تنقل شرايينك الدم من القلب إلى باقي أجزاء جسدك، وتحمله أوردتك مرة أخرى إلى القلب، وتمنعه الصمامات الموجودة في هذه الأوردة من العودة عكسيًا. عندما تعاني أوردتك مشكلةً في إعادة الدم من الأطراف إلى القلب، يُعد هذا قصورًا وريديًا venous insufficiency، وبسببه لا يعود الدم إلى القلب بصورة صحيحة، ما يؤدي إلى تجمعه في أوردة الساقين. يحدث القصور الوريدي بفعل عدة عوامل، أكثر هذه العوامل شيوعًا الجلطات الدموية (تخثر الوريد العميق deep vein thrombosis)، والدوالي varicose veins.
حتى لو كان لديك تاريخ عائلي من القصور الوريدي، يمكنك أن تمنع تطور المرض لديك باتباع خطوات بسيطة.
أسباب القصور الوريدي
في حالة الأوردة السليمة، يتدفق الدم باستمرار من الأطراف إلى القلب، وتعمل الصمامات الموجودة في الأوردة على منعه من العودة عكس هذا التدفق.
الأسباب الأكثر شيوعًا للقصور الوريدي وجود إصابة سابقة بالجلطات الدموية أو الدوالي. في حالة الجلطات الدموية، يتعطل تدفق الدم قُدُمًا عبر الأوردة، فيتراكم وراء الخثرة مسببًا قصورًا وريديًا. أما في حالة الدوالي، تكون الصمامات ضعيفة أو تالفة بالكامل، فيتسرب الدم من خلالها.
في بعض الحالات، يؤدي ضعف عضلات الساقين -التي تضخ الدم إلى الأمام- إلى القصور الوريدي.
ينتشر القصور الوريدي في النساء أكثر من الرجال، وتزداد فرصة حدوثه بين البالغين فوق 50 عامًا، وفقًا لمركز كليفلاند كلينيك Cleveland Clinic.
عوامل أخرى تزيد من خطر الإصابة بالقصور الوريدي
- الجلطات.
- الدوالي.
- البدانة.
- الحمل.
- التدخين.
- السرطان.
- ضعف العضلات، أو إصابات الساقين، أو الرضوض.
- تورم الوريد السطحي phlebitis.
- التاريخ العائلي من الإصابة بالقصور الوريدي.
- الجلوس أو الوقوف لفترات طويلة دون حركة.
أعراض القصور الوريدي
- تورم الساقين أو الكاحلين (الوذمة edema).
- ألم يزداد عند الوقوف، ويقل عند رفع الساقين.
- تشنجات الساقين.
- شعور بألم أو نبض أو ثقل بالساقين.
- حكة بالساقين.
- ضعف بالساقين.
- زيادة سمك جلد الساقين أو الكاحلين.
- تغير لون الجلد، خاصة حول الكاحلين.
- تقرح الساقين.
- تورم الساقين.
- الدوالي.
- شعور بألم في بطة الساق.
تشخيص القصور الوريدي
يطلب الطبيب معرفة التاريخ الطبي للمريض كاملًا، ويجري فحصًا شاملًا للجسم، ثم يطلب الطبيب إجراء بعض الفحوصات لتحديد سبب المرض، والتي تتضمن تصوير الأوعية الدموية، وفحصًا بالموجات فوق الصوتية.
التصوير الوعائيvenogram
في هذا النوع من الفحوصات يحقن الطبيب الأوردة بصبغة متباينة اللون، تجعل الأوعية الدموية تبدو واضحةً في صورة الأشعة السينية، ما يوفر للطبيب صورةً واضحةً للأوعية الدموية.
الموجات فوق الصوتية duplex ultrasound
يُستخدم هذا النوع من الفحوص لفحص سرعة سريان الدم واتجاهه في الأوردة، يضع الفني مادةً هلامية gel على الجلد في المكان المراد فحصه، ثم يمرر جهازًا صغيرًا (محولًا transducer) على المنطقة ذاتها، يستخدم هذا الجهاز الأمواج فوق الصوتية التي ترتد إلى الحاسوب، وتعطي صورةً لسريان الدم.
معالجة القصور الوريدي
يعتمد العلاج على عدة عوامل، منها سبب المرض، والحالة الصحية للمريض، وتاريخه المرضي.
يأخذ الطبيب عوامل أخرى بعين الاعتبار، مثل:
- الأعراض.
