ما هي المتلازمة الكلوية عند الأطفال؟
تدل المتلازمة الكلوية على مشكلةٍ تتمثل بخروج كميةٍ زائدةٍ من بروتين يدعى الألبومين من الجسم، يُشير ذلك إلى أذية إحدى الكليتين أو كلتيهما.
تحوي الكلى عددًا من الأوعية الدموية الملتفة، يُسمى كل منها بالكبيبة. تتمثل وظيفة الكبيبات بفلترة الدم من بعض المواد وطرحها إلى البول. على ذلك، تحدث المتلازمة الكلوية عند وجود خللٍ في وظيفة الكبيبات.
قد يُعاني الطفل المصاب بالمتلازمة الكلوية ما يلي:
- مستويات مرتفعة من بروتين الألبومين في البول.
- مستويات منخفضة من البروتينات في الدم.
- انتفاخ في جميع نسج الجسم (وذمة) وخصيصًا في البطن (حبن).
- زيادة الوزن نتيجة وجود فائض في سوائل الجسم.
- ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم.
- قلة كمية البول.
تُعد المتلازمة الكلوية ذات التغير الأصغري النوع الأكثر شيوعًا لهذا الداء. يُعاني الطفل في هذه الحالة اشتداد أعراض المتلازمة في بعض الأحيان، يمكن رغم ذلك التحكم بالآفة مع الوقت. تتفاقم المتلازمة في حالاتٍ نادرة مؤديةً إلى حدوث فشل كلوي، ما يُحيج الطفل إلى الغسيل الكلوي.
ما أسباب المتلازمة الكلوية عند الأطفال؟
يُشخص معظم الأطفال الذين يُعانون هذه المشكلات بالمتلازمة الكلوية مجهولة السبب.
قد تظهر المتلازمة الكلوية في حالات نادرة خلال الأسابيع الأولى من الحياة، وتُدعى بالمتلازمة الكلوية الولادية. تُورَّث المتلازمة الكلوية عبر جين جسدي متنحٍّ، ما يعني تساوي احتمالية إصابة كل من الأطفال الإناث والذكور. تتمثل احتمالية إصابة الطفل بالمتلازمة الكلوية في كل حمل عند امتلاك الأهل للجين المرضية 1 من 4. تُعد على ذلك حصيلة هذا النوع من المتلازمات الكلوية منخفضة للغاية.
ما أعراض المتلازمة الكلوية عند الأطفال؟
تتنوع الأعراض عادةً بين الأطفال، لكنها تتضمن ما يلي:
- تعب وإرهاق شديدين.
- شعور بعدم الارتياح (التوعك) عمومًا.
- ازدياد في الشهية.
- زيادة الوزن وانتفاخ الوجه.
- انتفاخات وآلام بطنية.
- تجمع السوائل في الجسم (وذمة).
- تجمع السوائل في البطن (حبن).
- شحوب جسم الأظفار.
- بهتان الشعر.
- رخاوة الغضروف في الأذن.
- عدم تحمل الطعام أو الحساسية من أنواعه.
قد تتشابه أيضًا أعراض المتلازمة الكلوية مع أعراض غيرها من الأمراض الصحية. يُنصح الأهل في هذه الحالة باصطحاب أطفالهم إلى مقدمي الرعاية الصحية خاصتهم لتشخيص حالتهم.
كيف تشخص المتلازمة الكلوية عند الأطفال؟
يستفسر مقدم الرعاية الصحية عادةً عن أعراض الطفل وتاريخه الصحي، بالإضافة إلى التاريخ الصحي لعائلته. يُجري مقدم الرعاية بعدها فحصًا جسديًا للطفل، يطلب إجراء بعض الاختبارات مثل:
- تحليل بول؛ ما يكشف عن مستويات البروتينات في البول.
- تحاليل الدم؛ ما يكشف عن مستويات كوليسترول الدم، وبروتين الألبومين في الدم، والمواد الكيماوية الأخرى في الدم.
- فحص بالأمواج فوق الصوتية لوظيفة الكلى (تخطيط صوتي): يستخدم الاختبار غير المؤلم هذا الأمواج فوق الصوتية والكومبيوتر لشكيل صورٍ عن أنسجة الجسم. يُحرك مقدم الرعاية جهازًا يُدعى المُحول فوق البطن ومنطقة الكلى ويُرسل صورًا عن الكلى إلى شاشة الفيديو. يستطيع مقدم الرعاية حينها رؤية حجم الكلى وشكلها، ما يُساعد في الكشف عن أي زيادة في الحجم، أو وجود حصيات، أو كييسات، أو مشكلات أخرى.
- خزعة كلوية، يأخد مقدم العناية عينةً صغيرةً من النسيج الكلوي، تُستخرج الخزعة عبر الجلد باستخدام إبرة أو في أثناء الجراحة، تُدرس الخزعة بعدها تحت المجهر.
كيف تعالج المتلازمة الكلوية عند الأطفال؟
يعتمد اختيار العلاج المناسب على أعراض الطفل، وعمره، وحالته الصحية العامة، بالإضافة إلى مدى شدة حالته.
قد يُضطر الطفل إلى البقاء في المستشفى في أثناء نوبة المتلازمة الكلوية الأول، يُفيد ذلك في مراقبة الطفل في حال انتفاخ الوجه الشديد، والكشف عن ضغط الدم ووجود أي مشكلات تنفسية.
تُستخدم بعض الأدوية لعلاج الأعراض الأولية والانتكاسات، مثل:
- الستيروئيدات القشرية.
