يتجنب الأطفال المصابون بالتوّحد التواصل عن طريق الأعين بدرجة أكبر من الأطفال الآخرين في ذات السن، يستخدم هذا المؤشر حاليًا في تشخيص المرض بعد عمر السنتين.
نُشر بحث في مجلة Nature يورد إمكانية ملاحظة أعراض التوّحد في الرضّع في عمر الشهرين، أصغر عمر لتشخيص التوّحد حتى الآن.
“إن أمكن إعادة الدراسة على عينه أكبر، فإنها قد توفر طريقة لتشيخص التوحد في الرضع مما يعني إمكانية بدء العلاج مبكراً”.يقول مدير البحث في مركز ماركوس للتوحد، ورين جونز.
درس جونز وزملائه 110 رضيعاً منذ ولادتهم، 59 منهم أكثر عرضة للتشخيص بالتوّحد لوجود أخوة لهم مصابين بالمرض. في كل 88 طفل يوجد طفل في طيف اضطرابات التوحد، حسب آخر إحصائيات مركز مراقبة الأمراض في الولايات المتحدة الأمريكية.
قام الباحثون في الدراسة الجديدة بعرض مقاطع فيديو للرضّع تظهر صوراً لأهاليهم، واستخدموا معدات مراقبة النظر وبرنامج يراقب مكان وقوع نظر الأطفال. “يولد الأطفال ومعهم نزعة كبيرة للتواصل بالعين، الأطفال الرضّع ينظرون إلى العينين أكثر من أي منطقة أخرى في الوجه، وإلى الوجه أكثر من أي جزء آخر من الجسم” كما تقول الدراسة.
شُخص 12 طفلاً من المجموعة عالية الخطورةباضطراب التوحد ،جميعهم كانوا ذكوراً إلا طفلتين، كما شّخص طفل آخر من المجموعة منخفضة الخطورة. بين عمر الشهرين والستة أشهر كان ميل هؤلاء الأطفال للنظر للعينين يقلّ مع مرور الوقت، لكن عند بدء الدراسة كان هؤلاء الأطفال يحدقون في العينين كباقي الأطفال الذين لم يُشخصوا فيما بعد بالمرض.
فوجئ جونز وزملاؤه بنتائج الدراسة، حيث توقعوا أن يكون ميل المصابين بالمرض للنظر إلى العينين أقل منذ الولادة، ولكن النتيجة المغايرة تعطي أملاً بوجود فسحة زمنية يمكن خلالها معالجة المرض. يقول سيمون كوهين، باحث في مجال اضطرابات التوحد، أن الدراسة الجديدة مهمة لاكتشافها أوقات معينة يمكن خلالها معالجة المرض قبل بدء ظهور الأعراض الكبيرة للمرض عن طريق الاكتشاف والتدخل المبكر.
يعتقد جونز أنه من المبكر استخدام نتائج دراسته في تشخيص التوحد، ليحصل ذلك لابد من استخدام عينة أكبر تظهر أن قلة النظر نحو العينين تحدد بدقة احتمال تطور اضطراب التوحد عند المريض، وهذا هدف فريقه المستقبلي.