تتكون المعينات الحيوية من عدد ضخم من سلالات البكتيريا المختلفة والكائنات المجهرية الأخرى، مثل: الخمائر، وتُحدِث هذه المعينات آثارًا بيولوجيةً ملحوظةً في الجسم، ولها فوائد صحية عند تناولها بكميات مقبولة.
والمعينات الحيوية ليست موضوعًا جديدًا، فقد استُعمِلت آلاف السنين، وتتوافر الآن للمستهلكين في أشكال مختلفة، مثل: كبسولات الدواء، ومنتجات الألبان كالألبان المخمرة والزبادي.
سلالات بكتيريا الملبنة Lactobacillus وبكتيريا الشقاء Bifidobacterium هي أغلب المعينات الحيوية الموجودة بكثرة في المنتجات، ويشير المختصون في هذا المجال إلى أن أنواعًا عديدة من بكتريا الملبنة والشقاء المدروسة جيدًا تؤثر تأثيرًا عامًّا أو خاصًّا على فيسيولوجيا الأمعاء وصحة الجسم بتهيئة بيئة الأمعاء باستخدام الآليات التي تتشارك فيها المعينات الحيويّة.
وتوصي توجيهات التغذية في أستونيا وإيطاليا وألمانيا وبولندا وإسبانيا خصوصًا بإضافة المعينات الحيوية إلى الغذاء، ومع ذلك مُنع استخدام كلمة «المعينات الحيوية» لوصف المنتجات المعروضة للبيع في الاتحاد الأوروبي، وذلك لأن هذا المصطلح يُصنف «وصفًا عامًّا» قد ينطوي على تأثيرات على الصحة العامة للجسم، ولم يُؤذن لأي وصف صحي دعائي (الوصف الصحي الدعائي يربط بين فئة من الغذاء والصحة) من قِبل هيئة سلامة الأغذية الأوروبية.
تتصدر نتائج الدراسات العلمية الباحثة في التأثيرات الصحية للمعينات الحيوية العناوين دوريًّا، إذ تشير هذه النتائج إلى منافع صحية، مثل: خفض أعراض حمى القش (المعروفة أيضًا بالتهاب الأنف التحسسي الموسمي)، والوقاية من المشاكل الصحية خاصةً الاضطرابات المرتبطة بالأمعاء، مثل: متلازمة القولون العصبي (متلازمة الأمعاء الهيوجة)، والتهاب القولون التقرحي، لكن الأبحاث الجديدة تشير إلى أن النشاط الحيوي لهذه المعينات يصل إلى مناطق أخرى خارج الأمعاء، مثل: ضبط ضغط الدم والكوليسترول وسكر الدم وحتى الوظائف المعرفية.
تشير بعض الأبحاث إلى الآثار المحتملة على الصحة العامة للأشخاص الأصحاء، مثل: تقليص مدة الإصابة بالزكام، وتحسين أعراض خفيفة، مثل: آلام البطن والانتفاخ عند غير المشخَّصين باضطرابات هضمية.
إن مجال المعينات الحيوية معقد، وعند الحديث عن نتائج الأبحاث في هذا المجال يجب أخذ عدة عوامل في الحسبان:
تضم المعينات الحيوية مجموعة واسعة من سلالات البكتيريا:
قد يكون وصف آثار المعينات الحيويّة مضللًا، لأن الآثار الصحية قد تكون مرتبطةً بسلالة بكتيرية محددة، ومن ثَمَّ فإن تجميع نتائج الدراسات التي استخدمت سلالات مختلفة من البكتيريا أو مزيجًا منها قد لا يساعد على تحديد الآثار الصحية، ومن ثَمَّ يرسم صورةً مشوهةً لأدلة الدراسة.
من المهم التذكير بأن كل سلالة يجب أن تُختبر لهدف صحي واحد قبل استخلاص النتائج، قد تختلف استجابة الجسم للمعينات الحيوية من شخص لآخر حسب الفروقات الفيسيولوجية مثل المكونات الأساسية لميكروبيوتا الأمعاء (البكتيريا الموجودة في الأمعاء)، ولذلك لا بد أن يكون عدد العناصر في كل دراسة كبيرًا بما فيه الكفاية ليفسر هذا الأمر.
يجب تناول المعينات الحيوية بانتظام، ولا بد أن تعبر من خلال الجزء العلوي للقناة المعدية المعوية:
لا بد من نجاح المعينات الحيويّة في مقاومة الظروف الصعبة -خاصةً حموضة المعدة-حين مرورها عبر السبيل المعوي، وتختلف معدلات النجاة بين السلالات البكتيرية.
المعينات الحيويّة التي تنجح في النجاة والنمو في الأمعاء، تؤثر بعد ذلك على تكوين ميكروبيوتا الأمعاء ونشاطها، ولكن من أجل اندماجها مع ميكروبيوتا الأمعاء -ولو مؤقتًا- يجب تناول سلالات المعينات الحيويّة دوريًّا، لأنها تبقى في الأمعاء فترات قصيرة.
طريقة توصيل المعينات الحيوية والكمية المستخدمة:
ومن المهم أيضًا استكشاف: هل تُحْدِثُ المعينات الحيوية فوائد صحية بالطريقة التي تُتعاطى بها، مثل: الكبسولات ومنتجات الألبان، أم لا؟ وما مقدار الجرعة الكافي الذي يسمح للمعينات الحيوية بالتأثير الصحي؟
أفادت الهيئات التنظيمية أن المطلوب هو تناول〖10〗^9 من الوحدات (وحدة تستخدم لتقدير عدد الخلايا البكتيرية أو الفطرية القادرة على النمو في العينة) من نوع معين من السلالة البكتيرية التي تكوِّن مستعمرات قادرة على البقاء والنمو.
اقرأ أيضًا:
ما هي البكتيريا (الجراثيم)؟ هل جميعها ضارة؟ ومتى اكتُشِفت؟
كيف يمكن لبعض أنواع البكتيريا أن تحمينا من الإنفلونزا ؟
تناول المضادات الحيويّة يدمّر تركيبة البكتيريا المعويّة المفيدة لعام كامل
ترجمة: عدي بكسراوي
تدقيق: سمية المهدي
مراجعة: صالح عثمان