الفيروسات القهقرية هي سلاسل في الجينوم بقيت من عدوى فيروسية قديمة. حيث تعمل على صنع نسخة من الحمض النووي من الجينوم الخاص بها وإدخالها في جينوم طبقة الخلايا المولدة للخلايا التكاثرية للمضيف. لذلك توَرَّث تلك الفيروسات القهقرية إلى الجيل التالي .. وهذا يحافظ على الموَّرثة الفيروسية في جينوم الكائن المصاب أي انها تصبح جزئا طبيعيا مع المادة الوراثية. ولأن هذا الحدث نادر وعشوائي، فإن العثور على مورثات فيروسية في موضعين متماثلين على كروموسومين من نوعين مختلفين من المتعضيات مستحيل الا اذا كان هناك سلف مشترك بينهما.
تمثل الفيروسات القهقرية ما يقارب 8% من الحمض النووي للإنسان . ويشترك الإنسان والشمبانزي في سبع مورثات فيروسية مختلفة، وتشترك الرئيسيات كلها في فيروسات قهقرية مشابهة .. أن وجود فيروس واحد مشترك هو دليل اكثر من كافي على حقيقة السلف المشترك , لكن بين الانسان والشمبانزي هناك اكثر من 7 والعدد في ارتفاع .
وفي تجربة عملية من مئات التجارب الاخرى تم فحص نوعين معينين من افراد هذه الفيروسات حيث تمت دراسة فيروسيّ (HLM-2 ، HLM-25) , المتواجدان في الكروموسوم الاول والخامس للبشر حيث انه وعند مقارنة الحمض النووي للبشر مع الاحماض النووية للشمبانزي والغوريلا تم ايجاد ان اسلاف هذه الفيروسات تتواجد بنفس التسلسل وفي نفس الموقع من التسلسل الجيني اي انها اصابت السلف القديم لهذه الحيوانات قبل ان تتفرع من الشجرة التطورية وانتقلت من السلف القديم الى الفروع حيث انه يتم توارثها بشكل طبيعي اثناء انتقال المادة الوارثية من الاباء الى الابناء ..
وتوجد لها أمثلة في القطط حيث تقدم السنوريات مثالًا آخر على سلسلة مورثة فيروسية وُجدت في سلف مشترك . تحتوي الشجرة التطورية للسنوريات قططًا صغيرة (مثل سنور الأدغال، والقط البري، والقط المنزلي) تفرعت عن أنواع القطط الكبيرة مثل تحت عائلة النمرية ولواحم أخرى. حقيقة وجود مورثة فيروسية داخلية لدى القطط الصغيرة حيث لا توجد في القطط الكبيرة تشير إلى أن تلك المورثة أُضيفت في جينوم سلف القطط الصغيرة بعد تفرع القطط الكبيرة عنها .
[divider]