عندما تنتشر بكتيريا الكلبسيلا من الأمعاء أو فضلات الإنسان إلى أجزاء أخرى من الجسم، فإنها تسبب عدة أنواع من العدوى المقاومة للمضادات الحيوية.
ما بكتيريا الكلبسيلا الرئوية؟
تعيش بكتيريا الكلبسيلا الرئوية طبيعيًا في الأمعاء والفضلات في جسم الإنسان. وقد صُنفت أنها بكتيريا سالبة صبغة الغرام، ومغلفة، وغير متحركة، ولديها قابلية عالية لمقاومة المضادات الحيوية.
وهي غير ضارة إن كانت موجودة في أماكنها الطبيعية مثل الأمعاء والبراز. لكن إن انتشرت إلى جزء آخر في الجسم مثل الرئة، فإنها تسبب عدوى خطيرة.
عدوى بكتيريا الكلبسيلا الرئوية
تسبب بكتيريا الكلبسيلا الرئوية أنواعًا من العدوى مثل:
- الالتهاب الرئوي، إذ إنها مسؤولة عن إصابة 11.8% من الأشخاص بالالتهاب الرئوي في المستشفيات.
- التهاب المسالك البولية.
- عدوى داخل البطن.
- التهاب السحايا.
- خراج الكبد القيحي.
- عدوى مجرى الدم.
ستتحدد الأعراض والعلاج وفقًا لمكان العدوى، ولكن عمومًا، الأشخاص الأصحاء الذين يتبعون نظام حياة صحيًا أقل عرضة للإصابة بالعدوى.
يزداد خطر الإصابة بالعدوى إذا كان الشخص:
- يعمل في منشأة صحية.
- يعاني أمراضًا أخرى مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، أو أمراض الأوعية الدموية الطرفية، أو اعتلال الكلى، أو مرض الصفراء.
- لديه قسطرة متصلة بالمثانة.
- مريض سرطان.
- لديه اضطراب تعاطي الكحول.
يعالج الأطباء عادة عدوى الكلبسيلا الرئوية بالمضادات الحيوية، لكن بعض الأنواع أو السلالات مقاومة لتلك المضادات، ما يجعل من الصعب علاج بكتيريا الكلبسيلا بالمضادات الحيوية المعتادة.
سبب العدوى هو بكتيريا تسمى كلبسيلا. وتحدث عند دخول البكتيريا إلى الجسم، ما قد يحدث بسبب:
- الاتصال البشري: إذا لمس أحد جرح أو جزء حساس في جسمك بيديه غير النظيفتين.
- معدات المشفى: يُصاب نحو 8 – 12 % من الأشخاص الذين يخضعون لأجهزة التنفس الصناعي بالعدوى.
أعراض الكلبسيلا الرئوية:
تسبب بكتيريا الكلبسيلا أنواعًا مختلفة من العدوى، بأعراض مختلفة، إذ تصيب أجزاء عديدة في الجسم.
الالتهاب الرئوي:
تسبب الكلبسيلا عادةً الالتهاب الرئوي البكتيري أو عدوى الرئة، ويحدث ذلك عند دخول البكتيريا الجهاز التنفسي، وقد تحدث العدوى في أماكن مثل المحلات التجارية أو مترو الأنفاق أو المستشفيات ودور الرعاية.
تسبب بكتيريا الكلبسيلا الالتهاب الرئوي بنسبة 3 – 5% من إجمالي مسببات الالتهابات الرئوية في البلدان الغربية. وهي مسؤولة أيضا عن إصابة 11.8% من الأشخاص في المستشفيات حول العالم.
تشمل أعراض الالتهاب الرئوي:
- الحمى.
- ارتعاش.
- السعال.
- مخاط أصفر أو أحمر.
- ضيق النفس.
- ألم الصدر.
عدوى المسالك البولية:
إذا أصابت البكتيريا المسالك البولية فإنها تسبب عدوى بها. تشمل المسالك البولية الإحليل والمثانة والحالبين والكليتين.
يزداد خطر الإصابة في الحالات التالية:
- تركيب قسطرة بولية.
- لدى السيدات.
- حال وجود أمراض بالكلى.