- مثبطات المناعة.
- مدرات البول لتخفيف الانتفاخ.
تُضعف الأدوية المُستخدمة لعلاج المتلازمة الكلوية الجهاز المناعي، إذ لا يستطيع الطفل على ذلك أخذ أي لقاحات حية. قد يحتاج الطفل إلى أخذ لقاح جدري الماء إذا كان معرضًا للإصابة ولم يتلق اللقاح الخاص به سابقًا.
يُنصح على ذلك بتواصل الأهل مع مقدم الرعاية الخاص بطفلهم للتحدث عن مخاطر الأدوية، وفوائدها، والأعراض الجانبية المحتملة لها.
يُعاني الأطفال المصابون بالمتلازمة الكلوية صعوبات في تنظيم مستويات المياه في أجسامهم، ما قد يُسبب انتفاخًا ووذمة. تتضمن حمية الطفل على ذلك الحدّ من تناول الملح والسوائل (جميع الأطعمة التي تكون سائلة بدرجة حرارة الغرفة). يُستحسن التواصل مع مقدم الرعاية الصحية للتعرف على كمية الملح والسوائل المناسبة للطفل المصاب.
ما هي المضاعفات المحتملة للمتلازمة الكلوية عند الأطفال؟
تتطور المتلازمة الكلوية عند الأطفال في حالاتٍ نادرة لتصبح فشلًا كلويًا ما قد يُحيج الطفل إلى غسيل الكلى.
كيف يمكن مساعد الطفل المصاب بالمتلازمة الكلوية؟
إبعاد الطفل عن الأشخاص المصابين بالزُّكام وغيره من أمراض الجهاز التنفسي؛ إذ تُسبب الأمراض الرئوية المعدية انتكاسًا لحالة الطفل الصحية.
قياس مستوى البروتين في بول الطفل كل يوم، ما يُساعد في الكشف عن علاماتٍ لأي ارتكاسات.
عدم إعطاء الطفل أي لقاحات إلا بعد ثلاثة أشهر من ارتياحه وتوقفه عن أخذ الستيروئيدات.
قد تتحسن حالة المتلازمة الكلوية من تلقاء نفسها وبمساعدة الأدوية، لكنها قد تسوء رغم تناول الأدوية. قد يُعاني الطفل فترات من الانتكاس والتحسن، يُعد دعم العائلة على ذلك عاملًا أساسيًا في صحة الطفل.
تنفرج عادةً المتلازمة الكلوية عند بلوغ الطفل العاشرة من عمره، ما يعني أن الأعراض ستخف أو ستختفي، ولا تعود عادةً في شبابه.
متى يستحسن التواصل مع مقدم الرعاية الصحية؟
يُفضل التواصل مع مقدم رعاية الطفل الصحية في الحالات التالية:
- أعراض لا تتحسن، أو تسوء.
- ظهور أعراض جديدة.
- الغثيان، أو الإقياء، أو آلام البطن.
- ازدياد غير متوقع في الوزن أو انتفاخ الأرجل، أو الكاحل، أو حول العينين.
- بول داكن اللون.
- قلة البول أو انقطاعه.
يُنصح بالتواصل مع الطوارئ في الحالات التالية:
- ضعف وإرهاق شديدين.
- الدوخة والدوار.
- الصداع.
- الإغماء.
- الأرق.
- الارتباك.
- آلام صدرية وضيق في التنفس.
نقاط أساسية حول المتلازمة الكلوية عند الأطفال:
تحدث المتلازمة الكلوية عند خروج بروتين يُسمى الألبومين من الدم إلى البول، ما يدل على أذية إحدى الكلى أو كلتيهما.
تُعد المتلازمة الكلوية ذات التغير الأصغري النوع الأكثر شيوعًا من الداء، يُعاني الطفل في هذه المتلازمة أسوأ أعراضها وانتكاستها، يمكن مع ذلك التحكم بالمتلازمة بمرور الوقت.
قد يترتب على الطفل البقاء في المستشفى في أثناء نوبة المتلازمة الكلوية الأولى.
تستخدم الأدوية في هذه الحالات لعلاج الأعراض الأولية وارتكاسات الداء.
قد تتضمن حمية الأطفال المصابين بالمتلازمة الكلوية الحد من تناول الملح والسوائل.
قد تتطور حالة الطفل المصاب لتصبح فشلًا كلويًا، ما يُحيجه إلى غسيل الكلى. غسيل الكلى هي عملية تعمل على تصفية الدم من الشوائب والسوائل الزائدة.
تتضمن الخطوات التالية معرفة اللازم في أثناء زيارة مقدم الرعاية الصحية:
معرفة سبب الزيادة وتسجيل الأهل الأسئلة التي تراود أذهانهم. يُفضل في الجلسة تسجيل أسماء الأدوية وأعراضها الجانبية المحتملة، أو طرق العلاج، أو التحاليل، بالإضافة إلى أي تعليمات للطفل أو لأهله.
من المفيد أيضًا معرفة كيفية التواصل مع مقدم الرعاية خارج أوقات عمله، يُعد ذلك مهمًا في حال تدهور حالة الطفل أو لوجود استفسارات بشأن الحالة.
اقرأ أيضًا:
المتلازمة الكلوية أو المتلازمة الكلائية: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
السكتة الدماغية عند الأطفال: الأسباب والأعراض والتشخيص والعلاج
ترجمة: رهف وقّاف
تدقيق: تسنيم المنجد
مراجعة: أحلام مرشد