حملت الممارسات الجنسية الآمنة تعريفات مختلفة على مر السنين، لكن الهدف الأساسي منها هو التقليل من مخاطر الإصابة بالعدوى والحمل غير المرغوب فيه، وهي تشمل الجميع بصرف النظر عن هوياتهم أو ميولهم الجنسية.

تشمل الممارسات الجنسية الآمنة الممارسات المستخدمة في أثناء العلاقة الجنسية لمنع التماس مع سوائل الجسم مثل السائل المنوي أو السوائل المهبلية أو الدم، والوقاية من الأمراض المنتقلة بالجنس والشعور بالأمان النفسي في العلاقة، وتنقسم العلاقة الجنسية إلى نوعين بحسب حدوث الإيلاج أو لا.

اعتقد الناس في البداية أن الممارسات الجنسية الآمنة تنطوي على منع الحمل في المقام الأول، وتعددت وسائل تحديد النسل لتشمل الواقيات الذكرية والأنثوية، وحبوب منع الحمل والغرسات الهرمونية، والأجهزة التي توضع داخل الرحم، ومبيدات النطاف.

يشيع استخدام الواقيات خصوصًا، وهي وسيلة حماية من الأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي والحمل غير المقصود، يمكن الحصول عليها دون وصفة طبية ولها ثلاثة أنواع، وهي الواقيات الداخلية التي توضع داخل المهبل، الواقيات الخارجية مثل الواقي الذكري الذي يضعه الرجل على القضيب، والنوع الثالث هو الواقي الفموي، وهو حاجز رقيق يوفر العزل بين الفم والأعضاء التناسلية للشريك عند ممارسة الجنس الفموي.

تذكر أن هذه الواقيات يجب أن تُستخدم أيضًا على الأدوات الأخرى المستخدمة في المداعبة الجنسية وليس فقط في العلاقات مع الأشخاص.

إن مفتاح الوقاية من الأمراض المنقولة بالجنس هو حماية أنفسنا وشركائنا من الإصابة بالعدوى التي قد تكون قصيرة الأمد وقابلة للعلاج مثل الالتهابات، أو التي قد تستمر مدى الحياة.

نذكر بعض الأمراض الشائعة المنقولة بالجنس، التي يمكن الوقاية منها باستخدام الحواجز والواقيات الذكرية:

  •  السيلان البني.
  •  الكلاميديا.
  •  الزهري «السفلس».
  •  الفيروس الحليمي البشري.
  •  الهربس والثآليل التناسلية.
  •  فيروس نقص المناعة البشرية.
  •  التهابات الكبد.
  •  داء المشعرات المهبلية.
  •  الميكوبلازما التناسلية.

عندما يتعلق الأمر بفيروس نقص المناعة البشرية تحديدًا، يوجد دواء مضاد للفيروسات يؤخذ للوقاية قبل التعرض، وهو فعّال بنسبة 99٪ ضد عدوى فيروس نقص المناعة البشرية.

هل بعض أنواع الجنس أكثر أمانًا من غيرها؟

في أي وقت نمارس فيه الجنس، يوجد عامل خطر على الأقل للإصابة بالأمراض المنقولة بالجنس، فلا يوجد جنس آمن تمامًا، لكن توجد ممارسات جنسية أكثر أمانًا مقارنةً بسواها.

تنتقل الأمراض الجنسية عادةً عبر الفم أو المهبل أو الشرج، أو من تماس الجلد حال وجود دم أو أحد سوائل الجسم الأخرى، وربما تنتقل بعض الأمراض الجنسية الأخرى حتى عندما لا نمارس الجنس، مثلًا الإصابة بعدوى الهربس أو الزهري نتيجة التقبيل، لوجود العامل الممرض في اللعاب.

مقارنةً بالجنس الفموي أو الشرجي أو المهبلي، يُعد التقبيل من الممارسات الجنسية الأقل خطورة، وكذلك الاستمناء المتبادل والمداعبة الخارجية، ولو أن خطر العدوى ليس معدومًا تمامًا، لكنها تعد ضمن الممارسات الأكثر أمانًا نسبيًا.

ألهمت هذه الفكرة العديد من الأطباء لاستخدام مصطلح «الجنس الأكثر أمانًا» بدلًا من «الجنس الآمن»، للتعبير عن أن خطر العدوى ليس معدومًا تمامًا.

الطريقة الوحيدة الآمنة بنسبة 100٪ لحماية أنفسنا من الأمراض المنقولة بالجنس هي الامتناع عن ممارسة الجنس، لأن الكثير من العوامل تعتمد على الأشخاص الممارسين ولا أحد يفعل كل شيء دون أخطاء.

لكن الامتناع عن ممارسة الجنس ليس فكرة محببة للجميع، الحل الأفضل هو الاكتفاء بوجود شريك واحد نثق به، وتجنب تعدد الشركاء الجنسيين.

ما الفائدة من اتباع الممارسات الجنسية الآمنة؟

هناك الكثير من الفوائد الجسدية والعاطفية والنفسية لممارسة الجنس، لكن ممارسة الجنس الآمن يعود بالعديد من المنافع المهمة مثل:

  •  الوقاية من الحمل غير المقصود.
  •  تقليل خطر الإصابة بالعدوى، خاصةً بالأمراض المنقولة بالاتصال الجنسي.
  •  تحسين الاستقرار العقلي واحترام الذات.
  •  تعزيز الوعي الذاتي.
  •  تقليل التوتر أو القلق بشأن العدوى.
  •  السلامة النفسية.

