يظهر الكيس الدهني بشكل كتلة صفراء أو بيضاء على البشرة، وهو غير ضار عادةً ولا يسبب الألم، ولكن يجب الحذر من علامات العدوى. وقد يصيب الكيس الدهني الشخص بأي عمر لكنه ليس معديًا، وبالإمكان علاج الكيس الدهني أو مراقبته لفترة فربما يختفي بمفرده، لكنه قد يظل إلى الأبد إذا تُرك دون علاج.
يجب تمييز الكيس الدهني عن غيره من الأكياس وهي بالمئات، فمثلًا الأكياس الطبقية تنشأ من الجلد، والأكياس الشعرية تنشأ من جذر الشعر، أما الكيس الدهني الحقيقي فهو نادر وأقل شيوعًا من الأنواع الأخرى، وينشأ من الغدد الدهنية، وقد يخلط الناس بينه وبين الأكياس الطبقية المضمنة (التي لا تشمل الغدد الدهنية).
ويختلف الكيس الدهني عن الدملة، فهي تجمّع مؤلم للصديد يتشكل في الجلد بسبب عدوىً بكتيرية. وقد يصبح الكيس الدهني مصابًا بالعدوى أحيانًا، ما يؤدي إلى تطوره إلى دملة أو خراج جلدي.
يمكن العثور على الأكياس الدهنية على الجسم بأكمله (باستثناء راحتي اليدين وأخمص القدمين)، وهي كتلة صفراء أو بيضاء لها شكل قبة، بطيئة النمو ومليئة بالبروتين، وقد تتحرك بسهولة تحت الجلد، وعند الضغط عليها، ستظهر فتحة صغيرة بشكل قبة صغيرة يمكن من خلالها عصر السائل (الزهم) الذي بداخلها.
عادةً، لا تسبب الأكياس الدهنية ألمًا، لكنها قد تصبح مؤلمةً وحساسةً وحمراء إذا أصيبت بالعدوى. ومن علامات العدوى الاحمرار والتورم حول الكيس، أو تسرب صديد برائحة كريهة من الكيس، يُفضل عندها مراجعة مقدم الرعاية الصحية.
ما الغدد الدهنية؟
توجد الغدد الدهنية في الجسم بأكمله، وبخاصة في مكان وجود الشعر، وعددها قليل في اليدين والقدمين، ولا يوجد أي منها في راحتي اليدين وأخمص القدمين.
ومن المواقع ذات الكثافة العالية (عدد من الغدد لكل سنتيمتر مربع): قناة الأذن، والأعضاء التناسلية، ومنتصف الظهر، والذقن، والجبهة. تتألف كل غدة من فص متصل بقنوات. معظم الغدد الدهنية تتصل بجذور الشعر، بينما يفتح بعضها على سطح الجلد. تُنتج الغدد الدهنية مزيجًا من الدهون يُسمى الزهم، وتتضمن هذه الدهون:
- الجليسريدات.
- إسترات الشمع.
- الأحماض الدهنية الحرة.
- السكوالين.
- الكوليسترول.
- إسترات الكوليسترول.
كل غدة دهنية تعيش مدة أسبوع تقريبًا، وتنتج الزهم عندما تتفكك. يشكل الزهم جزءًا من الزيت على البشرة، وله وظائف عدة:
– يقلل من فقدان الماء من سطح البشرة.
- يسبب بعض الرائحة للجسم.
- يحمي البشرة من العدوى بواسطة البكتيريا والفطريات.
- يتعايش مع الزهم بكتيريا تُسمى بروبيوني باكتيريوم الذي قد يؤدي دورًا في تنظيم الجهاز المناعي.
هل الأكياس الدهنية سرطانية؟
الأكياس الدهنية غير ضارة، لكن نادرًا ما قد يصبح الكيس الدهني سرطانيًا، قد يكون الكيس الدهني سرطانيًا إذا امتلك أيًا من هذه السمات:
- علامة على العدوى مثل الألم أو الاحمرار أو تسرب الصديد.
- معدل نمو سريع بعد إزالته.
- قطره يزيد عن خمسة سنتيمترات.
من الصعب على الشخص غير المتخصص أن يميز بين الكيس وشيء آخر، ذلك إذا لم يكن الأمر يتعلق بكيس دهني. وقد يحتاج الشخص إلى نوع من العلاج، لذا يُفضل مراجعة مقدم الرعاية الصحية.
ما الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الأكياس الدهنية؟
تنشأ الأكياس الدهنية من الغدد الدهنية، وقد تتطور إذا تعرضت الغدة أو قناتها (الممر الذي يخرج منه الزهم إلى الجلد) للضرر أو الانسداد. يحدث ذلك عادةً نتيجة لإصابة في المنطقة، مثل خدش أو جرح جراحي أو حالة جلدية مثل حب الشباب. قد تتشكل الأكياس أيضًا بسبب وجود قناة مشوهة، أو بسبب حالات وراثية، مثل متلازمة خلية الخلايا القاعدية.
لا توجد أطعمة أو مشروبات معروفة حاليًا في على الأكياس الدهنية.
ما أعراض الأكياس الدهنية؟
العرض الرئيس للكيس الدهني هو وجود كتلة صغيرة تحت الجلد، عادةً ما تكون الكتلة غير مؤلمة. لكن في بعض الحالات، قد تلتهب الأكياس وتصبح حساسةً عند اللمس. وقد تكون البشرة في منطقة الكيس حمراء و/أو دافئةً إذا كان الكيس ملتهبًا.
بعض الأكياس قد تختفي على نحو طبيعي، بينما تستمر الأخرى في النمو حتى يحصل الشخص على علاج. من دون العلاج، قد يحمل الشخص الكيس الدهني طوال حياته.
