كل ما أظهرته الجداول البيانية والرسوم المتحركة فيما يتعلق بحركة دوران الكواكب كانت معلومات مغلوطة قليلًا. ولنكون أكثر دقة، فإنها تشرح حركة الكواكب بطريقة مبسطة حتى لا يضطر المعلمون شرح مركز الكتلة للأطفال الذين ما يزالون في بداية طريقهم لفهم أن الأرض ليست الكوكب الوحيد الموجود.

مع أن الشمس أكبر جسم في المجموعة الشمسية بكتلة تبلغ نحو 1048 مرة كتلة المشتري، فإن الجاذبية تعمل باتجاهين، كما تمارس الأرض قوة جذب على الجسم، يمارس الجسم أيضًا قوة جذب أصغر بكثير على الأرض.

جاء في تصريح لناسا: «يصف قانون كيبلر الثالث العلاقة بين كتلتي جسمين يدوران حول بعضهما بعضًا ويحددان مجال المدار. على سبيل المثال هناك نجم في المدار ذو كتلة أكبر من الآخر، كلا النجمين يدوران حول مركز معلوم وهو “مركز الكتلة”. وهذا صحيح بغض النظر عن حجم المادتين المقصودتين. إن قياس حركة النجم حول مركز كتلة كوكب كبير يُعد من الطرق المستخدمة لاكتشاف الأنظمة الكوكبية مع النجوم البعيدة».

ببساطة، نقول إن الكواكب تدور حول الشمس، ولكن مركز كتلة أجسام المجموعة الشمسية أقرب إلى الشمس وهذا بسبب كتلتها الكبيرة. وبفضل مدارات وتأثير العملاقين الغازيين المشتري وزحل نادرًا ما يكون المركز داخل الشمس.

نستنتج من ذلك أن الأرض لا تدور حاليًا حول نقطة داخل الشمس وأن مركز الكتلة خارجها. وأننا ندور في نقطة في الفضاء بدلًا من الشمس.

قال أودون في تغريدة على منصة إكس: «الكواكب لا تدور حول الشمس عمومًا، لكن من الناحية التقنية لا تدور حول الشمس فقط لأن تأثير الجاذبية للمشتري يعني بأن على الكواكب أن تدور حول نقطة جديدة في الفضاء». وأضاف: «بالطبع الكواكب تدور حول الشمس، نحن نتكلم بتحذلق حول الموضوع. والتفكير الطبيعي يملي علينا فكرة أننا ندور حول مركز الشمس، ولكن هذا نادر الحدوث؛ من النادر جدًا أن يتماشى مركز كتلة المجموعة الشمسية مع مركز الشمس».

ينطبق ذلك أيضًا على الأجسام الأصغر مثل الكواكب وأقمارها. يدور كل من الأرض والقمر حول نقطة تبعد حوالي 5000 كيلومترًا عن مركز الأرض مع أن هذه المسافة تتغير لأن القمر يبتعد أكثر فأكثر عن الأرض.

بقدر ضآلة تأثير هذه المعلومات في الحياة، فإنها مثيرة للاهتمام، وتذكرنا بأن كل شيء أكثر تعقيدًا مما يعلمونه في المدرسة.

اقرأ أيضًا:

لأكثر من مليار سنة من تاريخ الأرض، تطورت الحياة دون حدوث نار

العثور على أقدم دليل حول الحقل المغناطيسي الأرضي في جرينلاند

ترجمة: خضر نعامة

تدقيق: باسل حميدي

المصدر