مع أن التكنولوجيا قد غيّرت صورة العالم الحالي، فقد سهّلت الكثير من المصاعب، وحلّت الكثير من المشكلات، وساهمت في تطوير أغلب مجالات الحياة، وخاصة في مجال التجارة والاقتصاد، لكن التكنولوجيا حملت معها العديد من الأمور السلبية والثغرات التي تمكّن مجرمي الإنترنت من استغلالها بوجهٍ غير قانوني.
تسارع معظم الشركات حاليًا لاستغلال التكنولوجيا لمصالحها؛ لضمان استمرار المنافسة مع باقي الشركات، ومع أهمية التكنولوجيا للشركات؛ فإنها تُعرّض نفسها لمجرمي الإنترنت الذين يبحثون عن برمجيات خبيثة لإحداث الضرر بالشركات.
إن الوضع الراهن يتطلب تدخل طرف آخر، الطرف الذي يمثل الخير، وهم المخترقون الأخلاقيون أو الهاكرز الأخلاقيون، الذين يساعدون الشركات للحفاظ على سلامتها وأمنها ضد مجرمي الإنترنت وبرمجياتهم الخبيثة.
يفيد تقرير جديد من برنامج Hacker One، وهو برنامج اختراق يكافئ المخترق الأخلاقي باكتشافه نقاط ضعف في مكان ما. ووفقًا للتقرير فإن مكافآت مجتمع المخترق الأخلاقي قد تجاوز 300 مليون دولار على مدار تاريخ المنصة. ويشير التقرير إلى أن حوالي 30 مخترقًا أخلاقيًا كسبوا أكثر من مليون دولار، وهناك هاكر أخلاقي ربح أكثر من أربعة ملايين دولار.
وليس بالغريب أن يكون للذكاء الاصطناعي دور كبير، فوفقًا لتقرير صدر هذا العام، أن أكثر من نصف المخترقين -نحو 55%- يخططون لتصبح هذه الأداة الهدف الأول في السنوات القادمة، في حين سيستخدم ويطوّر نحو 61% منهم أدوات الاختراق بواسطة الذكاء الاصطناعي؛ وذلك لإيجاد المزيد من نقاط الضعف، ويخطط 62% من المخترقين الآخرين للتخصص في OWASP Top 10 لنماذج لغوية برمجية كبيرة.
وسيستخدم GenAl لكتابة تقارير أفضل بنسبة 66% من التقارير الحالية، وتشكيل أكواد أفضل بنسبة 53% من الأكواد الحالية، والتغلب على الحواجز اللغوية بفاعلية أفضل بنسبة 33%.
ومع ارتفاع شعبية المخترقين الأخلاقيين، الذين يفتقرون إلى الخبرات والمواهب التي تعمل منزليًا. لكن في الواقع، تشير الإحصائيات إلى أن 70% من العملاء أثنوا على جهود المخترقين الأخلاقيين التي ساعدتهم على تجنب وقوع مشكلة إلكترونية كبيرة.
علاوةً على ذلك، تشير تقارير أن 75% من عملاء برنامج Hacker One يعتقدون أن نقاط الضعف المستغلة هي تهديدهم الأول، متجاوزة الروابط الاحتيالية بنسبة 22%، والتهديدات الداخلية بنسبة 12% والتهديدات الحكومية بنسبة 10%.
إن الجوائز الأكبر تأتي من شركات التشفير، إذ تقدم أعلى متوسط إجمالي للمكافآت، وتشير التقارير إلى أن الشركات قد قدمت أعلى مكافأة لهذا العام وبلغت 100.050 دولار، بالإضافة إلى أن الهاكرز الأخلاقيين يبحثون عن الثغرات، فهم يعملون أيضًا على تطوير أنظمة الأمان والسلامة، أو ما يسمى باختبار الاختراق.
يقول كريس إيفانز، مخترق أخلاقي ببرنامج Hacker One ورئيس قسم المخترقين: «تتعرض المنظمات لضغوط كبيرة للاعتماد على الذكاء الاصطناعي لضمان التقدم على المنافسين، وللتقليل من التهديدات الإلكترونية على أنظمتها. فإذا كنت تريد أن تبقي أنظمتك الإلكترونية آمنة وسليمة من التهديدات، يجب عليك أن تستشير وتتعلم من الخبراء والمخترقين».
يستمر مجتمع المخترقين الأخلاقيين بتنمية مهاراتهم وتطوير أنفسهم لمواجهة التهديدات التي يتعرضون لها، إذ إن تنوع المخترقين ونقاط الضعف التي تظهر، تفيد العملاء لتوقع المخاطر واكتشاف الثغرات في أنظمتهم، وهذا يؤدي إلى المحافظة عليها، وعلى المعلومات التي تحتويها بأمان.
اقرأ أيضًا:
كيف نتجنب التخييم مع الثعابين؟ معلومات مهمة عن التخييم
لماذا توجد سبعة ألوان في قوس قزح؟
ترجمة: يزن دريوس
تدقيق: غفران التميمي