لا تسبب عدوى المسالك البولية عادةً أي أعراض. حال وجود أعراض فإنها تتمثل بالآتي:
- الرغبة المتكررة في التبول.
- ألم وحرقان عند التبول.
- دم مع البول أو بول عكر.
- كمية قليلة من البول.
- ألم في الظهر وفي منطقة الحوض.
- ألم أسفل الظهر.
- الحمى.
حال الإصابة بالبكتيريا في إحدى الكليتين تتمثل الأعراض في:
- حمى.
- ارتعاش.
- غثيان.
- قيء.
- ألم أعلى الظهر والجنب.
قد يعاني المريض التهابات المسالك البولية بالجزء العلوي من الجهاز البولي أو السفلي. وكلاهما له أعراض متشابهة، لكن عدوى المسالك البولية العليا غالبًا ما تنطوي على أعراض جهازية أكثر، وعادةً ما تكون أشد من عدوى المسالك البولية بالجزء السفلي.
عدوى الجلد أو الأنسجة الرخوة:
إذا اخترقت البكتيريا الجلد عبر شق أو جرح فإنها تصيب الجلد بالعدوى. ويحدث هذا عادةً بسبب جرح.
تشمل عدوى الجرح بالكلبسيلا الرئوية:
- التهاب النسيج الخلوي.
- التهاب اللفافة الناخر.
- التهاب العضل.
وفقًا لنوع العدوى، تتمثل الأعراض في:
- حمى.
- احمرار.
- انتفاخ.
- ألم.
- أعراض تشبه الانفلونزا.
- إرهاق.
- جروح أو قرح، تشمل القروح على بطانة المعدة أو الأمعاء الدقيقة أو المريء.
التهاب السحايا
في حالات نادرة، تسبب بكتيريا الكلبسيلا الرئوية التهاب السحايا البكتيري، ويحدث هذا عند إصابة السائل المحيط بالمخ والحبل الشوكي بالبكتيريا. وتحدث معظم هذه الحالات في المستشفيات.
يسبب التهاب السحايا ظهور الأعراض الآتية فجأة:
- الحمى الشديدة.
- الصداع.
- تصلب الرقبة.
تشمل الأعراض الأخرى:
- الغثيان.
- القيء.
- رهاب الضوء «حساسية تجاه الضوء».
- تشوش.
- تشنجات «نادرًا».
التهاب باطن المقلة:
قد تنتشر البكتيريا إلى العينين وتسبب التهابًا في باطن المقلة إذا انتشرت في الدم. وهذه العدوى تسبب التهابات في بياض العين وقد تؤدي إلى العمى.
قد تشمل الأعراض:
- ألم العينين.
- الاحمرار.
- إفرازات بيضاء أو صفراء.
- بقعة بيضاء على القرنية.
- رهاب الضوء.
- تشوش الرؤية.
خراج الكبد القيحي:
في السنوات الأخيرة، تزايدت حالات الإصابة بخراج الكبد القيحي نتيجة للإصابة بالبكتيريا في الولايات المتحدة.
تزداد فرص الإصابة بخراج الكبد القيحي حال الإصابة بمرض السكري، أو اضطرابات شرب الكحول، أو تناول المضادات الحيوية فترةً طويلة.
تشمل الأعراض الشائعة:
- الحمى.
- ألم في أعلى يمين البطن.
- الغثيان.
- القيء.
- الإسهال.
عدوى الدم:
إذا وصلت إلى الدم، قد تسبب بكتيريا الكلبسيلا تجرثم الدم. في تجرثم الدم الأولي تهاجم الكلبسيلا مجرى الدم مباشرةً. أما في تجرثم الدم الثانوي فتنتشر البكتيريا في الدم من مكان العدوى وصولًا إلى أجزاء أخرى من الجسم.
أثبتت دراسة أجريت عام 2016 أن نحو 50% من حالات الإصابة بالبكتيريا في الدم تنشأ من وجود البكتيريا في الرئة.
تظهر الأعراض عادةً فجأة، وقد تشمل:
- الحمى.
- الارتجاف.
لابد من علاج حالة تجرثم الدم فور الإصابة بها، لأنها إذا تُركت من دون علاج قد تصبح مهددة للحياة.
عوامل الخطر لبكتيريا الكلبسيلا الرئوية:
تشمل عوامل الخطر:
- كبر السن.
