في سعيهم للركض لمسافات أبعد، والقفز عاليًا ما أمكن، والصمود طويلًا في المنافسات، لجأ العديد من الرياضيين إلى مجموعة متنوعة من الأدوية والمكملات التي تعزز الأداء. الكرياتين هو أكثر هذه المواد شيوعًا، يُعتقد أنه يعزز كتلة العضلات، ويساعد الرياضيين في تحقيق المزيد من القوة.
جزء من سبب شعبية الكرياتين هو سهولة الوصول إليه.
يتوفر مسحوق الكرياتين، والأقراص، وألواح الطاقة، والمشروبات المخلوطة دون وصفة طبية، في الصيدليات كلها، ومحلات السوبر ماركت، ومتاجر التغذية، وشبكة الانترنت.
مع أن الكرياتين مادة طبيعية، إلا أنه لم يُدرس جيدًا على المدى الطويل حتى الآن. فلا يزال الباحثون غير متأكدين من الآثار التي قد يحدثها في الجسم، ومع ذلك توجد أدلة على أنه آمن على المدى القصير وخصوصًا في تمارين المقاومة عالية الكثافة.
ما هو الكرياتين؟
هو مادة طبيعية تتحول إلى فوسفات الكرياتين في الجسم. يساعد فوسفات الكرياتين في صنع مادة تدعى (ATP-الأدينوزين ثلاثي الفوسفات)
تساعد هذه المادة في تأمين الطاقة اللازمة لتقلص العضلات.
ينتج الجسم الكرياتين طبيعيًا فيلبي جزءًا من احتياجاته فقط. كما أنه يأتي من الأطعمة الغنية بالبروتين مثل اللحوم أو الأسماك.
كيف نستخدم الكرياتين؟
في السبعينيات، اكتشف العلماء أن تناول مكمل الكرياتين قد يعزز الأداء البدني. وفي التسعينيات، بدأ الانتشار بين الرياضيين، وأصبح مكملًا رياضيًا شائعًا. يحظى المكمل بشعبية خصوصًا بين الرياضيين في المدارس الثانوية، والكليات الجامعية، والمحترفين أيضًا، خاصة لاعبي كرة القدم، والهوكي، والمصارعين، ولاعبي الجمباز.
يُعتقد أن للكرياتين دورًا في تحسين القوة وزيادة الكتلة الصافية للعضلات، كما أنه يساعدها في التعافي بسرعة أكبر في أثناء التمرين. قد يساعد هذا التعزيز العضلي الرياضيين في تحقيق دفعات إضافية من السرعة والطاقة، خاصة في أثناء الجولات القصيرة من الأنشطة عالية الكثافة مثل رفع الأثقال أو الركض السريع.
ومع ذلك، فقد تباينت الأبحاث العلمية فيما بينها. على الرغم من أن بعض الدراسات قد وجدت أنه يساعد في تحسين الأداء خلال فترات قصيرة من النشاط الرياضي، لا يوجد دليل على أن الكرياتين يساعد في رياضات التحمل. تظهر الأبحاث أيضًا بأن عضلات البعض لا تستجيب للكرياتين، بعض الناس الذين يستخدمونه لا يرون أية فائدة.
على الرغم من انتشار الكرياتين بين الشباب، فالقليل جدًا من الأبحاث أجريت على الأطفال دون سن 18 عامًا. في إحدى الدراسات، كان أداء السباحين المراهقين أفضل بعد تناول الكرياتين. في دراسة أخرى، ساعد الكرياتين لاعبي كرة القدم في المدرسة الثانوية في الركض والمراوغة والقفز بفعالية أكثر.
يدرس الباحثون إذا ما كان الكرياتين مفيدًا أيضًا في علاج بعض الحالات الصحية الناتجة عن ضعف العضلات، بما في ذلك:
- قصور القلب والنوبة القلبية
- داء هنتنغتون
- الاضطرابات العصبية العضلية، بما في ذلك ضمور العضلات
ما مدى أمان الكرياتين؟
فقط لأن الكرياتين طبيعي، لا يعني بالضرورة أنه آمن. لا تخضع المكملات الغذائية للمعايير نفسها عند (إدارة الغذاء والدواء الأميركية-FDA) مثل الأدوية، ما يعني أنه لا يمكنك دائمًا معرفة ما هو موجود في المكملات الغذائية الخاصة بك، أو الكمية الموجودة داخلها.
مازال الباحثون لا يعرفون الآثار طويلة الأجل لتناول مكملات الكرياتين، خاصة عند الشباب. غالبًا يأخذ المراهقون هذا المكمل دون الرجوع إلى الطبيب ومشورته، ما قد يجعلهم عرضة لتناول جرعة زائدة عن تلك الموصى بها.
مع أن معظم الأشخاص الأصحاء يمكنهم تناوله دون مشاكل، إلا أن الكرياتين، وفي حالات نادرة، قد يكون له آثار ضارة، خاصة عند استخدامه بكثرة. قد تشمل الآثار الجانبية:
- زيادة الوزن
- قلق
- صعوبة في التنفس
- إسهال
- تعب
- حمى
- صداع
- مشاكل في الكلى
- غثيان
- طَفَح جلدي
- اضطراب المعدة
تناول المنشطات مثل الكافيين والإيفيدرا مع الكرياتين قد يزيد خطر الآثار الجانبية.
لا يُنصح باستخدام الكرياتين عند الأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى، أو الكبد، أو داء السكري.
الأشخاص الذين يجب عليهم تجنب تناوله أيضًا هم الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا والنساء الحوامل أو المرضعات.
لا يجوز استخدام الكرياتين عند تناول أي دواء أو مكمل قد يؤثر في نسبة السكر على الدم، لأنه قد يؤثر أيضًا على مستويات السكر في الدم.
يجب الحرص على شرب كمية كافية من الماء للوقاية من التجفاف عند تناول الكرياتين.
يجب إخبار الطبيب قبل تناول الكرياتين أو أي مكمل آخر.
اقرأ أيضًا:
كيف تؤثر المكملات الغذائية على صحتك؟
لماذا يجب أن تحصل على العناصر الغذائية من الطعام وليس المكملات الغذائية ؟
ترجمة: عصام حصري
تدقيق: نور عباس
مراجعة: مازن النفوري