عشرة أشياء قد تكون مجهولة للبعض عن المستكشف الإيطالي كريستوفر كولومبوس الذي أبحر في المحيط الأطلسي عام 1492. سنذكرها تباعًا في المقال الآتي:
1. لم يثبت كولومبوس كروية الأرض
قد نضطر إلى نسيان تلك الأساطير التي بثّها الكثير، من واشنطن إيرفينغ إلى باغز باني. لم يضطر كريستوفر كولومبوس إلى دحض حجج أصحاب نظرية الأرض المسطحة، فقد فعلها الإغريق مسبقًا.
في أوائل القرن السادس قبل الميلاد، أرجح عالم الرياضيات الإغريقي فيثاغورس أن الأرض كروية، وبعد قرنين من الزمن أيّده أرسطو بملاحظات فلكية.
بحلول عام 1492، كان معظم المتعلمين يعرفون أن كوكب الأرض لم يكن على شكل فطيرة (مسطّح).
2. غالبًا، لم يكن كولومبوس أول أوروبي يعبر المحيط الأطلسي!
يرجع هذا الفضل عمومًا إلى الفايكنغ النورسي ليف إريكسون، إذ يُعتقد أنه أرسى في نيوفاوندلاند الحالية عام 1000؛ أي قبل خمسة قرون تقريبًا من إبحار كولومبوس.
يزعم بعض المؤرخين أن سانت بريندان الأيرلندي أو غيره من شعوب السلت، قد عبروا المحيط الأطلسي قبل إريكسون.
بينما تحتفل الولايات المتحدة بذكرى كولومبوس بالمسيرات وبعطلة فيدرالية، مع أن قدمه لم تطأ أبدًا البر الرئيس لأمريكا الشمالية، فإن يوم ليف إريكسون في التاسع من أكتوبر لا يُحتفل به إلا على نطاق ضيق.
3. رفضت ثلاث دول تمويل رحلة كولومبوس.
ضغط كولومبوس على الممالك الأوروبية على مدار نحو عقد من الزمن، لتمويل رحلته لاكتشاف طريق بحري غربي إلى آسيا، وقد تلقى الرد نفسه بالرفض في البرتغال وفرنسا وانجلترا.
أخبر الخبراء كولومبوس أن حساباته كانت خاطئة، وأن الرحلة ستستغرق وقتًا أطول بكثير مما كان يظن.
أثار المستشارون الملكيون في إسبانيا مخاوف مماثلة للملك فرديناند والملكة إيزابيلا.
أخيرًا، تبين أن الرافضين كانوا على حق، إذ قلل كولومبوس من تقدير محيط الأرض وحجم المحيطات، ولكن لحسن حظه، فقد صادفته الأمريكيتين المجهولتين!
4. لم تكن نينا وبينتا الاسمين الفعليين لاثنتين من السفن الثلاث لكولومبوس.
سُميت السفن تقليديًا بأسماء القديسين في إسبانيا في القرن الخامس عشر، بينما أطلق البحارة العاديّون ألقابًا أقل قدسية على سفنهم.
أطلق البحارة على إحدى السفن الثلاث في رحلة كولومبوس عام 1492 اسم بينتا، وتعني بالإسبانية (السفينة المرسومة) أو (المومس)، وأُطلق على سفينة سانتا كلارا لقب نينا؛ تكريمًا لمالكها خوان نينو. على الرغم من تسمية سفينة سانتا ماريا باسمها الرسمي، فإن لقبها كان (لاغاليغا)، نسبة إلى مقاطعة غاليسيا التي بُنيت فيها.
5. تحطمت سفينة سانتا ماريا في رحلة كولومبوس التاريخية.
عشية أعياد الميلاد عام 1492، قاد صبي سفينة كولومبوس الرئيسية نحو الشعاب المرجانية على الساحل الشمالي لهيسبانيولا، بالقرب من كاب هايتيان أو هايتي حاليًا.
قضى طاقمها عيد ميلاد تعيس جدًا، وهم ينقذون حمولة سانتا ماريا.
عاد كولومبوس إلى إسبانيا على متن السفينة نينا، ولكنه ترك ما يقارب 40 شخصًا من الطاقم وراءه لإنشاء أول مستوطنة أوروبية في الأمريكتين (لا نافيداد).
عندما عاد كولومبوس إلى المستوطنة في خريف عام 1493، كان كل أفراد الطاقم قد ماتوا.
