القارة المتجمدة الجنوبية انتاركتيكا فقدت من الجليد ما يكفي لإحداث تغيير في الجاذبية
نعم كما قرأت ، آخر ضحايا التغيّر المناخي هي الجاذبية ..
هذه هي الخلاصة التي أعلنت عنها وكالة الفضاء الأوروبية ESA.
“ذوبان الثلوج في غرب القارة المتجمدة الجنوبية انتاركتيكا بين عامي 2009 و 2012 سبّب انخفاضاً في حقل الجاذبية فوق هذه المنطقة” كما جاء في بيان ESA التي قام قمرها الاصطناعي GOCE بقياس هذا التغيّر.
في الواقع ، التغيّر في الجاذبية صغير و لا يعني أنّك لو ذهبت إلى القطب الجنوبي فأنّك ستطفو كما يفعل روّاد الفضاء ، لكن الدلالة الأهم لهذه القياسات أنّ الاحتباس الحراري يغير القارة المتجمدة الجنوبية انتاركتيكا بطرقٍ جوهرية.
ففي وقت سابق هذا العام ، أعلن فريقٌ آخرٌ من العلماء أنّ الأنهار الجليدية الرئيسية في منطقة غرب القارة المتجمدة بدأت بالانهيار بشكل غير قابلٍ للوقف و هو ما سيسبّب بارتفاع مستوى البحر عدّة أمتار في القرون القادمة.
قد يكون الكثيرون منّا قد تعلّموا أنّ الجاذبية ثابتة ، لكن في الحقيقة الجاذبية تختلف بنسب بسيطة جداً من منطقة إلى أخرى على سطح الأرض بحسب المنطقة و كثافة الصخور (أو الجليد في حالة القارة المتجمدة الجنوبية) تحتنا.
خلال المهمة التي استغرقت أربع سنوات ، قام القمر الصناعي التابع لـESA بتصوير التغيّرات الحاصلة بدقّة لا مثيل لها و التقط انخفاضاً مهماً في مساحة القارة المتجمدة الجنوبية في المنطقة التي يذوب فيها الجليد بشكلٍ أسرع.
حيث أظهرت 200 مليون عملية قياس قام بها القمر الصناعي ما بين يناير عامي 2011 و 2014 أن القشرة الجليدية للقارة المتجمدة الجنوبية يتقلص حجمها بمقدار 125 كيلومتر مكعب كلّ عام.
هذه النتائج حول وضع غرب القارة المتجمدة تمّ التوصّل إليها عن طريق الجمع ما بين معطيات عمليات قياس و مسح حقل الجاذبية عالي الدقة و التي قام بها القمر الصناعي العائد لـESA و معطيات قمر صناعي أخر أقدم عمراً يقوم بتحليل حقل الجاذبية بدقة أقل.
يأمل العلماء بأن يوّسعوا دراساتهم لتشمل القارة المتجمدة الجنوبية بأكملها و هو ما قد يقدم أفضل صورة عن تأثير الاحتباس الحراري على هذه القارة.
أخر التقديرات تشير إلى أنّ بحار العالم سيرتفع مستواها بمقدار 50 إنشا ( 127 سم) في نهاية القرن الحالي و السبب الأكبر في ذلك يعود إلى ذوبان الجليد في غرب القارة المتجمدة الجنوبية.
و قد أظهر بحثٌ سابقٌ اُعتمدت فيه بياناتٌ من القمر الصناعي CryoSat و الذي يعود إلى وكالة الفضاء الأوروبية ESA أنّ ذوبان الجليد في غرب القارة المتجمدة الجنوبية قد تصاعف بنسبة ثلاثة أضعاف منذ عام 2009 فقط ، حيث يذوب ما حجمه 500 كيلومتر مكعب من الجليد كلّ عام من القارة المتجمدة الجنوبية و غرينلاند ، و هو ما يقارب جبلاً جليدياً بمساحة جزيرة مانهاتن في نيويورك و عمقه ثلاثة أميال و نصف.