- أرسطرخس الساموسي (Aristarchus of Samos)
- ولد عام 310 ق.م – وتوفي عام 230 ق.م
- عالم فلك يوناني أكد أن الأرض تدور حول محورها وتدور حول الشمس.
على هذا الأساس، أعلن ضده الفيلسوف اليوناني (كليانثس- Cleanthes stoicism) أنه يجب توجيه الاتهام إليه بالمعصية «لأنه يعتقد بأن قلب الكون يتحرك».
لم تنجح أفكار أرسطرخس حول حركة الأرض، لكن أفكاره معروفة من المراجع التي كتبها عالم الرياضيات اليوناني أرخميدس، والمؤرخ اليوناني (فلوطرخس- Plutarch) والفيلسوف اليوناني (سيكستوس إمبيريكوس- Sextus Empiricism).
قال أرخميدس في كتابة (ساند ريكونر- Sand Reckoner): «أن أرسطرخس اقترح نظرية جديدة، وإذا كانت صحيحة، ستجعل الكون أكبر بكثير مما كان يعتقد. هذا لأن الأرض المتحركة يجب أن تنتج اختلاف المنظر، أو التحول السنوي، في المواقع الظاهرة للنجوم الثابتة، ما لم تكن النجوم بعيدة جدًا».
وفي القرن السادس عشر، كان أرسطرخس مصدر إلهام لأعمال الفلكي البولندي نيكولاس كوبرنيكوس.
في مخطوطته الخاصة بـ«الكتب الستة» المتعلقة بثورة الأجرام السماوية (1543)، استشهد كوبرنيكوس بأرسطرخس كسلطة قديمة اعتنقت حركة الأرض. لكن كوبرنيكوس تجاوز هذه الاشارة لاحقًا، ولم تذكر نظرية أرسطرخس في الكتاب المنشور.
عمل أرسطرخس الوحيد الباقي هو على مقاسات وأبعاد الشمس والقمر، وهو أقدم حل هندسي باقي لهذه المشكلة.
وقياساته هي:
- لوحظ أثناء كسوف القمر، يبلغ قطر ظل الأرض ضعف قطر القمر.
- القمر والشمس كل منهما له درجتان في القطر الزاوي.
- وحينما يكون القمر هلالًا تكون المسافة الزاوية بينه وبين الشمس 87 درجة.
باستخدام الفرضية 3، أظهر أرسطرخس أن الشمس ما بين 18 إلى 20 مرة أبعد عن الأرض من القمر. النسبة الفعلية هي حوالي 390.
باستخدام هذه النتيجة والتقديرات 1 و2 في بناء هندسي ذكي على أساس خسوف القمر، فقد حصل على قيم لأحجام الشمس والقمر.
ووجد أن قطر القمر يتراوح بين 0.32 و 0.40 بالنسبة لقطر الأرض، وقطر الشمس يتراوح بين 6.3 إلى 7.2 ضعف قطر الأرض.
«أقطار القمر والشمس بالمقارنة مع الأرض هي في الواقع 0.27 و109، على التوالي».
تم اعتبار الطريقة الهندسية التي استخدامها أكثر أهمية من القياسات الرقمية.
فكرته رقم 1 دقيقة بشكل معقول.
أما رقم 2 فقد بالغ في تقدير القطر الزاوي للقمر بعامل من أربعة، وهذا أمر محير، لأن هذه كانت ستكون قياسات سهلة لعملها.
لقد كتب لاحقًا أن الحجم الزاوي للقمر هو نصف درجة، وهو صحيح، لكنه على ما يبدو لم يغير عمله السابق.
والحسابات رقم 3 ربما لم تكن مبنية على القياس بل على التقدير.
ويعادل افتراض أن الوقت من الربع الأول من القمر إلى الربع الثالث هو يوم واحد أطول من الوقت من الربع الثالث إلى الربع الأول.
إن الزاوية الحقيقية بين الشمس والقمر في وقت ربع القمر هي أقل من 90 درجة بقياس 9 دقائق فقط للقوس، وهي قيمة مستحيلة لقياسها في العصور القديمة.
وفي وقت لاحق قام علماء فلك يونانيون، وخاصة (أبرخش- Hipparchus) و بطليموس، بتكرار طرق أرسطرخس ووصلوا إلى قيم دقيقة للغاية لحجم القمر ومساحته.
ومع ذلك، وبسبب تأثير الفرضية 3، فإن كل النتائج القديمة قللت بشكل كبير من حجم الشمس ومساحتها.
واستمرت نسبة أرسطرخس 19 إلى 1 أقل أو أكثر، حتى القرن السابع عشر.
- ترجمة: محمد رشود
- تدقيق: مرح منصور
- تحرير: صهيب الأغبري
- المصدر