البيانات الآتية من المركبة الفضائية فوياجر 1، والتي تقع الآن على بُعد 18 بليون كيلومتر من الشمس، تُشير إلى أنّها قريبة من أن تكون أوّل جسم صنعه البشر ليصل إلى الفضاء بين النّجمي وتغادر الغلاف الشّمسي لمجموعتنا الشّمسيّة.
البحث الذي اعتمد على البيانات الأخيرة من فوياجر 1، والذي نُشرَ في المجلّة العلميّة المرموقة ساينس، يُضيف تفاصيل جديدة عن المنطقة الأخيرة التي ستعبرها المركبة قبل أن تغادر الغلاف الشّمسي وإلى الفضاء بين النّجوم. التّقارير الثّلاثة التي نُشرَت توضّح كيف أنّ دخول مركبة فوياجر إلى منطقة تُسمّى الطّريق المغناطيسي السّريع نتج برصد أكبر قدر من الأجسام المشحونة من خارج الغلاف الشّمسي، وإختفاء الأجسام المشحونة من داخل الغلاف ذاته. هذا يعني أنّ المركبة على إستعداد لأن تغادر المجموعة الشّمسيّة إلى الأبد.
العلماء لاحظوا إثنتين من ثلاثة علامات توقعوا رؤيتها عند وصول المركبة إلى الفضاء بين النّجمي: أولاً إختفاء الجسيمات المشحونة أثناء العبور السريع للمجال الشمسي المغناطيسي، ثانياً تضخم الأشعة الكونية من الخارج. لكن لم يتمكّن العلماء من ملاحظة العلامة الثالثة التي توقّعوها، ألا وهي تغيير مفاجئ فى إتجاه المجال المغناطيسي و الذي يُعدّ دليلاً على وجود مجال مغناطيسي بين النّجوم المختلفة.
“تلك المنطقة الأخيرة الغريبة، المنطقة التي تمر بها المركبة الفضائية قبل دخولها الفضاء النجمي، يتم التركيز عليها الآن بفضل فوياجر 1, وهي أبعد منطقة تم إستكشافها من قبل الإنسان،” يقول إد ستون, العالم المسئول عن مشروع فوياجر 1 في معهد كاليفورنيا التّكنولوجي في باسادينا. “إذا نظرت لشعاع كوني، و بيانات الجسيمات النّشطة كلٌّ على حدة، قد تستنتج أن فوياجر قد وصلت الفضاء النجمي، لكن الفريق لا يشعر بأن فوياجر وصلت هناك بعد لأننا ما زلنا تحت سيطرة المجال المغناطيسي الشمسي”.
العلماء لا يعلمون تحديداً الى أيّ مدى يجب على فوياجر 1 أن تسلك حتى تصل إلى الفضاء النجمي. قد تأخذ عدة شهور او قد يحتاج الأمر إلى سنة حتى تصل المركبة الفضائية إلى هناك. الغلاف الشمسي يتّسع على الأقلّ 13 بليون كيلومتر، ليشمل كلّ الكواكب في المجموعة الشمسيّة. المجال المغناطيسي الشمسي والرّياح المتأيّنة التي تتمدّد من مركز الشمس تتحكم في المجموعة الشمسيّة بأكملها. خارج الغلاف الشمسي، يوجد الفضاء النجمي المليء بمواد من نجومٍ أخرى ووجود المجال المغناطيسي الناتج بفعل مجرة درب التبانة.