كيف ستكون عملية القلي في حالة الجاذبية الصغرى؟ يبدو إلقاء أصابع البطاطا في الزيت المغلي في أثناء الطفو في الفضاء وصفة للفوضى والإصابة بحروق من الدرجة الثالثة. لكن ما يهم العلماء، هل يحتاج الطهي بالزيت إلى الجاذبية ليكون فعالًا. واتضح أن هذا ليس هو الحال.
يُعتبر القلي طريقةً لذيذة لطهي الطعام طالما اتبعها البشر على مستوى العالم منذ قرون حتى وإن كانت غير صحية. إذ ينقل الزيت الساخن أو الدهون الحرارة بسرعة، محققًا بذلك النتيجة المرجوة، ما يشكل قشرةً مقرمشة وداخل طري. لذلك يُعد طعمها لذيذًا وناجحًا.
ولكن إذا نظرنا بالتفاصيل، خاصةً عندما يكون هناك ما هو مقلي قليًا عميقًا، فهناك ما هو أكثر بكثير من الزيت والحرارة والطعام. في حالة البطاطا المقلية هنا على الأرض، تتشكل الفقاعات على السطح وترتفع لأعلى بسبب القابلية للطفو.
لكن ليس من الواضح إن كان الحال في الفضاء كذلك، فلا ترتفع الفقاعات في غياب الجاذبية، لذلك قد يتشكل حاجز بخار حول البطاطا، ما يمنع الزيت من قليها. كان هذا البحث الجديد ضروريًا لإظهار ما إذا كان هذا السيناريو قد يحدث.
قال البروفيسور ثودوريس كارابانتسيوس من جامعة أرسطو في سالونيك، عضو فريق البحث الذي يقف وراء الدراسات في بيان له: «اسأل أي طاهٍ وسيؤكد أن الفيزياء والكيمياء وراء الطعام موضوع معقد ورائع ينتقل إلى تخصصات علمية أخرى».
لاختبار ذلك بأمان، أُنشئت مقلاة آلية خاصة كانت تحتوي على كاميرات عالية السرعة لتتبع الفقاعات وشُغّلت آليًا بحيث يمكن تشغيلها بأمان. أُجريت جولتان تجريبيتان في رحلة مجازية تابعة لوكالة الفضاء الأوروبية (ESA)، حيث ينشأ انعدام الوزن بسبب نمط طيران خاص في الطائرة.
قاست التجربة درجة حرارة الزيت والبطاطا وكيف تحركت الفقاعات. الخبر السار هو أنه حتى في حالة الجاذبية الصغرى، ما زالت الفقاعات تنفصل بسهولة عن سطح البطاطا، لذا يمكن رواد الفضاء في المهام طويلة الأمد (ربما إلى المريخ) تناول البطاطا المقلية. وهذا ليس كل شيء.
ويخلص المؤلف الرئيسي جون ليومباس إلى أنه: «بصرف النظر عن التغذية والراحة، فإن دراسة عملية القلي في الفضاء قد تؤدي أيضًا إلى تقدم في مختلف المجالات، من الغليان التقليدي إلى إنتاج الهيدروجين من الطاقة الشمسية في انعدام الجاذبية».
نُشرت الدراسة في مجلة Food Research International.
اقرأ أيضًا:
قد يسبب الإكثار من تناول الأطعمة المقلية الموت المبكر !
هذا ما يقوله خبراء التغذية عن البطاطا
ترجمة: سارة الحمصي
تدقيق: باسل حميدي
مراجعة: لبنى حمزة