6. قام كولومبوس بأربع رحلات إلى العالم الجديد.
رغم الشهرة التي لحقت بكولومبوس بسبب حملته التاريخية عام 1492، لكنه عاد إلى الأمريكيتين ثلاث مرات أخرى في العقد التالي، إذ أبحر إلى جزر الكاريبي وأمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى.
7. عاد المستكشف كولومبوس إلى إسبانيا مقيدًا بالسلاسل عام 1500.
قد يكون حكم كولومبوس لهيسبانيولا وحشيًا ومستبدًا، إذ اشتكى المستوطنون إلى الملك من سوء إدارته. قبض مفوض ملكي مبعوث إلى هيسبانيولا على كولومبوس في أغسطس 1500، وأعاده إلى إسبانيا مقيدًا بالسلاسل.
على الرغم من تجريد كولومبوس من منصب الحاكم، فإن الملك فرديناند لم يُفرج عن المستكشف فحسب، بل دعم رحلة رابعة له!
8. ربما أنقذ خسوف القمر كولومبوس!
في فبراير عام 1504، تقطعت السبل بكولومبوس اليائس في جامايكا، إذ هجره نصف طاقمه وامتنع سكان الجزيرة عن تزويده بالطعام. مع ذلك، فإن السماوات التي اعتمد عليها في الملاحة قد قادته إلى الأمان مرة أخرى.
إذ علم من تقويمه أن خسوفًا قادمًا للقمر سيحدث في 29 فبراير 1504، فحذّر كولومبوس سكان الجزيرة من انزعاج إلهه لرفضهم إعطائه الطعام، وقال إن القمر سيغضب جدًا، كتعبير عن الاستياء الإلهي.
في الليلة المحددة، أظلم القمر بفعل الخسوف وتحول إلى اللون الأحمر، ما دفع سكان الجزيرة المذعورين لتقديم المؤن، متوسلين إلى كولومبوس ليطلب الرحمة من إلهه.
9. استمر كولومبوس في عبور المحيط الأطلسي حتى بعد موته!
بعد وفاة كولومبوس عام 1506، دُفن في بلد الوليد في إسبانيا، ثم نُقل قبره إلى إشبيلية.
بناءً على طلب زوجة ابنه؛ فقد نُقلت قبور كولومبوس وابنه دييغو عبر المحيط الأطلسي إلى هيسبانيولا ودُفنوا في كاتدرائية القديس دومينغو. عندما استولى الفرنسيون على الجزيرة عام 1795، وجد الإسبان بقايا يُظن أنها تخص كولومبوس، ونُقلت إلى كوبا قبل إعادتها إلى إشبيلية بعد الحرب الإسبانية الأمريكية عام 1898.
مع ذلك، فقد اكتُشِف قبر فيه رفات بشرية، ويحمل اسم المستكشف كولومبوس داخل كاتدرائية القديس دومينغو عام 1877؛ ما أثار تساؤلات حول ما إذا كان الإسبان قد استخرجوا الرفات الخطأ!
في عام 2006، عُثر على اختبار حمض نووي، واستخدم دليلًا على أن بعض بقايا الرفات في إشبيلية تعود فعلًا لكولومبوس، ولكن جمهورية الدومينيكان رفضت السماح بإجراء الاختبار على بقية الرفات.
لذلك، قد تكون أجزاء كولومبوس موجودة في كل من العالم الجديد والعالم القديم!
10. تنازع ورثة كولومبوس والملكية الإسبانية قضائيًا حتى عام 1790.
بعد وفاة كولومبوس، خاض ورثته معركة قانونية طويلة مع التاج الإسباني، زاعمين أن الملكية الإسبانية لم تفِ بحقوقهم من الأموال والأرباح المستحقة للمستكشف.
معظم الدعاوى القضائية المتعلقة بكولومبوس كانت قد وصلت إلى تسوية بحلول العام 1536، ولكن الإجراءات القانونية طالت حتى الذكرى 300 لرحلة كولومبوس الشهيرة.
اقرأ أيضًا:
من اكتشف العالم الجديد.. كولومبوس أم الفايكنغ
لماذا لم يسمَ العالم الجديد باسم المستكشف كولومبوس وسمي باسم أميريكو؟
ترجمة: صفا روضان
تدقيق: جنى الغضبان
مراجعة: عبد المنعم الحسين