- العمر.
- شدة المرض.
- مدى تحمل المريض للأدوية وللإجراءات العلاجية.
العلاج الأكثر شيوعًا هو الجوارب الطبية الضاغطة prescription compression stockings؛ وهي جوارب مرنة، تسبب ضغطًا على الكاحلين وأسفل الساقين، فتحسن سريان الدم في الأوعية، وتقلل من تورم الساقين، وتتوفر هذه الجوارب بأطوال ودرجات ضغط متعددة، ويمكن للطبيب أن يساعدك على اختيار النوع المناسب لك.
استراتيجيات علاج القصور الوريدي
1. تحسين السريان الدموي
يمكن تحسين سريان الدم بخطوات بسيطة، مثل:
- رفع الساقين كلما أمكن.
- ارتداء جوارب ضاغطة مرنة؛ لزيادة الضغط على أسفل الساقين.
- إبقاء الساقين غير متصالبتين عند الجلوس.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
2. الأدوية
يُستخدم العديد من الأدوية لمعالجة حالات القصور الوريدي، منها:
- المدرات البولية diuretics: تسحب كمية أكبر من سوائل الجسم، لتُطرح بواسطة الكليتين.
- مضادات التخثر anticoagulants: تجعل هذه الأدوية الدم أقل لزوجة.
- بنتوكسيفيللين pentoxifylline (Trental): لتحسين سريان الدم.
3. الجراحة
نلجأ أحيانًا إلى الجراحة في الحالات الشديدة من القصور الوريدي، وقد يقترح طبيبك واحدة من عدة أنواع من الجراحات، هي:
- إصلاح الأوردة جراحيًا.
- إزالة الوريد التالف.
- الجراحة التنظيرية بسيطة التدخل Minimally invasive endoscopic surgery: يُدخل الجرّاح أنبوبًا رفيعًا مع كاميرا، فيمكنه رؤية الأوردة المتوسعة وربطها.
- نقل الوريد Vein bypass: يُستَبدل بالوريد التالف وريد سليم من مكان آخر من الجسم، وتُعد هذه الجراحة خيارًا أخيرًا في الحالات الشديدة جدًّا، وفي حالة القصور الوريدي في أعلى الفخذ فقط.
- الجراحة بالليزر/ الجراحة الضوئية Laser surgery: وهي تقنية حديثة نسبيًا؛ تُستخدم لتوسيع الوريد المُصاب، أو إغلاقه بتسليط دفقات قوية من الليزر على بقعة محددة.
4. استئصال الوريد الإسعافي Ambulatory phlebectomy
تُجرى هذه العملية خارجيًا (أي أن المريض لا يُضطر لقضاء الليل في المشفى)، يحدد الطبيب نقاطًا معينة في ساقيك ثم يزيل الدوالي الأصغر بعمل ثغرات دقيقة.
5. تجميد الأوردة/ تصليب الأوردة Sclerotherapy
نلجأ لهذه الطريقة من العلاج في الحالات المتقدمة من القصور الوريدي، وفيها تُحقن مادة كيميائية في الوريد التالف لتمنع تدفق الدم فيه، فيعود الدم إلى القلب عبر الأوردة الأخرى، أما الوريد التالف فيمتصه الجسم تدريجيًا، وتُستخدَم هذه الطريقة لتصليب الأوردة المتوسطة والصغيرة.
6. القسطرة Catheter procedures
تُستخدم القسطرة في الحالات الشديدة، عندما تكون الأوردة المصابة كبيرة الحجم، يدخل الطبيب قسطرةً (أنبوبًا رفيعًا) إلى الوريد، ثم يسخن طرفها، فتسبب الحرارة إغلاق الوريد والتئامه فور إزالة الأنبوب.
إذا كان لديك تاريخ عائلي من الإصابة بالمرض، فيمكنك أن تحد من فرص إصابتك به بخطوات بسيطة، منها:
- عدم الثبات على وضع واحد، مثل الوقوف أو الجلوس، لفترات طويلة، انهض وتحرك باستمرار.
- عدم التدخين، والإقلاع عنه إذا كنت مدخنًا.
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
- الحفاظ على وزن صحي.
اقرأ أيضًا:
توسع الشعيرات الدموية (الأوردة العنكبوتية)
أسباب مثيرة للدهشة لجلطة الأوردة العميقة
ترجمة: يمام نضال دالي
تدقيق: صالح عثمان