كيف تُشخص الأكياس الدهنية؟
الأكياس الدهنية أقل شيوعًا بكثير من الأكياس الطبقية، ومع إن مظهر الكيس الدهني قد يكون صفراويًا قليلًا، فإن التشخيص يُؤكد رسميًا بعد أن يفحصه الطبيب بعد إزالته، وفي بعض الحالات قد يجري مقدم الرعاية الصحية عملية استئصال صغيرةً للنسيج من الكيس، أو يفحصهُ بحثًا عن علامات السرطان، وقد يطلب الاختبارات الآتية:
- فحصًا بالموجات فوق الصوتية لتحديد محتوى الكيس.
- استئصال عينة من نسيج الكيس بواسطة مسمار بيولوجي، وذلك حين تُزال كمية صغيرة من النسيج من الكيس وفحصهِ للبحث عن علامات السرطان.
- فحص CT الذي يجرى حين يرى الطبيب أن المريض قد يحتاج إلى إجراء عملية جراحية لإزالة الكيس الدهني، ويساعد هذا الجراح على العثور على أفضل مسار وتحديدِ أية تشوهات.
كيف تُعالج الأكياس الدهنية؟
إذا كان الكيس صغيرًا ولا ينمو وليس مزعجًا، فبالوسع تجاهل الأكياس الدهنية لإنها لا تكون خطيرة عادةً. إذا أصبح الكيس الصغير ملتهبًا فقد يحقنهُ مقدم الرعاية الصحية بِدواء الستيرويد للتقليل من الانتفاخ.
وقد يعمل مقدم الرعاية الصحية على تصريف الكيس الذي يكون كبيرًا أو مؤلمًا أو ملتهبًا. وقد تحتاج الكيسات الكبيرة إلى إزالة إذا تسببت في تساقط الشعر على فروة الرأس أو التداخل مع الملابس.
عند إزالة الكيس، سوف يُخدر الجلد موضعيًا لمنع الإحساس، ثم يُحدث مقدم الرعاية الصحية شقًّا، ويضغط على البروتين الموجود بالداخل. إذا أزيل الكيس كاملًا، فمن المحتمل أن الكيس لن يعود، لكن إذا بقي جزء من الغشاء، فمن المرجح أن يعود الكيس.
قد يستخدم مقدم الرعاية الصحية أحد الأساليب الآتية للتخلص من الكيس الدهني:
- الاستئصال بمساعدة الليزر: إذ يُصرّف الكيس عندما يصنع الليزر فتحةً صغيرةً.
- الاستئصال العريض التقليدي: تترك هذه الإجراءات ندبةً طويلة بعد إزالة الكيس.
- الاستئصال البسيط: يُزال الكيس باستخدام شق أصغرَ في الجلد بحيث يغطي الكيس.
- الاستئصال بواسطة القطع: يزال الكيس وجزء صغير من الجلد الطبيعي المحيط به باستخدام مشبك شبيه بالملعقة.
لدى الشك بأن الكيس الدهني مصاب بالعدوى، يجب رؤية مقدم الرعاية الصحية على الفور. وقد يحتاج المصاب إلى استخدام مضادات حيوية.
من المرجح أن تنتج ندبة بعد أن يزيل مقدم الرعاية الصحية الكيس، هناك أيضًا فرصة للإصابة بالعدوى، لذا قد يعطي مقدم الرعاية الصحية للمصاب مرهم مضاد حيوي لتطبيقه بعد الإجراء.
التعايش مع الأكياس الدهنية
قد يكون التعايش مع الأكياس الدهنية صعبًا بالنسبة لبعض الأشخاص بخاصة إذا كان الكيس الدهني في مكان بارز جدًا مثل اليد أو فروة الرأس.
يجب الإبلاغ عن الأعراض لمقدم الرعاية الصحية إذا وُجدت كتلة على البشرة، قد تكون كيسًا دهنيًا، أو نوعًا آخر من الأكياس، أو شيئًا آخر تمامًا. ويجب عدم اللجوء إلى التشخيص الذاتي والاعتماد على الإنترنت، فالمتخصصون وحدهم قادرون على التشخيص الواضح والعلاج.
يجب عدم محاولة ثقب وتصريف الكيس أبدًا، لأن ذلك قد يؤدي إلى انتشار العدوى وعودة الكيس. أيضًا لا بد من المحافظة على مراقبة علامات العدوى وإبلاغ لمقدم الرعاية الصحية عنها.
ما الأسئلة التي يجب طرحها على مقدم الرعاية الصحية بشأن الأكياس الدهنية؟
- هل لدي كيس دهني أم نوع آخر من الأكياس؟
- هل تعتقد أنه سيختفي هذا على نحو طبيعي، أم سوف يحتاج إلى علاج؟
- هل تعتقد أن الكيس الدهني سيزداد حجمًا؟
- ما خيارات العلاج التي تنصح بها؟
- هل أحتاج إلى رؤية متخصص أو جراح؟
- ماذا يجب أن أفعل إذا عاد الكيس بعد الإجراء؟
الخلاصة
يجب اللجوء إلى مقدم الرعاية الصحية بشأن أية مشكلة في البشرة، حتى لو كانت لأسباب تجميلية، وقد تكون الكتلة على البشرة كيسًا دهنيًا بريئًا وغير خطير، أو قد تكون شيئًا خطيرًا، ولذلك يجب الاعتماد على مقدم الرعاية الصحية للحصول على تشخيص واضح وخيارات علاج صحيحة.
اقرأ أيضًا:
خمس نصائح لحماية البشرة في الصيف
العناية بالبشرة للرجال: ما تحتاج إلى معرفته
ترجمة: عقيل الحسن
تدقيق: منال توفيق الضللي
مراجعة: محمد حسان عجك