استخدم فريق دولي من الباحثين بيانات تلسكوب هابل لتأكيد وجود نجم مرافق لمستعر أعظم، يزيل الاكتشاف لغزًا حول الكيمياء الخاصة بالمستعر الأعظم، ويساعد الباحثين على فهم آلية عمل النجوم الثنائية العملاقة.
المستعرات العظمى هي انفجارات هائلة في الكون، تنتج عند موت نجم ما. تتشكل طبقات من مواد معينة حوله مع غاز الهيدروجين عند حافته، إذا لم يوجد الهيدروجين حول المستعر الأعظم، كما هو الحال مع المستعر الأعظم (2013ge)، فلا بد أن شيئًا ما قد سحب المادة بعيدًا قبل حصول الانفجار.
إذن، ما الذي قد يسحب الهيدروجين بعيدًا؟ يقول الباحثون إنه نجم مرافق مختبئ خلف الضوء الساطع للمستعر الأعظم.
يقول أوري فوكس، الفلكي في معهد علوم الفضاء في بالتيمور، المؤلف الرئيس للبحث: «لقد انتظرنا هذه اللحظة طويلًا».
استخدم الباحثون الكاميرا واسعة المجال الخاصة بتلسكوب هابل لدراسة منطقة المستعر الأعظم (2013ge) بالأشعة فوق البنفسجية، إضافةً إلى فحص الصور المؤرشفة لتلاشي المستعر الأعظم في الفترة 2016-2020.
استمر لمعان مصدر الأشعة فوق البنفسجية قرب المنطقة، حتى بعد تلاشي المستعر الأعظم، ما جعل الباحثين يتوقعون وجود نجم ثانٍ.
تقول ماريا دراوت، الكاتبة المساعدة، الباحثة في جامعة تورونتو، كندا: «في السنوات الاخيرة، أظهرت عدة أدلة أن المستعرات العظمى المجردة من الهيدروجين تكونت في ثنائيات، لكن علينا أن نرصد النجم المجاور ليتأكد الأمر».
وأضافت: «تشبه دراسة الانفجارات الكونية علم الطب الشرعي، بمعنى آخر، يجب البحث عن أدلة تؤكد الدراسات. بفضل تلسكوب هابل أصبح بإمكاننا رؤية الأمر مباشرةً».
يدعم هذا الحدث الفرضية القائلة بأن أكثر النجوم الهائلة تتكون في صورة نجوم ثنائية.
اعتمادًا على تصوير هابل، فإن النجم المجاور كان قريبًا، مع ذلك لم يتأثر بالمستعر الأعظم (2013ge).
النجم المرافق لا يقل ضخامة عن زميله المنفجر، ومن المحتمل أنه يسير نحو المصير ذاته. يومًا ما سينفجر ليصبح مستعرًا أعظم هو نفسه، قبل أن يتحول إلى نجم نيوتروني أو ثقب أسود.
هنا قد يُقذف بعيدًا عن زميله، ما قد يؤكد تفسير الباحثين لوجود مستعرات عظمى منفردةً.
أو قد يستمر بالدوران حول رفيقه الميت، قبل أن يندمجا في النهاية ليصدرا موجات الجاذبية.
يتطلب الأمر مزيدًا من الصبر لتأكيد ذلك. يقول فوكس: «من الرفيق الناجي للمستعر الأعظم (2013ge)، ربما نشهد بداية حدث تموج للجاذبية، لكن حدثًا كهذا قد لا يحدث إلا بعد مليار سنة».
يقترح العلماء أن نجمين قد يبدآن بالدوران، يتحول أحدهما إلى مستعر أعظم قبل أن يلحق به الآخر، فينتج نجمان نيوترونيان يدور كل منهما حول الآخر.
سيبحث علماء الفلك عن نجم آخر مصاحب لمستعر أعظم باستخدام تلسكوب هابل الفضائي.
يقول فوكس: «هناك إمكانات تتجاوز مجرد فهم المستعر الأعظم، نعلم الآن أن كثيرًا من النجوم الهائلة تتكون في ثنائيات، لذا فإن رصد النجوم المصاحبة ضرورة للمساعدة على فهم تفاصيل نظام التكون الثنائي وتبادل المواد والتطور المشترك».
اقرأ أيضًا:
توهجات غريبة من اصطدام نجم نيوتروني ما زالت مشعة بعد سنوات من اكتشافه
ما الفرق بين المستعر و المستعر الاعظم ؟
ترجمة: مصطفى عبد العظيم
تدقيق: أكرم محيي الدين
مراجعة: لبنى حمزة