ذلك الخطر الذي يمكن أن يختبئ في منزلك.
سمع ضياء صوت دوران محرك السيارة وشاهد أضواءها تبتعد، لقد ذهبوا أخيرًا.
بقي ضياء وحده في المنزل، ولن يعود أهله إلى المنزل إلا بعد عدة ساعات، بابتسامة متكلفة وتنهيدة حمل جهازه الذكي وبحث عن كلمة جنس، وفي غضون ثوانٍ امتلأت الشاشة بالروابط المختلفة.
محركًا أصابعه إلى الشاشة؛ ضغط على (الصور) لتظهر أمامه مجموعات من الصور الإباحية، وجد صورة أعجبته كثيرًا ومن باب الفضول، ضغط عليها ودخل إلى الموقع، وفتح ذلك الباب الواسع إلى عالم الإباحيات.
صناعة الجنس (صناعة الإباحيات):
هذا العالم يجذب كثيرًا من الناس من مختلف الأعمار -وتحديدًا الرجال-.
هذه الصناعة سريعة النمو وتدر المليارات، تجذب الناس وتستدرجهم للوقوع في فخ الخداع الجنسي.
في عام 2001 كان يوجد تقريبًا 70.000 موقع إباحي على شبكة الإنترنت.
أما اليوم فيوجد أكثر من 40 مليون موقع، ووفقًا لشركة كارفاكا للمواد الإباحية؛ فإن هناك حوالي 30 مليون شخص يشاهد الإباحيات على الإنترنت كل ثانية من كل يوم.
هل تعلم أن 25% من عمليات البحث على الإنترنت تتعلق بالجنس، وأن حوالي ثلث عمليات التنزيل من الإنترنت هي لمنتوجات إباحية؟
بالتأكيد، فإن الإنترنت جعل الوصول إلى الصور والأفلام الإباحية أمرًا سهلًا وعلى نطاقٍ واسع، خصوصًا للشباب المراهقين، بمن فيهم أبناؤك.
المراهقون والإباحيات:
على الرغم أنه من الصعب تحديد عدد المراهقين الذين يشاهدون الإباحيات على الإنترنت؛ أظهرت دراسة أن 42% من مستخدمي الإنترنت بعمر 10-17 سنة قالوا إنهم شاهدوا الإباحيات على الإنترنت خلال السنة الماضية.
دراسة أخرى وجدت أن 53% من الأولاد و 28% من البنات بعمر (12-15) قالوا إنهم قد شاهدوا مواد إباحية.
والوسيلة الأكثر شهرة لمشاهدة هذه المواد كانت الإنترنت، إذ يجعل الإنترنت الوصول للمواد الإباحية سهلًا للغاية، خصوصًا للشباب الذين يلبون فضولهم الجنسي.
وللمفارقة؛ فإن كثيرًا من الأهالي لا يمتلكون فكرة عما يفعله أولادهم على الإنترنت.
هل تعلم أن:
- 71% من المراهقين يخفون نشاطاتهم على الإنترنت عن والديهم؟
- 9 من كل 10 أولاد شاهدوا مواد إباحية قبل سن 18؟
- 6 من كل 10 بنات شاهدن مواد إباحية قبل سن 18؟
احمِ مراهقيك من الإباحيات:
– أيها الأهالي، كما علمتم أبناءكم كيف يكونون آمنين خارج المنزل، لقد حان الوقت لفعل نفس الشيء داخله
العالم الافتراضي يفتح أبواب منزلك أمام الغرباء، الذين لا يهتمون أبدًا بمصلحة ابنك المراهق.
يتعرض المراهقون اليوم لعالم هو غالبًا دون أي حدود أو أخلاق.
من الضروري أن تعلمهم استخدام الحكم الواعي سواء على الإنترنت أو دونه.
– اشرحوا لهم أخطار هذه المواقع الإباحية
على سبيل المثال؛ وضح لأبنائك أن هذه الصور والمقاطع لا تمثل العلاقات الحقيقية.
هذه المواقع تخدع الناس عن طريق اللعب نفسيًا بعواطفهم وتحقيق رغباتهم الجنسية -مؤقتًا-.
هذه الصور الإباحية لا يمكن أبدًا أن تحل محل حاجة الإنسان إلى الحب والعواطف، في الحقيقة قد تفعل العكس.
فيمكن للمواقع الإباحية أن تصبح إدمانًا وأن تشوه الواقع، وأن تسبب مشاكل في العلاقات كذلك.
– اشرحوا لهم كيف أن زيارة هذه المواقع يمكن أن يقود إلى التوهم والكذب.
غالبًا ما يقوم الناس بإخفاء نشاطات بحثهم عن الإباحيات، وذلك لأنهم يعلمون أن ما يقومون به أمر خاطئ؛ ولهذا يبدؤون بالكذب والمراوغة لإخفاء ما قاموا به.
هذه التوهمات يمكن أن تقود إلى إحساس قوي بالذنب والعار.
– علّم مراهقيك عن الجنس والعلاقات الجنسية السليمة، فالأفلام الإباحية ليست طريقة سليمة لعرض الجنس.
أكثر من 85% من الأفلام الإباحية تحتوي على عدوان جسدي، وحوالي نصفها تحتوي على عدوان لفظي.
في معظم المشاهد الإباحية، فإن العدوان يتم من قبل الذكر على الأنثى.
ما يشاهده المراهقون في المواد الإباحية ليس الصورة الصحيحة عن العلاقة الجنسية القويمة.
– إذا كان ابنك قد بدأ فعلًا تصفح الإباحيات؛ ضع برنامجًا للحماية لتساعده على الهرب من هذا الفخ.
لا تلومه وتوبخه بقسوة، فإن المراهق غالبًا ما يكون فعلًا يشعر بالذنب والحرج والندم.
ولا داع لجعله يشعر بالسوء أكثر، ضع خطة لتساعد ابنك المراهق، فعلى سبيل المثال؛ إذا كان ابنك يعكف على تصفح المواقع الإباحية ليلًا؛ ضع وقتًا محددًا لتنطفئ الأجهزة الإلكترونية في المنزل.
أفضل أسلوب هو التواصل علنًا معه وأن تجعله جزءًا من الخطة التي وضعتها، هكذا سيكون الإلتزام أفضل بكثير.
في وقتنا الحالي ومع سهولة الولوج إلى الإنترنت، أصبح المراهقون معرضون أكثر للمواد غير اللائقة بما فيها المواد الإباحية.
من المهم أن تحمي وتثقف ابنك المراهق حول المخاطر المرتبطة بالمغامرات على مواقع الإنترنت الجنسية الصريحة.
لقد ولّت أيام البحث عن المجلات الجنسية (الورقية)، حيث يمكن الآن للمراهقين ملء أدمغتهم بالصور والمقاطع الإباحية بضغطة زر فقط.
لا يمكننا تثقيف الناس كثيرًا حتى يكونوا يقظين وهم متصلون بالإنترنت.
أغلق ضوء هاتفه وجلس في الظلام، موجة من الإحساس بالذنب والعار قد اجتاحته، تمنى لو أنه استطاع التغلب على نفسه والتوقف عن مشاهدة هذه المواقع، لكن الأمر ليس بهذه السهولة.
ما بدأ كفضول وأمر عادي تحول إلى عادة دائمة، لم يستطع ضياء تفسير شعوره بالسوء نتيجة مشاهدته الأفلام الإباحية، لكن شيئًا داخله كان يخبره دائمًا بأنه مخطئ.
- تحرير: تسنيم المنجّد
- المصدر