تهتم الممارسات الجنسية الآمنة ليس فقط بالصحة الجسدية، بل أيضًا بحماية الصحة العقلية والعاطفية عند ممارسة الجنس، لا سيما عند احترام الحدود والرغبات الشخصية، والتوافق والانسجام بين الشركاء، والاتفاق على الممارسات غير المرغوبة، ومراعاة عدم التسبب بحدوث الأذى الجسدي أو صدمة نفسية للشريك.

هذا يعني أنه يجب التواصل بصراحة حول التوقعات والقيود في الممارسات الجنسية واحترام قرار الشريك ورغبته، والتوقف حال عدم الشعور بالراحة والأمان، إذ إن أحد أكبر العوائق التي تحول دون الحصول على ممارسة جنسية آمنة هو عدم القدرة على تجاوز الوصمات الاجتماعية المرتبطة بالجنس، لذا امنحوا أنفسكم المساحة للتحدث بصراحة عن توقعاتكم، واستكشاف الممارسات الجنسية الآمنة التي تناسبكم، والحدود التي ستتفقون بشأنها مع شركائكم.

بصرف النظر عن نوع العلاقة بين الشركاء، فإن استخدام ممارسات جنسية أكثر أمانًا هو جزء مهم للتحقق من الحصول على تجربة جنسية ممتعة وآمنة للطرفين.

من المهم أيضًا تعلم كيفية تطبيق وسائل الحماية مثل الواقي الذكري باختلاف أنواعه، والتي تشكل عنصرًا أساسيًا في الممارسات الجنسية الآمنة، ومعرفة ما يجب فعله عند تمزق الواقي الذكري مثلًا، لذلك قد يكون من المفيد التدرب على استخدامه ولو بمفردك في البداية.

لماذا تعد هذه الممارسات مهمة للأشخاص النشطين جنسيًا؟

يتعلق كل ما سبق بمحاولة الحصول على علاقة آمنة، والحفاظ على الصحة والسلامة الجسدية والنفسية، إذ إن الصراحة والنقاش بين الشركاء واستكشاف ماذا يفضل كل منهما ونوع وسائل الحماية التي يحبون استخدامها، يمهد الطريق لممارسات جنسية أكثر أمانًا، إضافةً إلى أن التشارك يعزز بناء روابط عاطفية متينة بين الشركاء، حتى خارج نطاق ممارسة الجنس.

قد يحدث الحمل غير المرغوب به في حال:

  •  ممارسة الجنس دون استخدام أي وسيلة منع حمل.
  •  تمزق الواقي الذكري في أثناء ممارسة الجنس.
  •  نسيان تناول حبوب منع الحمل في مواعيدها.
  •  الاغتصاب.

للحصول على أكبر فعالية، يجب استخدام وسائل منع الحمل السريعة في أقرب وقت ممكن، عادة في غضون ثلاثة أيام من ممارسة الجنس. وتتوفر بعض الخيارات دون وصفة طبية.

ما الممارسات الجنسية الآمنة حال الإصابة بمرض مزمن منقول بالجنس؟

ذلك أمر يثير الخوف بين الناس، لكن مصارحة الشريك بحقيقة الإصابة تسمح له باتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع انتشار العدوى، وتعزز الثقة والتواصل بين الشركاء، أيضًا من المهم أن يمتلك المصاب خلفية ثقافية حول مرضه.

مثلًا، إذا كان الشخص مصابًا بفيروس نقص المناعة البشرية، يستلزم ذلك ممارسات جنسية آمنة وحذرة لتجنب انتقال العدوى، وعلى المريض أن يكون صادقًا لاكتساب رضا الشريك ودعمه.

ماذا نفعل عند الشك بحدوث عدوى جنسية؟

يجب إجراء الفحوصات اللازمة في غضون 24 إلى 48 ساعة من معرفة التعرض المحتمل، ويجب القيام بهذه الفحوصات مرة واحدة على الأقل سنويًا حتى لو كنت في علاقة مع شريك واحد أو كنت متزوجًا من شخص واحد فترة طويلة، وكل ثلاثة إلى ستة أشهر حال تعدد الشركاء الجنسيين.

إن الصحة الجنسية أمر مهم، ونحن جميعًا مزيج من العقل والجسد والروح، وفي محاولة لإشباع كل هذه الأجزاء، غالبًا ما نسعى إلى المتعة.

في إطار البحث عن المتعة، علينا التحقق من أننا صادقين مع أنفسنا بشأن ما نحب وما نريد، وأننا على استعداد لمواجهة المخاطر التي قد نواجهها. يخلق ذلك بيئة أكثر أمانًا تمكننا من الاستمتاع بحياتنا والحفاظ على سلامتنا وسلامة الآخرين.

اقرأ أيضًا:

الجنس الآمن: ما هو وكيف تتجنب الأمراض المنقولة بالجنس؟

مضاد حيوي قديم اكتشف أنه يمنع انتقال الأمراض المنقولة بالجنس

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: نور حمود

المصدر