- تناول المضادات الحيوية مدةً طويلة.
- تناول الكورتيكوستيرويدات.
- دخول المستشفى.
- استخدام أجهزة التنفس الاصطناعي.
- استخدام القساطر الوريدية أو البولية.
- إجراء عملية جراحية.
- الإصابة بجروح.
- مرض السكري.
- اضطراب تعاطي الكحول.
- مرض الانسداد الرئوي المزمن.
- أمراض الكبد المزمنة.
- أمراض الرئة.
- الفشل الكلوي.
- غسيل الكلى.
- الخضوع لعمليات زراعة الأعضاء والأنسجة الصلبة.
- مرض السرطان.
- الخضوع للعلاج الكيميائي.
يمكن للعديد من هذه الحالات أن تثبط جهاز المناعة، خاصةً عند تركها دون علاج.
طرق انتشار عدوى الكلبسيلا الرئوية:
تنتقل عدوى الكلبسيلا من طريق التواصل بين الأشخاص. وقد يحدث هذا عند لمسك أحد الأشخاص المصابين بالمرض.
حتى وإن لم تُصب، ستظل تحمل البكتيريا لإصابة شخص آخر.
إضافةً إلى ذلك، قد تلوث البكتيريا المعدات الطبية مثل:
- أجهزة التنفس الاصطناعي.
- القسطرة البالونية الحالب.
- القسطرة الوريدية.
تشخيص العدوى:
يستطيع الطبيب المختص إجراء عدة اختبارات لتشخيص المرض.
تعتمد الاختبارات على الأعراض. وقد تشمل:
الفحص البدني:
إذا كان لديك جرح ما فسيبحث الطبيب عن أي علامات للعدوى. وسيفحص العينين لتفقد الأعراض.
عينات من سوائل الجسم:
قد يأخذ الطبيب عينة من الدم، أو المخاط، أو البول أو سائل النخاع الشوكي وستُفحص هذه العينات بحثًا عن وجود أي بكتيريا.
التصوير:
إذا شك الطبيب بإصابة المريض بالكلبسيلا الرئوية فسيطلب إجراء أشعة سينية على الصدر أو تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني لفحص الرئة. إذا كان الطبيب يعتقد أنك مصاب بتقرحات الكبد فسيطلب إجراء رنين مغناطيسي أو أشعة مقطعية.
علاج عدوى بكتيريا الكلبسيلا الرئوية:
يعالج الأطباء مرض الكلبسيلا الرئوية باستخدام المضادات الحيوية، لكن قد يصعب علاجها أحيانًا، لأن بعض السلالات لديها مقاومة عالية لتلك المضادات.
إذا كنت مصابًا بعدوى مقاومة للأدوية، فسيطلب الطبيب اختبارات معملية لتحديد المضاد الحيوي الأفضل لك.
عليك دائمًا اتباع تعليمات الطبيب. لأن التوقف عن هذه المضادات يزيد من احتمالية عودة المرض.
متى تزور الطبيب؟
إذا لاحظت أي أعراض، أو أصبت بحمى مفاجئة ولم تستطع التنفس.
قد تنتشر عدوى الكليبسيلا سريعًا في الجسم، لذلك من المهم الحصول على المساعدة.
الوقاية من العدوى:
الطريقة المُثلى للوقاية هي غسل اليدين باستمرار.
تضمن نظافة اليدين عدم انتقال أي جراثيم. لذا لا بد من غسيل اليدين جيدًا:
- قبل لمس العينين، أو الأنف، أو الفم.
- قبل تحضير الطعام وبعده.
- قبل تغيير ضمادات الجروح وبعده.
- بعد استخدام المرحاض.
- بعد السعال أو العطس.
أحيانًا قد تسبب العدوى آثارًا دائمة. مثلًا قد تضعف بكتيريا الكلبسيلا وظيفة الرئة على نحو دائم.
اقرأ أيضًا:
ما الذي يسبب ضعف الانتصاب لدى الشباب الأصغر سنًا؟
أكثر الأدوية المسكنة للألم شيوعًا في العالم قد يكون لها آثار جانبية خطيرة
ترجمة أسماء خالد
تدقيق: أكرم محيي الدين