الارتياح، فربما يكون لديك حالة طبية تُسمى فرط ضخامة الأشفار Labial Hypertrophy. قد تصعب هذه الحالة عملية الاستحمام والاغتسال، وقد تسبب خمجًا والتهابًا في الأشفار.
إذا كانت هذه الحالة مألوفة لديك، يجب عليك مراجعة طبيب مختص، ليقيّم أعراضك وينصحك حول ما يجب فعله.
هل يجب أن يكون لون الشفرين مشابهًا للون الجلد؟
من الشائع أن يكون لون كلا مجموعتي الأشفار أغمق من لون الجلد المحيط. لكن لا يوجد لون محدد لهما عمومًا. تملك بعض الإناث أشفارًا بلون زهري أو أرجواني، في حين تملك أخريات أشفارًا مُحمرّة أو بنية اللون.
أيضًا من الطبيعي أن يزداد لون كُل من البظر والشفرين الداخليين قتامة عند الإثارة. وذلك بسبب ازدياد تدفق الدم إلى المنطقة التناسلية. لكن سيعود اللون إلى طبيعته بعد وصولك إلى النشوة أو بعد زوال شعور الإثارة.
لا تؤثر إزالة الشعر في لون الشفرين، مثلما لا تؤثر في لون الساقين. لا ريب أن الجلد يبدو أفتح بعد إزالة الشعر، لكن هذا بسبب إزالة الشعر، لا تغيّر لون الجلد.
لا داعيَ للقلق عند تغير لون الجلد إلا إذا ترافق مع أعراض أخرى. يجب أن تراجعي طبيبك حال:
- عدم عودة لون الجلد إلى الطبيعي بعد يوم أو يومين.
- تورم وتوذم الشفرين وشعورك بالحكة فيهما.
- تغير لون المفرزات المهبلية إلى الأخضر أو الأصفر.
- وجود رائحة غريبة.
- ظهور بقع صغيرة بلون مختلف عن لون الجلد.
جميع هذه الأعراض قد تشير إلى وجود خمج فطري أو حساسية.
أشكال أخرى تميز منطقتك المهبلية:
تتميز منطقتك المهبلية الخاصة بأكثر من مظهر الأشفار فقط. يشكل كل من البظر وشعر العانة والرائحة سمات مميزة الفرج.
البظر:
هو عضو بحجم اللؤلؤة يُغطى عادة بقُلنسوة. يوجد عند نقطة التقاء الشفرين الداخليين في أعلى الفرج. لا تشبه كل الأبظر بعضها، إذ لا يوجد حجم متوسط عام للبظر، وبعضها يمتلك قلنسوة صغيرة والبعض الآخر كبيرة.
شعر العانة:
ينمو شعر العانة عند معظم الناس بسبب ارتفاع هرمون التستوستيرون خلال فترة البلوغ. لكن يعتمد نمط نمو شعر العانة على الشخص ذاته وهرموناته. إذ قد يملك الشخص شعر عانة كثيفًا أو رقيقًا، أو الكثير من الشعر أو القليل منه، أو شعرًا فقط على عظم العانة أو أن يمتد ليشمل الفرج، وأيضًا ليس من الضروري أن يشبه شعر العانة شعر الفرج. كل هذه الخيارات طبيعية.
المفرزات المهبلية:
بعض المفرزات المهبلية طبيعية، من أسبابها:
- تزليق المهبل الطبيعي (مفرزات حليبية المظهر وبيضاء).
- الاستثارة الجنسية (مفرزات مائية المظهر وشفافة).
- بداية الدورة الشهرية (مفرزات زهرية محمرة غامقة).
- حيض غير منتظم (مفرزات حمراء جافة أو بنية).
عادةً يكون التغيّر في لون المفرزات وقوامها علامة على حالة طبية. يجب عليكِ مراجعة طبيبك حال كانت مفرزاتك:
- عكرة أو شائبة المظهر.
- تملك رائحة منفرة.
- تملك قوامًا زبديًّا يشبه الجبن أو القطن.
تترافق المفرزات غير الطبيعية عادةً مع أعراض مثل الألم والحكة والحرقة. تدل هذه الأعراض عادةً على وجود خمج مهبلي بفطور أو جراثيم مهبلية، أو الكلاميديا، أو جراثيم المكورات البنية المسببة للسفلس.
الرائحة:
تملك جميع المهابل رائحة خفيفة. تعتمد رائحتك الخاصة على عدة عوامل، منها نظامك الغذائي وهرموناتك.
من الطبيعي أيضًا أن تتغيّر الرائحة أو تشتد خلال الدورة الشهرية أو بعد ممارسة الرياضة، يجب أن تعود الرائحة إلى طبيعتها بعد الاغتسال والاستحمام.
يجب أن تراجعي طبيبك الخاص حال استمرت الرائحة أو ترافقت مع أعراض أخرى، مثل الألم أو الحكة أو الحرقة.
البثور والكتل:
من الطبيعي ظهور بعض البثور والكتل الصغيرة بين حين وآخر. تنشأ البثور عن النمو الداخلي للشعر، أو الحبوب، أو تورم الأوردة، أو كيسات حميدة تزول عادةً خلال أسبوع أو أكثر.
راجعي طبيبك الخاص حال استمرار البثور أو ترافقها مع أعراض مثل الحكة أو الحرقة أو أعراض أخرى غير معتادة. إذ قد يكون سببها خمج غير منتقل بالجنس أو حالة طبية أخرى.
متى تجب مراجعة الطبيب؟
تملك الأشفار العديد من الحالات والأشكال المختلفة. قد تكون صغيرة أو كبيرة، واضحة أو مخفية، متناظرة أو غير متناظرة. جميعها اختلافات طبيعية تجعل فرجك الخاص مميّزًا.
الشيء الوحيد غير الطبيعي هو الألم أو الشعور بعدم الارتياح. يجب عليك مراجعة طبيبك الخاص حال كنت تشعرين بقساوة أو حكة أو أعراض أخرى غير مألوفة في منطقتك الخاصة. بوسع الطبيب أن يحدد السبب ويصف لك العلاج.
اقرأ أيضًا:
ما هو تاثير استئصال الرحم على الحياة الجنسية عند المراة ؟
الإفرازات المهبلية: الأسباب والعلاج
ترجمة: يونس الجنيدي
تدقيق: نغم رابي
مراجعة: أكرم محيي الدين