قد يكون المتزوجون الذين يتشاركون المصاريف سعداء أكثر في الزواج، وقد يحافظون على حبهم طويلًا ويبقون معًا، وذلك وفقًا لبحث من كلية كيلي لإدارة الأعمال بجامعة إنديانا.
تشير الأبحاث السابقة إلى وجود علاقة بين تشارك الأزواج في المصاريف وميلهم ليكونوا سعداء في زواجهم أكثر من الأزواج الذين لا يفعلون ذلك. لكن هذا هو البحث الأول الذي يظهر وجود علاقة سببية لذلك ويوضحها.
قالت جيني أولسون، أستاذة التسويق المساعدة في كلية كيلي: «عندما درسنا علاقات الأشخاص التي كان لكل منها مدة مختلفة، أبلغ الأزواج الذين يملكون حسابات مصرفية مشتركة عن مستويات عالية من الترابط والتشاركية في زواجهم مقارنة بالأشخاص الذين يملكون حسابات مصرفية منفصلة، أو حتى الذين يملكون حسابات مصرفية مشتركة جزئيًا، إذ شعروا أنهم يتعاونون معًا، والمتزوجون الذين يتشاركون المصاريف علاقتهم ليست أفضل فحسب، بل إن اختلافاتهم بخصوص المال أقل، ويشعرون براحة أكبر في تدبير الشؤون المالية وتلبية احتياجات البيت والأسرة».
تضمنت دراسة أولسون وزملاؤها 230 زوجًا، كانوا في ذلك الوقت إما مخطوبين أو متزوجين حديثًا، وكان هذا الارتباط الأول لجميع المشاركين. وتابعوهم طوال عامين في بداية حياتهم الزوجية معًا. وقد بدأ جميع المشاركين الدراسة بحسابات مصرفية منفصلة ووافقوا على احتمال تغيير ترتيباتهم المالية في المستقبل.
كان متوسط عمر الأزواج المشاركين حوالي 28 سنة، 75% منهم من ذوي البشرة البيضاء و 12% من ذوي البشرة السوداء. وكان 36% منهم حاصلين على درجة البكالوريوس ومتوسط دخل الأسرة يبلغ 50,000 دولار.
كان الأزواج يعرفون بعضهم سابقًا لمدة 5 سنوات وسطيًا، أو في علاقة حب لمدة 3 سنوات وسطيًا أيضًا، بالإضافة إلى أن 10% منهم لديهم أطفال.
وبتقسيم عشوائي للأزواج، احتفظ بعضهم بحساباتهم المصرفية المنفصلة، وطُلب من آخرين فتح حساب مصرفي جديد مشترك، أما المجموعة الثالثة فتُركت لهم حرية الاختيار.
أبلغ الأزواج الذين طُلب منهم تشارك المصاريف بعد عامين عن علاقة زوجية ناجحة أكثر من الأزواج الذين احتفظوا بمصاريف منفصلة، وأضافت أولسون إن الدمج يعزز تنسيقًا وشفافيةً أعلى في الأهداف المالية، ويعطي مفهومًا مشتركًا للزواج، وتوضّح:
«يتمثل في هذا المفهوم المشترك العلاقة التي يلبي فيها الشركاء احتياجات بعضهم لأن الحاجة موجودة أصلًا. مثلًا، (أريد مساعدتك لأنك بحاجة إلى ذلك لا لأسجّل ذلك)، وفي وجهة النظر هذه توجد كلمة (نحن)، وافترضنا نظريًا أنها مرتبطة بتشارك المصاريف».
أما الأزواج الذين احتفظوا بحسابات منفصلة فإنهم ينظرون إلى تشارك المصاريف المالية على أنها أكثر من عملية تبادل وحسب، وتوضّح:
«(أنا أساعدك لأنك ستساعدني لاحقًا)، أي أنهم سيدفعون مقدمًا مقابل الحصول على خدمات أخرى لاحقًا. مثلًا أحدهما يدفع فاتورة نيتفليكس والآخر يدفع للطبيب، أي أنهم لا يعملون معًا مثل الأزواج الذين يتشاركون المصاريف ويملكون حسابات مشتركة. وإن هذا النمط أكثر شيوعًا في العلاقات العملية».
وأضافت أولسون أن الدراسة لم تجد فروقًا واضحة بين الجنسين، وأن 20% من الأزواج المشاركين لم يكملوا الدراسة، بينهم نسبة كبيرة من الأزواج الذين انفصلوا بعد عدم تشارك المصاريف، وقالت: «كان باعتقادهم أن ترك العلاقة أسهل عند عدم التشارك في المصاريف».
وأضافت في الختام: «حتى الآن هذا هو أفضل دليل لدينا على سؤال قد يسهم في تشكيل مستقبل الأزواج، ونعتقد أنه خير دليل على فوائد الاندماج بين الزوجين وتشارك المصاريف، وأن الاندماج والتشارك مفهومان يستحقان المناقشة بين الشركاء، بسبب التأثيرات التي رأيناها، سيما أننا لاحظنا التحولات المثيرة للاهتمام على مدى عامين».
اقرأ أيضًا:
لا تبق عازبًا لأن الزواج قد يحمي من الخرف!
هل الزواج شرط أساسي لتحقيق السعادة؟
ترجمة: تيماء القلعاني
تدقيق: بشير حمّادة
مراجعة: محمد حسان عجك